«صحن هريس»

سؤال سمعته من صديق، من يريد أن يأكل «صحن هريس» على سبيل المثال في الشارقة هذه الأيام، ماذا يمكن أن يفعل الآن بعد قرار البلدية في منع بيع الوجبات الفردية في المطابخ الشعبية؟ من الواضح أنَّ أمامه حلين لا ثالث لهما، الأول أن يتكبد عناء الطريق ويذهب إلى إمارة مجاورة من التي يسمح فيها ببيع الوجبات الفردية الشعبية، مثل دبي أو عجمان أو أم القيوين، ويحصل من هناك على طلبه. أما الحل الثاني أن يتحامل على نفسه، ويقوم بدفع قيمة «جدر كامل» من اجل طبق واحد، ويستفيد من بقية الجدر في القسمة على الجيران والأصحاب، وينال ثواب الدعاء والشكر. ومن الواضح أن كلا الحلين غير عملي، من غير المنطقي أن يتكبد كل من يريد تناول طبق شعبي عناء البحث عنه في الإمارات المجاورة، ومن غير المنطقي أن يقوم كل من تأتي على باله أكلة شعبية بشراء جدر، قد يفعلها مرة أو مرتين، لكن ليس بشكل دائم. على هذا الأساس نطالب بلدية الشارقة بمراجعة قرارها الخاص بمنع المطابخ الشعبية من بيع الوجبات بشكل فردي، لأنه يتعارض مع رغبات الكثير من المواطنين، وفي نفس الوقت يضر بمصالح أصحاب المطابخ الشعبية، خاصة وأنَّ معظمهم مواطنون، ومن الواجب الأخذ بيدهم ومساعدتهم في الارتقاء بمهنتهم. ندرك أن قرار البلدية كان هدفه الأول والأخير تنظيم هذا القطاع، وفي نفس الوقت تطبيق الشروط الواردة في ترخيص المطابخ الشعبية، وليس هدفه بالتأكيد إلحاق الضرر بأصحاب المطابخ. وندرك أيضاً أن الكثير من الآراء التي وردت في ردة فعل أصحاب المطاعم على القرار قد جانبها الصواب، عندما وصفت البلدية بأنها تتصيد لهم الأخطاء، وكل هدفها تطفيشهم من أعمالهم!! من المستحيل أن تكون البلدية تفكر بهذه الطريقة، ولكن مع ذلك الموضوع لابد أن يكون له مخرج غير المنع والتهديد بالإغلاق، هذه النوعية قاسية من القرارات، ولا تتخذ إلا في الحالات التي تحصل فيها تجاوزات خطيرة، مثل افتقاد المعايير الصحية في الوجبات التي تقدم. يجوز أن هناك مطابخ شعبية تفتقد للمعايير الصحية، وهذه من الواجب أن تعاقب وان تغلق إذا لزم الأمر، لأن عملها يشكل تهديداً لصحة الآخرين، لكن بالتأكيد هناك مطاعم شعبية أخرى ملتزمة، وهذه تستحق على الأقل تعديل شروط الرخص الممنوحة لها. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae