الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحوثيون» يقصفون التلفزيون واشتباكات قرب مقر هادي

«الحوثيون» يقصفون التلفزيون واشتباكات قرب مقر هادي
20 سبتمبر 2014 12:41
والرئيس اليمني يتهم المتمردين بالسعي «لإسقاط الدولة» اتخذ الوضع في اليمن منحى دراماتيكيا في وقت تواصلت فيه،ولليوم الثالث على التوالي، المواجهات العنيفة بين قوات الجيش المسنودة بميلشيا محلية والمتمردين الحوثيين في العاصمة اليمنية، حيث علقت شركات الطيران العربية والأجنبية رحلاتها إلى مطار صنعاء ، فيما اتهم الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي الذي شهد اشتباكات حول مقر إقامته، الحوثيين بتبني مشروع انقلابي «لإسقاط الدولة». وذكرت التقارير الواردة من صنعاء أن الحوثيين قصفوا بالمدافع والقذائف الصاروخية معسكر الفرقة الأولى مدرع الذي يحتل هضبة كبيرة في الضاحية الشمالية الغربية في صنعاء وأن قذائف هاون سقطت الليلة قبل الماضية على مبنى التلفزيون الحكومي في شمال العاصمة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش والمتمردين الحوثيين الذين انتشروا بالمئات في مناطق عدة في محيط المبنى. وقال مسؤول أمني يمني في بيان رسمي، إن الحوثيين هاجموا التلفزيون الحكومي «بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة»، ما دفع قوات الجيش إلى الرد على مصدر النيران واندلاع اشتباكات استمرت حتى صباح الجمعة، في حين قالت المحطة الحكومية على شاشتها إن الحوثيين يواصلون قصفها بمختلف أنواع الأسلحة. وأغلق الجيش الطرق المؤدية إلى المحطة التلفزيونية التي توقف بثها مساء الجمعة لنحو نصف ساعة «بسبب تأثر مولدات الطاقة بالقصف الحوثي» حسبما أبلغ (الاتحاد) مسؤول في المحطة. وذكر سكان محليون أن العشرات من المسلحين الحوثيين انتشروا في جميع مداخل وشوارع حي «الجراف» القريب جدا من محطة التلفزيون، مشيرين إلى أن عشرات آخرين انتشروا في جولة عمران التي تبعد عشرات الأمتار إلى الشمال من المحطة التلفزيونية وترتبط بشارع الستين الشمالي، حيث يوجد معسكر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان الدينية وتدور بالقرب منهما معارك عنيفة بين الجيش ومسلحين محليين مواليين للحكومة، من جهة، والمقاتلين الحوثيين من جهة ثانية. وما زال اللواء علي محسن الأحمر، وهو السند القوى لحزب الإصلاح الإسلامي السني الشريك في الائتلاف الحاكم، يسيطر على قوات الفرقة الأولى مدرع على الرغم من إقالته من قيادتها في أبريل 2013، بينما يدير الزعيم الديني المتشدد والقيادي البارز في حزب «الإصلاح» عبدالمجيد الزنداني جامعة الإيمان المتهمة بتغذية التطرف الديني في البلاد. وقال مصدر عسكري في «الفرقة الأولى مدرع» لـ(الاتحاد)، إن اللواء الأحمر «تولى فعليا قيادة قوات الفرقة الأولى مدرع بتكليف مباشر من الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي» الذي قال إنه وجه أيضاً بالتحقيق مع قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء محمد الحاوري، المقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مزاعم حول تواطئه مع الحوثيين. وذكر المصدر أن اللواء الأحمر، وهو الخصم اللدود للمتمردين الحوثيين، «متواجد في معسكر الفرقة منذ ليل الخميس الجمعة، وأنه «يقود المعركة ضد الحوثيين»، الذين عززوا انتشارهم في شارع الثلاثين وحيي «شملان» و»مذبح» شمال غرب العاصمة. وأشار إلى أن معارك عنيفة اندلعت بين الجيش والحوثيين في وقت مبكر أمس في حي «مذبح» بعد أن حاول مسلحون حوثيون السيطرة على مبنى النائب العام وكلية الطب التابعة لجامعة صنعاء، مؤكدا مقتل خمسة حوثيين على الأقل في هذه المواجهات التي أعقبت معارك عنيفة بين الطرفين اندلعت في شارع الثلاثين وحي «شملان» وخلفت 70 قتيلا على الأقل في صفوف