الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

12 قتيلاً في اشتباكات بين «الحوثيين» ومسلحين قبليين

12 قتيلاً في اشتباكات بين «الحوثيين» ومسلحين قبليين
17 سبتمبر 2014 01:00
قُتل 12 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون أمس الثلاثاء باشتباكات بين المتمردين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح الإسلامي السني في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء، حيث تستمر المفاوضات السياسية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر لحل الأزمة المتفاقمة في اليمن منذ أسابيع، والتي وضعت البلد على شفير الحرب الأهلية. وذكر سكان محليون لـ (الاتحاد) أن اشتباكات اندلعت صباح أمس بين عناصر مسلحة من جماعة الحوثيين ومسلحين قبليين من أهالي قرية «القابل» التي تتبع إدارية مديرية «بني الحارث» شمال العاصمة، مشيرين إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية استحداث «مسلحين حوثيين من خارج المنطقة» نقطة تفتيش عند مدخل القرية وعلى الطريق المؤدي إلى العاصمة. وقال أحد السكان: «اعترض الحوثيون سيارة كانت تقل عدداً من أبناء القرية، ما أدى إلى وقوع تبادل لإطلاق النار أوقع أربعة قتلى، بينهم نجل العقيد صالح عامر»، وهو مدير مكتب الجنرال علي محسن الأحمر، القائد العسكري السابق والمستشار الرئاسي الحالي لشؤون الدفاع والأمن، وأبرز خصوم الجماعة المتمردة في محافظة صعدة (شمال) منذ عام 2004 التي خاضت منذ ذلك التاريخ ست جولات من الحروب ضد القوات الحكومية. وأضاف: «تسببت هذه الحادثة بإطلاق شرارة المواجهات المسلحة لتصل إلى معظم مناطق قرية القابل»، حيث يدين جزء كبير من سكانها بالولاء للجماعة المذهبية التي وسعت نفوذها بشكل كبير في الشهور الماضية في شمال البلاد وصولاً إلى مشارف العاصمة. وأكد مقتل ستة على الأقل من المسلحين القبليين الموالين للواء الأحمر ولحزب الإصلاح، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، مشيراً أيضاً إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين الحوثيين، دون أن يذكر إحصائية محددة. ولاحقاً، أفاد مصدر محلي آخر بارتفاع عدد قتلى المواجهات إلى 12، بينهم أربعة من المقاتلين الحوثيين الذين فجروا ثلاثة منازل في قرية القابل يعتقد أن أحدها مملوك لمدير مكتب اللواء الأحمر. وأكد المصدر أن الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة رشاشة متوسطة وقذائف صاروخية واستمرت لساعات «توقفت بعد أن فرض الحوثيون سيطرتهم على جميع أنحاء القرية». واتهمت صحيفة تابعة لحزب «الإصلاح» الحوثيين بالتمركز في مدرسة حكومية في قرية القابل، ومهاجمة دورية أمنية مرابطة بالقرب من المنطقة. في المقابل، عزا الحوثيون المواجهات إلى قيام من وصفوهم بـ «تكفيريين» بمحاولة اقتحام منازل مواطنين موالين لهم في قرية القابل، بحسب موقع أنصار الله التابع للجماعة المذهبية. وهذه المواجهات هي الثانية خلال أسبوع تشهدها العاصمة صنعاء المهددة بشبح الحرب الأهلية في ظل استمرار المسلحين الحوثيين بالانتشار في محيط المدينة في سياق تحركاتهم المناهضة للحكومة الحالية منذ منتصف أغسطس الماضي والمتزامنة مع صراعاتهم المسلحة ضد قبائل سنية موالية للحكومة في محافظتي مأرب (شرق) والجوف (شمال شرق). ونجح المتمردون الحوثيون أمس الثلاثاء في السيطرة على بلدة «الغيل» جنوب محافظة الجوف بعد أسابيع من المواجهات العنيفة هناك، خلفت عشرات القتلى والجرحى. وكتب الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، عبر صفحته في موقع فيسبوك: «تم طرد التكفيريين من مناطق واسعة في محافظة الجوف (. . ) بعد أن رفضوا كل دعوات التصالح والتعايش». وأكد مصدر قبلي في الجوف لـ (الاتحاد) إن المسلحين الحوثيين سيطروا على بلدة «الغيل» واحتلوا منزل الشيخ حسن أبكر، وهو مسؤول حزب الإصلاح