قتل 17 شخصا على الأقل في مواجهات مسلحة بين المتمردين المتشددين وميليشيا موالية للحكومة الصومالية، وفق ما أفاد شهود أمس. وهاجم عناصر من ميليشيا أهل السنة والجماعة الموالية للحكومة في وقت متأخر أمس الأول المتمردين المتشددين في ميليشيا “الشباب” في قرية وردومالي في وسط البلاد وشنوا هجوما ثانيا أمس.
وقال الشاهد محمد معلم وهيلي الذي يقيم في قرية مجاورة “قتل 17 شخصا معظمهم مقاتلون في المعسكرين ، لكن الحصيلة قد ترتفع لان جثثا لا تزال في مكان المواجهات”. وأفاد قرويون آخرون فروا من المكان ان الحصيلة هي عشرون قتيلا ونحو خمسين جريحا.
وقال عبدالله دوالي “فررت من قرية مجاورة جدا لوردومالي. ليس هناك حصيلة محددة للخسائر ولكن تم تأكيد سقوط عشرين قتيلا على الاقل”.
من جانبه،أكد المتحدث باسم المتمردين الشباب شيخ عبدي عزيز ابو مصعب للصحافيين في مقديشو ان المتمردين انتصروا في المعركة وأوقعوا “العديد من القتلى” في صفوف الموالين للحكومة. لكن المتحدث باسم الميليشيا الموالية للحكومة يوسف عبد قاضي سارع إلى رفض هذه المعلومات وقال إن “قواتنا دمرت العدو حول قرى عدة في وسط البلاد”. وتوعد المتمردون الشباب الذين يؤكدون ولاءهم لتنظيم القاعدة بقتل الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد الذي يحظى بدعم المجتمع الدولي. ولا تسيطر الحكومة الانتقالية الصومالية سوى على جزء صغير من العاصمة الصومالية وتعول على دعم نحو 7500 جندي اوغندي وبوروندي في قوة الاتحاد الافريقي. ?على صعيد آخر ..شن خفر السواحل في جزر سيشل بنجاح عملية لتحرير سفينة صيد احتجزها الجمعة قراصنة صوماليون قبالة سواحل هذه الجزر. وذكرت الحكومة في بيان أن قراصنة صوماليين احتجزوا سفينة الصيد “فيث” وعلى متنها طاقم من سبعة بحارة سيشليين على بعد نحو 240 عقدة بحرية (450 كلم) شمال الجزر في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة للسيشل.
وأشار البيان إلى أن هذه السفينة “أبحرت في اتجاه السواحل الصومالية”. وتمت ملاحقة السفينة من جانب سفينتين تابعتين لخفر السواحل الصوماليين إضافة إلى ثلاث طائرات مراقبة، إحداها تابعة للقوات المسلحة السيشلية إضافة إلى طائرتين فرنسية ولوكسمبورجية من القوة الأوروبية لمكافحة القرصنة. وتم بعدها اعتراض سفينة “فيث” من جانب خفر السواحل عند منتصف الطريق بين السيشل والصومال, على ما أوضحت الحكومة في بيان ثان صدر السبت. ولفت البيان إلى أن “الرهائن تم إنقاذهم وهم بخير، فيما جرى اعتقال القراصنة”.
وعزز القراصنة الصوماليون نشاطاتهم قبالة سواحل الصومال هذه السنة، ولا يزالون يستولون على 31 سفينة محتجزين أكثر من 500 بحار، بحسب المنظمة غير الحكومية اكوتيرا انترناشونال التي تهتم بمسائل القرصنة في المنطقة. وينشط هؤلاء القراصنة في خليج عدن، كما باتوا ناشطين بشكل بارز في جزء كبير من المحيط الهندي. ويربح القراصنة الصوماليون عشرات الملايين من الدولارات من الفدى التي يحصلون عليها مقابل الإفراج عن السفن المخطوفة والتي تشمل ناقلات نفط وسفن بضائع صب في المحيط الهندي وخليج عدن على الرغم من جهود قوات بحرية أجنبية لوقف مثل تلك الهجمات.
وتتحمل كينيا وموريشيوس وسيشل وتنزانيا العبء الأكبر في مواجهة عمليات القرصنة وتقول إنها مستعدة لمحاكمة القراصنة الذين تعتقلهم القوات البحرية الدولية التي تقوم بدوريات قبالة سواحل شرق افريقيا.
من جهة اخرى تبدأ اليوم الاثنين محاكمة عشرة صوماليين متهمين بمهاجمة سفينة شحن ألمانية قبالة سواحل القرن الافريقي، في مدينة هامبورج الألمانية الساحلية حيث تعود آخر محاكمة بتهمة القرصنة إلى أربعمئة سنة.
وهؤلاء الرجال العشرة الذين يصعب إثبات هويتهم أو سنهم، والذين أوقفتهم البحرية الهولندية وسلمتهم إلى ألمانيا، متهمون بالهجوم على حركة الملاحة البحرية ومحاولة الخطف بغية الحصول على فدية. وهم يواجهون عقوبة السجن 15 سنة، وهو حكم يعتبره عدد من الخبراء خفيفا جدا لا يردع شن الهجمات قبالة الصومال.
وبحسب المكتب الدولي البحري فإن قراصنة صوماليين يحتجزون حاليا 23 سفينة واكثر من خمسمئة من أفراد الطواقم. واعتبر ديتر بيرج المسؤول عن الشؤون البحرية في “ميونيخ ار اي” أول شركة عالمية للتأمين “انه عمل مربح جدا والمجازفة فيه قليلة”. وأضاف “أن محاكمة القراصنة أمر مهم” لكن الدول المستعدة لتنظيم مثل هذه المحاكمات قليلة جدا، ومعظم القراصنة الذين يتم توقيفهم في البحر يفرج عنهم على الفور.
عدد اليوم
