الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: إنتاج النفط لم يصل إلى ذروته

1 نوفمبر 2006 23:07
أيمـــن جمعـــة: عقدت أمس على هامش اليوم الأول لمؤتمر ''الطاقة الدولى ''2030 ثلاث جلسات تناولت وضع الامدادات في سوق النفط والغاز، والجدل المثار حول نفاد مصادر الطاقة ونظرية ''ذروة النفط''، اضافة الى التحديات التي تواجه كفاءة استخدام الطاقة وتوليدها من مصادر نظيفة وصولا الى الابحاث والدراسات المطلوبة لكي تستطيع صناعة الطاقة تلبية الاحتياجات العالمية بحلول عام ·2030 وأجمع المسؤولون التنفيذيون والاكاديميون المشاركون في المؤتمر على رفض فكرة وصول الانتاج الى ''ذروته قريبا'' وقالوا ان هناك احتياطيات ''هائلة'' في المياه العميقة قبالة شواطئ أجزاء كثيرة من العالم، وان هذه الاحتياطيات توفر فرصا بتريليونات الدولارات، فيما أكد بروفيسور اميركي انه شارك في تأليف كتاب عن مستقبل صناعة النفط وتوصل فيه الى ان الذهب الاسود لن ينفد من العالم خلال ثلاثة قرون على الاقل، في حين تستطيع احتياطيات الغاز الطبيعي تلبية الاحتياجات العالمية لعدد أكبر بكثير من القرون· وحذر المشاركون من خطورة ارتفاع درجة حرارة الارض لعوامل في مقدمتها الانبعاثات الصادرة عن الوقود الاحفوري (خاصة النفط والفحم) والتي وصفها بروفيسور بانها ''أكبر مشكلة بيئية في تاريخ البشرية كلها'' وانها تتطلب تضافر جهود الحكومات والمنظمات غير الحكومية لابتكار تقنيات جديدة بما في ذلك تحويل النفط والفحم الى الغاز· ورفض الدكتور ريتشارد فيربوخين نائب رئيس منطقة الشرق الاوسط وبحر قزوين في اكسون موبيل للاستكشاف بشدة فكرة ان انتاج النفط سيصل الى ذروته قريبا· وقال في أول جلسات المؤتمر ''صحيح ان الطلب على السوائل البترولية يتنامى بشكل مطرد ومن المتوقع ان يقفز من 85 مليون برميل يوميا حاليا الى 115 مليون برميل يوميا بحلول عام ·2030 وهذه الارتفاع الكبير يثير علامات استفهام حول ما اذا كانت الاحتياطيات العالمية من الهيدروكربونات قادرة على تلبية الطلب على المدى الطويل· لكن تقييم مسيرة الانتاج العالمي وتطور قاعدة الاحتياطيات يوحي بان مثل هذه الذروة لن تحدث خلال الخمس والعشرين عاما المقبلة·'' وشدد فيربوخين على ان نظرية عالم الجيولوجيا كينج هيربرت التي أطلقها 1956 بشأن الفترة المتوقعة لنفاد النفط من العالم والتي تقوم على تقديرات حسابية فقط، لا يمكن تطبيقها حاليا لانها تغفل عدة عوامل رئيسية بما في ذلك نمو الاحتياطيات نفسها وتطور تكنولوجيا الانتشال وتحسن التقنيات التي تتيح الوصول الى مصادر لم تكن ''اقتصادية'' فيما مضى· وتابع ''رغم ان الانتاج العالمي من النفط يتجاوز الاكتشافات السنوية الجديدة منذ اوائل الثمانينيات، فان الاضافات السنوية للاحتياطيات الحالية تزيد عن الانتاج السنوي وذلك لعدة عوامل منها نمو احتياطيات الحقول الحالية، وتحسن تقنيات الاستخلاص التي تفتح الباب امام مناطق انتاج جديدة اضافة الى تغير توقعات ومستقبل الانتاج·'' وقال حضور على هامش المؤتمر للاتحاد ''احجام الاحتياطيات المثبتة تتغير من وقت لآخر·· ومن المهم الاشارة الى ان الاحجام الحالية هي مجرد افتراضات ربما تكون في حقيقتها أكبر بكثير او اقل بكثير مما هو معلن·'' وشدد البروفيسور فيربوخين على ان نظريات ذروة النفط القائمة على نظرية هربرت، عادة ما تغفل الانتاج من ''مصادر غير تقليدية'' مثل النفط الثقيل جدا الذي تتنامى حصته· وقال ''الكثير من التوقعات السابقة بشان ذروة انتاج النفط كالتي ظهرت عام 1969 بان الذروة ستحدث عام 2000 كانت كلها خاطئة·'' وفي نهاية كلمته أشار فيربوخين الى ان ما يبدو من قصور حاليا في الوفرة العالمية من المعروض سببها