الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"كراوش" العملاق النحيف

"كراوش" العملاق النحيف
30 أكتوبر 2006 23:19
إعداد - أنور ابراهيم: قال عنه آرسين فينجر مدرب الأرسنال إنه لاعب كرة سلة بينما وصفته مجلة فرانس فوتبول ''بالرحالة''، حجز له رافائيل بنيتز مكاناً أساسياً في تشكيلة ليفربول، وقدم نفسه للعالم في مونديال ألمانيا الأخير· ''بيتر كراوتش'' لاعب سلة في ملاعب كرة القدم يصل طوله إلى 1,98م، يجيد ضربات الرأس وتحول إلى مصدر ازعاج دائم للمدافعين· بدأ رحلته بجمع الكرات أثناء المباريات في ملعب ستامفورد بيردج وتجاوز ثمنه اليوم العشرة ملايين يورو· ورغم خطورته داخل منطقة الجزاء إلا أنه لا يحظى بشعبية كبيرة في انجلترا· انتقد الكثيرون انضمام كراوتش إلى صفوف المنتخب الانجليزي، وهاجموا السويدي سفن جوران اريكسون كثيراً خاصة من صحف التابلويد الانجليزية، ولكنه خيب ظنهم جميعاً وكان جيداً في الفترات التي لعب فيها مع المنتخب في المونديال، بل إن رصيده من الأهداف مع المنتخب وصل في يوم من الأيام 11 هدفاً في 14 مباراة دولية وهو معدل أفضل على أية حال من معدل النجوم الهدافين الانجليز جيمي جريفز أو الان شيرار أو حتى مايكل أوين، على حد قول المجلة· ومرونة جسم كراوتش وعدم امتلائه بالعضلات تجعل البعض يتصور أنه لا يملك البنية المطلوبة لمهاجم انجليزي، ولكن الرد هنا يأتي على لسان ''كراوتشينهو'' كما يحلو لبعض معجبيه أن ينادونه، فيقول: إنني أحمل في صالة التربية البدنية أثقالاً لا تقل في وزنها عن الآخرين، وأتناول أطعمة ''التيك أواي'' مثل الهامبورجر ورغم ذلك فإن وزني لا يزيد جراماً واحداً· وعلى امتداد مشوار كراوتش الكروي كان مستهدفاً·· إما من الجماهير التي توجه اليه السباب في أحيان كثيرة، وإما من الضربات التي يتلقاها في مركزه كمهاجم وخاصة أنه يجيد ضربات الرأس بفضل طوله الفارع وكان كراوتش يقول دائماً: أنت طويل، إذن عليك أن تجيد اللعب بالرأس· وإزاء هذه العدوانية التي كان يتعرض لها يقول كراوتش: لقد تعلمت كيف أدافع عن نفسي، وتعلمت ايضاً كيف أجعل المدافعين المنافسين يلزمون حدودهم·· فأنا أملك أيضاً ذراعين طويلتين وكثيراً ما يكون لهما فائدة كبيرة في أحيان كثيرة· وكراوتش كان يجمع الكرات في صباه مع الأطفال أقرانه في ملعب ستامفورد بريدج، ولكنه بدأ تدريباته الأولى في توتنهام ووقع أول عقد له وهو في السابعة عشرة من عمره ولكنه لم يلعب سوى دقيقة واحدة مع الفريق الأول طوال عامين· ولم يفارقه حلم اللعب لدوري الدرجة الأولى ولكنه تخلى عن هذا العلم مؤقتاً عندما باعه توتنهام إلى فريق كوينز بارك رينجرز عام 2000 وكان وقتها هذا الفريق يلعب في الدرجة الثانية· الغريب أن انتقال كراوتش إلى هذا الفريق كان مقابل مبلغ صغير (87 ألف يورو فقط) وهو مبلغ يغطي تقريباً راتب شهر للاعب من زملائه السابقين في توتنهام· وفي مايو 2001 هبط كوينز بارك رينجرز لدوري الدرجة الثالثة ولكن كراوتش وجد مدرباً يفهمه هو جيري فرانسيس الذي اقتنع بموهبته وإمكاناته كمهاجم، وهذه الثقة أثمرت عشرة أهداف سجلها كراوتش مما لفت إليه الأنظار· وبهبوط كوينز بارك للدرجة الثالثة وجد النادي نفسه مضطراً للاستغناء عن عناصره الأكثر تكلفة ومن بينها كراوتش الذي انتقل بدوره إلى فريق بورتسموث نظير 1,8 مليون يورو، وكان هذا الفريق يخطط وقتها للصعود إلى الدرجة الأولى· ولعب كراوتش أساسياً موسم 2001-2002 في 37 مباراة وسجل 18 هدفاً، فأعجب