المتمردين، حسب المصدر العسكري. كما قتل جنود في المواجهات مع الحوثيين والتي امتدت، مساء الجمعة، إلى شارع الستين الشمالي حيث منزل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي. وأكد سكان يقطنون أحياء سكنية قريبة من منزل الرئيس هادي سماع دوي انفجارات واشتباكات بأسلحة رشاشة استمرت لأكثر من ساعتين. وتزامن ذلك مع سقوط عشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون على مبنى قيادة الدفاع الجوي في قوات الفرقة الأولى مدرع التي أيدت الانتفاضة الشبابية ضد الرئيس السابق في 2011. وقال شهود لـ(الاتحاد) إن مسلحين حوثيين استولوا على نقاط تفتيش تابعة للجيش والأمن في شمال شارع الستين، وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة ويبدأ عند المطار في الشمال ويمتد على طول الطريق إلى القصر الرئاسي إلى الجنوب. كما استولوا على نقطة أمنية في منطقة الروضة الواقعة جنوب مطار صنعاء وتوجد فيها الكلية الحربية ومنشآت حكومية أخرى، إضافة إلى النقاط الأمنية المرابطة شمال المطار على الطريق المؤدي إلى بلدة «أرحب» التي تعد أحد مناطق نفوذ حزب «الإصلاح»، الذي على صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. واستولى الحوثيون على النقاط الأمنية دون أي مقاومة تذكر من جنود الحكومة الذين انسحبوا من تلك المناطق. وقالت اللجنة الأمنية العليا في اليمن في بيان إن «عناصر مسلحة» تابعة لجماعة الحوثيين انتشرت في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن الحوثيين اعتدوا على عدد من النقاط الأمنية والعسكرية في حي «شملان» وشارع الستين. وتوعدت اللجنة الأمنية بأن الأجهزة الأمنية والعسكرية «ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ووفقا لما هو مخولا لها دستورا وقانونا لاستعادة تلك النقاط والمواقع التي تعمل على حفظ أمن المواطنين في المناطق والأحياء السكنية التي تتواجد فيها». وانتشر مئات المسلحين المناهضين للجماعة المذهبية في الكثير من الأحياء السكنية في شمال العاصمة صنعاء، فيما نزحت مئات العوائل والأسر إلى مناطق أخرى في العاصمة خشية تصاعد أعمال العنف. وقُتل شخصان عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على محتجين موالين لجماعة الحوثيين يعتصمون منذ أسابيع في الشارع المؤدي إلى مطار صنعاء. وانقطعت فيما يبدو خدمات الإنترنت والهاتف المحمول في العاصمة يوم الجمعة على الرغم من أن الهواتف الأرضية لا تزال تعمل. وأعلنت هيئة الطيران المدني في اليمن تعليق شركات الطيران العربية والأجنبية رحلاتها إلى صنعاء لمدة 24 ساعة بسبب تدهور الوضع الأمني في العاصمة. وقال مصدر مسؤول في هيئة الطيران في تصريح رسمي، إن «شركات الطيران ستقوم بإعادة التقييم لاحقاً في استمرار التعليق أو استئناف الرحلات وفقاً لطبيعة الأجواء الأمنية في العاصمة صنعاء». وبحث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في لقاء استثنائي أمس الجمعة مع سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية «التصعيد الميداني لجماعة الحوثي لتفجير الوضع في أمانة العاصمة وضواحيها». واتهم هادي المتمردين الحوثيين بتبني مخطط انقلابي»لإسقاط الدولة»، وقال: إن تلك القوى تريد تفجير الأوضاع وهذا ما حاولنا مراراً وتكراراً تفاديه وتجنبه لإدراكنا مخاطر ذلك وتداعياته على البلاد اقتصادياً وتأثيره البالغ على السلم الاجتماعي. وأضاف: كانوا (الحوثيون) يشاركون في الحوار وبالمقابل يمضون في تنفيذ أجندتهم الخاصة التصعيدية في كل المواقع. انهم يعملون على النقيض تماماً مما يرفعونه من شعارات استحقاقية وهروباً من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار« الذي اختتم فعالياته في يناير الماضي.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©