الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأمواج تهدد ميناء الصيادين في غزة

الأمواج تهدد ميناء الصيادين في غزة
14 نوفمبر 2006 00:12
غزة- محمد أبو عبده: أصبحت العديد من الأسر التي تعمل في مجال الصيد تواجه خطر انقطاع مصدر رزقهم الوحيد، بسبب حالة ميناء الصيادين في غزة الذي بدا ضعيفاً في مواجهة أمواج البحر التي تضرب رصيفه من كل جانب، وذلك بعد اندثار الجزء الأكبر من كاسر الأمواج، بسبب وقف عمليات الصيانة للميناء وتجديد الكواسر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وأصبحت السفن التي ترسو داخله مهددة بالدمار من قبل الأمواج العاتية المتوقع أن تضرب الميناء خلال فصل الشتاء الذي يشهد عادة أجواء عاصفة· وحذر الصيادون والقائمون على إدارة الميناء من خطورة المرحلة المقبلة، في حين عبّر العديد من الصيادين عن خوفهم الشديد من إمكانية تعرض مراكبهم للغرق والدمار، وهو ما اعتبروه كارثة لا بد من تداركها على وجه السرعة· ويقوم ممثلو الصيادين والمسؤولون عن الميناء بزيارات مكثفة للمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية في محاولة لإقناعهم بخطورة وضع الميناء، إلا أن الردود لم تشفِ غليلهم حتى اللحظة· وأوضح عاطف بكر، رئيس جمعية التوفيق لصيادي غزة، أنه وجه أكثر من خطاب بهذا الشأن إلى كل المسؤولين، بمن فيهم الرئيس الفسطيني، إلا أن الجميع ''لم يكترثوا لخطورة الوضع في الميناء''· ولم تكن الأمواج أوالرياح هي الخطر الوحيد الذي يتهدد الميناء، بل أصبح حوض الميناء الذي ترسو فيه السفن مهددا بانحسار مياهه بسبب تكدس الرمال داخله، وعدم اكتمال بناء رصيف الترسيب الشمالي الذي أوقف العمل فيه منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى انهيار جزء من الأتربة والصخور الصغيرة من الرصيف الرئيس وتراكمها داخل الحوض غير المبطن بالحديد، وتوقف الحفار الذي كان يعمل على إزالة الرمال من الحوض بشكل مستمر· وقال العقيد أحمد المدهون، مدير مشروع ميناء الصيادين في غزة: إن الميناء بدأ يتعرض للمخاطر وعدم الصيانة والإهمال، بعد الحصار على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في رام الله، ومنذ تلك اللحظة لم يخضع الميناء لأية أعمال صيانة، حيث بقي على حاله منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، رغم حاجته الدائمة للصيانة لمواجهة الأمواج ورياح الشتاء القوية· وقال المدهون: إن محاصرة المخاطر التي تتهدد الميناء تتطلب القيام بعدة خطوات عملية، اهمها تدعيم وصب كاسر أمواج بعدد لا يقل عن 5 آلاف وحدة كاسر أمواج، مشيراً إلى أن عرض رصيف الميناء يجب ألا يقل عن 30 متراً، لكن ونظراً لعدم وجود مشعبات تحميه من الانهيار فإن عرضه يبلغ الآن نحو 22 متراً فقط· وطالب المدهون بإعادة تشغيل الحفار من أجل إزالة وكنس الأتربة والمخلفات التي دخلت إلى حوض الميناء وساهمت في تقليص عمقه إلى النصف، حيث كان يبلغ عمق الحوض من المنتصف نحو 9 أمتار قبل ثلاث سنوات، في حين أصبح عمقه الآن 5 أمتار فقط، مشيراً إلى أن الحوض بحاجة ماسة إلى حفر يومي لمدة ثلاثة أشهر على الأقل حتى يعود إلى ما كان عليه· وأوضح المدهون أن الميناء يحتاج إلى تبطين رصيفه من الداخل بالحديد، مشيرا الى ان إسرائيل منعت شركة تركية كان قد اتفق معها مسبقاً من تبطينه· وأكد ابو احمد الهبيل ''أحد الصيادين'' أن الميناء يفتقر إلى البنية التحتية بشكل كامل خصوصا الكهرباء والمياه، حيث يضطر الصيادون إلى جلب المياه من مناطق بعيدة بواسطة الجالونات، ما يسبب لهم إرهاقاً، علاوة على أن الإنارة معدومة بشكل كامل في الميناء· وقال الصياد نافذ عزيز: نواجه مشاكل عديدة أخرى من قوات الاحتلال، فغالبا ما يطلقون النار على قواربنا، ومنعنا لأيام طويلة من دخول البحر، وهناك تهديدات دائمة بقصف مراكبنا وتخريب شباكنا، ويتم إبلاغنا من القوات الإسرائيلية بضرورة إزالة هذه القوارب وعدم الرسو على الميناء· وقال الصياد حميد سلمان: بالرغم من رداءة وضع الميناء، إلا أنه يشكل ملاذاً آمناً لسفن الصيد التي كانت تتعرض لخطر التدمير خلال فصل الشتاء، إضافة إلى مساهمته في حماية شاطئ غزة السياحي، وزيادة مساحة أرض الشاطئ· وكان الميناء تعرض لاعتداءات إسرائيلية متكررة خلال سنوات انتفاضة الأقصى، كان أبرزها دخول وحدة خاصة من القوات البحرية الإسرائيلية إلى الميناء قبل ثلاث سنوات، وقيامها بتعطيل سفينة الصيد الكبيرة ''جندلة'' التي لا تزال ترسو في حوض المينا· ويبلغ الصيد ذروته بالنسبة للصيادين خلال فصلي الخريف والربيع، وتحديداً في الفترة الواقعة بين منتصف أبريل ومنتصف يونيو، وبين منتصف سبتمبر ومنتصف نوفمبر، باعتبارهما فترتي هجرة الأسماك العائمة، كالسردين والمليطة والغبس والطرخونا، وتصطاد هذه الأسماك عن طريق شباك ''الشانشولا''، أما باقي أيام السنة فيكون الصيد فيها من خلال سفن الجر والشباك المنصوبة وشرك الصنار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©