في المحافظة الواعدة بالنفط ومجاورة لمحافظة مأرب، حيث حقول رئيسية لإنتاج النفط الخام. وقال المصدر إن سيطرة الحوثيين على البلدة تمت غداة انسحاب المسلحين القبليين واللواء 115 الموالي لحزب «الإصلاح» ويدعم هذه المجموعات القبلية إلى «وادي السلمات» المتاخم لمدينة الحزم عاصمة الجوف، مشيراً إلى أن الطيران الحربي شن صباح الثلاثاء غارات عديدة على المواقع التي احتلها المتمردون في بلدة «الغيل». وذكر أن غارة واحدة على الأقل أصابت منزل الشيخ أبكر ما أدى إلى اشتعال النيران في أجزاء منه. وأفادت مصادر إعلامية في جماعة الحوثيين بأن «الطيران الحربي التابع للحكومة الفاسدة نفذ عشرات الغارات الجوية على القرى الآهلة بالسكان في مديرية الغيل». ووصف مصدر عسكري في محافظة الجوف، تحدث لـ(الاتحاد)، انسحاب قوات الأمن والجيش والمسلحين القبليين، بأنه «تكتيكي» بغرض إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف المقاتلين الحوثيين، لافتاً إلى أن القوات والمليشيات المنسحبة «لم تغادر مديرية الغيل». وأشار إلى مصرع ثلاثة من رجال القبائل في مواجهات مع الحوثيين دارت أمس الثلاثاء بالقرب من «وادي السلمات»، ليرتفع إلى 11 عدد قتلى القبائل المسلحة والجيش خلال يومين، مؤكداً في الوقت ذاته مصرع ما لا يقل عن 50 حوثياً خلال الفترة ذاتها، غالبيتهم سقطوا في غارات شنها الطيران الحربي. وقال مصدر قبلي محلي لوكالة فرانس برس إن «الحوثيين استرجعوا نقاطاً خسروها ويحاصرون منزل الشيخ القبلي حسن أبكر الذي قد يكون مفخخاً». لكنه توقع سقوط محافظة الجوف قريباً بعد أن بات الحوثيون على بعد أقل من عشرة كيلومترات من مدينة الحزم، عاصمة المحافظة. وسبق أن تمكن الحوثيون من السيطرة على محافظة عمران الشمالية في الثامن من يوليو الماضي، كما يسيطرون على معقلهم في محافظة صعدة في أقصى شمال غرب البلاد. ويقول منتقدون إن الحوثيين يحاولون السيطرة على أكبر قدر من الأراضي لإقامة دولة شبه مستقلة لهم في شمال اليمن استباقاً لتحويل البلاد إلى دولة اتحادية. وتعثرت حتى الآن مساعي التوصل إلى اتفاق بين المتمردين والرئيس عبدربه منصور هادي على الرغم من موافقة الأخير على تشكيل حكومة جديدة وخفض أكثر من نصف الزيادة السعرية التي طبقت على الوقود منذ نهاية يوليو. وذكر بيان صادر عن مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، أن الأخير يواصل مشاوراته المكثفة مع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة في اليمن. وأوضح البيان أن بن عمر التقى، أمس الأول، الرئيس عبدربه منصور هادي، والمستشار الرئاسي، عبدالكريم الإرهاني، ووزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، ورئيس حزب الإصلاح، محمد اليدومي، وثلاثة من ممثلي جماعة الحوثيين، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تركزت على معالجة الأزمة الراهنة «وضرورة التوافق على حلول عاجلة مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني» الذي اختتم في يناير الماضي. كما ناقش بن عمر في اتصال هاتفي مع أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، مستجدات الوضع في اليمن، وتعاون الأمم المتحدة ومجلس التعاون من أجل دعم العملية السياسية في هذا البلد التي ينظمها اتفاق المبادرة الخليجية منذ أواخر نوفمبر 2011. وأكد نائب وزير الخارجية السعودي، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، لدى لقائه أمس في الرياض وزير خارجية اليمن، جمال عبدالله السلال، وقوف المملكة إلى جانب اليمن ودعمها جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن اللقاء الذي عقد على هامش أعمال مؤتمر «الخليج العربي والتحديات الإقليمية» المنعقد في الرياض، ناقش مستجدات الأوضاع في اليمن وجهود هادي لنزع فتيل الأزمة عبر الحوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©