به مسؤولو فريق أستون فيلا (درجة أولى) واشتروه مقابل 7,25 مليون يورو·· وهكذا فتح دوري الدرجة الأولى ذراعيه ولكن ليس لمدة طويلة لأنه ظل حبيس دكة الاحتياطي لعدة شهور قبل أن تتم إعارته إلى نوروتيش سيتي ولكن أين؟! في الدرجة الثانية! رحال ولم يكن كراوتش من هواة التنقل من ناد إلى آخر، وإنما حدث ذلك رغماً عنه، فلم يمكث في نورويتش سوى ستة أشهر فقط من يناير إلى يونيو ،2004 وبعدها أمضى موسماً في فريق ساوثهامبتون، ليستقر به المقام أخيراً في ليفربول اعتباراً من يوليو ·2005 وكان عام 2005 هو عام السعادة بالنسبة لكراوتش فقد استدعاه السويدي زفن جوران إريكسون المدير الفني لمنتخب انجلترا إلى صفوف المنتخب ولعب أولى مبارياته الدولية أمام كولومبيا في مايو 2005 وفازت انجلترا 3-·2 وكان إريكسون سعيداً بهذا المهاجم الجديد واعتبره اختياراً مختلفاً وكان مقتنعاً بضرورة وجوده لأنه في نظره متعدد المواهب· كتيبة الإعدام وقد اتفق رافائيل بينيتز مدربه في ليفربول مع مدرب المنتخب في هذا الرأي ولهذا لم يتردد في طلب ضمه إلى صفوف ليفربول مقابل 10,2 مليون سورو وحتى ذلك الحين لم يكن هناك سوى هذين الرجلين - إريكسون وبينتيز، واللاعب نفسه طبعاً- الذين يرون في كراوتش لاعب كرة قدم حقيقي وعلى أعلى مستوى، بل وانتشرت وقتها على شبكة الانترنت طرفة تقول: كان اريكسون واقفاً أمام كتيبة تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص، وسألوه اذا كان عنده طلب أو أمنية أخيرة، فاذا به يرد قائلا: أود أن يكون بيركراوتش هو القناص الذي سيطلق النار على شخصي!! كان كراوتش عند انتقاله لصفوف ليفربول قد أكمل الرابعة والعشرين من عمره، وحتى ذلك الحين لم يكن قد قضى أكثر من موسم واحد في أي فريق لعب له·· وفي كل فريق كان يلعب له، قوبل بالهتافات من الجماهير، بكلمة واحدة تقول: (Freak) وتعني بالعربية ''وهم''· ولم يكن الحال أفضل في الشهور الأولى مع ليفربول حيث مرت الأشهر الأربعة الأولى عليه كما لو كان في كابوس ثقيل ويتذكر كراوتش هذه الفترة فيقول: ألم أكن أقرأ الصحف وقتها ولا أشاهد التليفزيون فلقد لعبت 19 مباراة دون أن أسجل أهدافاً على الاطلاق! ولكن كراوتش استعاد الثقة يوم 3 ديسمبر 2005 عندما سجل أول أهدافه مع ليفربول في مرمى ويجان، وكان الأول في سلسلة من سبعة أهداف في ثمان مباريات· وأصبح كراوتش نجماً يشار اليه بالبنان، وبعد أن كان لا يسمع سوى صيحات الاستهجان بدأ يحظى بهتافات الإعجاب بعد أن أصبح يجيد اللعب بقدميه وليس رأسه فقط، علاوة على اجادته التحرك أيضاً· ويواصل كراوتش تألقه مع ليفربول في دوري الأبطال الأوروبي وكان صاحب هدف الفوز على بوردو الفرنسي (1-صفر) ليرتفع مجموع أهدافه في هذه البطولة إلى 3 أهداف وسيسعى إلى زيادة رصيده يوم الثلاثاء الموافق 31 اكتوبر 2006 عندما يلتقي ليفربول مرة أخرى على ملعبه مع بوردو الفرنسي للمرة الثانية في دوري الأبطال الأوروبي ولاسيما بعد أن حقق نتيجة طيبة في الدوري الانجليزي يوم السبت الماضي بالفوز على استون فيلا 3-1 وكان بيتر كراوتش هو صاحب الهدف الثاني للفريق· وينتظر كراوتش مباراة بوردو اليوم لإضافة المزيد من الأهداف إلى رصيده، وتمنى أن يشركه مدربه رافائيل بينتيز من بداية المباراة ويحلم كراوتش بأن يسهم ايضاً في تقدم فريقه في ترتيب أندية الدوري الانجليزي بعد أن تراجع كثيراً عن المنافسة منذ بداية الموسم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©