الرئيسي هو النمو السريع في الطلب وتعطل الامدادات في بعض الدول الرئيسية المنتجة للنفط لا بسبب تقلص حجم الامدادات· توقعات خاطئة أشار البروفيسور مايكل ايكونوميديز من جامعة هيوستن الاميركية الى ان التوقعات الخاصة بالمعروض تكون في الغالب أقل دقة من تلك التي تتحدث عن الطلب، ومضى يقول في كلمته التي مزجها بالكثير من عبارات المداعبة ''هذه التوقعات الخاطئة اثارت بلبلة بين الناس· منذ بدايات القرن التاسع عشر ونحن نتحدث عن ان النفط سينفد من العالم· وكان هذا مثار قلق بالغ للحكومات في الثلاثينيات والاربعينيات وأصبح الاهتمام الرئيسي للرأي العام بعد الصدمة النفطية الاولى عام ''·1973 ومضى يقول ''تحدثت عشر كتب خلال السنوات الاخيرة عن فكرة ذروة النفط والارتفاعات القياسية في الاسعار منذ عام ·2000 والحقيقة فانني أعتقد ان كل ما يثار عن ذروة النفط هو مجرد أمنيات يروجها نوعان من الناس·· أنصار البيئة وأعداء الرأسمالية·'' وأضاف ''شاركت في تأليف كتاب بعنوان ''لون النفط'' وتوقعت فيه ان النفط لن ينفد من العالم قبل ثلاثة قرون على الاقل· وبالنسبة للغاز الطبيعي الذي أصبح بشكل متزايد مصدر الطاقة المفضل فان السيناريو اكثر تفاؤلا· وحتى لو لم نضع في اعتبارنا الاحجام الهائلة من بلورات الغاز الموجودة في قيعان المحيطات والبحار، فان الانتاج العالمي من الغاز الطبيعي سيستمر لعدد أكبر من القرون''· وأوضح ايكونوميديز الى انه يعرف بالطبع بوصفه مهندس بترول ان النفط والغاز من المصادر المستنفدة، لكن ''الوصول الى تلك الذروة التي يتحدثون عنها لن تحدث قبل عدة عقود، ولا يمكن بشكل قاطع ان تحدث قبل عام ''·2025 ومضى يقول ''وحتى عندما تقع هذه الذروة فانها لن تكون الكارثة التي يتوقعها البعض ولا تعني أيضا انها ستتواكب من نفاد النفط كما توحي بذلك بعض التقارير الصحفية التي لا تستند الى معلومات دقيقة·'' وتحدث ايكونوميديز عن ثلاثة أطراف ستلعب دورا رئيسيا في امداد العالم بالنفط في الفترة المقبلة وهي أوبك، والاحتياطيات الهائلة في الاعماق قبالة السواحل والتي توفر فرصا في الطاقة بمليارات الدولارات، اضافة الى روسيا التي وصفها بانها ''دولة نفطية فريدة من نوعها·'' وأوضح ان النقطة المهمة في وضع روسيا، انه لم يتم استخدام غالبية حقولها بالكفاءة المطلوبة وان انتاجها يقل بكثير عن افاقها· وقلل ايكونوميديز من الضجة المثارة حول مصادر الطاقة البديلة والمتجددة قائلا ''الطلب العالمي على الطاقة سينمو بنسبة 50 % خلال العشرين عاما المقبلة· وستزيد حصة النفط والغاز في سوق الطاقة نم 61 % الى 67 %· ورغم كل الضجة المثارة حول الطاقة البديلة هي امور مبالغ فيها'' مضيفا ان الطاقة الشمسية موجودة مجانا في كل مكان بالعالم لكن استخدامها بشكل تجاري امر صعب للغاية· لكنه أقر بان الغاز الطبيعي سيحتل مكانة أكثر اهمية في ضوء حقيقة ان هناك كميات كبيرة منه في العالم· وربما كانت أبرز نقاط ايكونوميديز اثارة للجدل تلك التي تحدث فيها عن ظهور ما أسماه ''محور نشطاء النفط'' مستلهما عبارة الرئيس الاميركي جورج بوش الشهيرة ''محور الشر''· وقال ''هناك محور جديد يطل براسه في سوق النفط يتألف من ثلاث دول هي روسيا وايران وفنزويلا· وهي دول صغيرة نفطيا لكنها مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية ولها هدف واحد رئيسي هو رفع الاسعار أكثر واكثر وبقدر ما يستطيعون من خلال تقليص المعروض''· ومضى يقول ''الحكمة التقليدية التي تقول ان الدول المنتجة للنفط لا تريد ان تثير ركودا اقتصاديا عالميا لا تنطبق على هذه الدول، لان اوضاعها الاقتصادية لن تتأثر كثيرا بمثل ذلك الركود·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©