الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرنسا تعد بمبادرات جديدة لمساعدة «الثورة السورية»

فرنسا تعد بمبادرات جديدة لمساعدة «الثورة السورية»
26 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - رأت فرنسا امس ان الممثل الخاص المشترك الجديد إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمام مهمة مستحيلة، بسبب التحديات والصعوبات والتعقيدات التي تحكم الأزمة، ووعدت على لسان الرئيس فرنسوا أولاند باتخاذ مبادرات جديدة لمساعدة الثورة السورية، في وقت دعت فيه دمشق امس على لسان صحيفة “الثورة” السورية الحكومية الإبراهيمي الى عدم سلوك طريق سلفه عنان حتى لا تفشل مهمته، معتبرة أن حل الازمة يمر عبر البوابة السورية. وقال أولاند في احتفال بمناسبة الذكرى الـ68 لتحرير باريس “ان فرنسا اتخذت وستتخذ المبادرات اللازمة لصالح الثورة السورية على الصعيد السياسي والدبلوماسي والانساني لمساعدة الانتفاضة”. وكرر القول “ان نظام بشار الاسد سيزول لأنه عندما تبدأ الحرية السير لا شيء ولا أحد يستطيع إيقافها، وهذا هو الدرس الذي يمكن ان نقدمه الى العالم”. واوضح “ان معركة الحرية في فرنسا عام 1944 كانت مرجعا للكثير من شعوب العالم”، مضيفا “اليوم ايضا هي باريس التي يتجه اليها المعارضون والمقموعون والمتمردون عندما ينتفضون للاطاحة بطاغية”. وكان ذكر بيان للرئاسة الفرنسية بالدعوة التي وجهتها باريس لعقد اجتماع لمجلس الامن على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل، للبحث في الوضع الانساني في سوريا وتداعياته على الدول المجاورة. وأوضح “ان الرئيس أولاند شدد على وجوب تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية وتعزيز قدراتها، مذكرا بأنها حملت في تقريرها الاخير الاتهامي النظام السوري مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الانسانية منذ 18 شهرا. وقال “انه أمام هكذا جرائم لا يجوز ان يكون هناك افلات من العقاب ويجب اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية”. وأعلنت البعثة الفرنسية في مجلس الأمن التي يرأس سفيرها جيرار آرو مجلس الأمن خلال اغسطس، بعد لقاء مع الإبراهيمي عن اتفاق على عقد اجتماع غير رسمي قريبا بين الموفد الجديد والاعضاء الـ15 في مجلس الامن. وكان الابراهيمي أقر بأن حجم مهمة انهاء النزاع السوري مخيف. وقال الموفد الجديد الذي سيمضي اسبوعا في نيويورك لإجراء محادثات مع مسؤولين سياسيين وإنسانيين في الامم المتحدة ودبلوماسيين لتحضير مهمته إنه سيجرب أساليب جديدة لكن دون تحديد تفاصيل. بينما قال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان خطة السلام التي كان عرضها الموفد السابق المبعوث العربي الاممي كوفي عنان تبقى قائمة وكذلك اتفاق جنيف وكلاهما يدعوان الى انتقال سياسي في سوريا”. وأضاف “بالطبع سيبحث الإبراهيمي مع مسؤولين آخرين في الامم المتحدة كيفية متابعة ذلك، لكن في هذه المرحلة لا يمكننا التعليق حول ما سيكون الوضع عليه”. وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي كان التقى الإبراهيمي في وقت سابق “كلما طال امد النزاع، كلما زاد عدد القتلى وكلما زادت معاناة الناس”. وأضاف “من المهم جدا ان يقدم مجلس الامن وكل نظام الامم المتحدة الدعم لعملك”. واعلن الأمين العام للأمم المتحدة دعمه القوي للمبعوث الخاص الجديد قائلا انه سيباشر مهامه اعتبارا من مطلع سبتمبر، مؤكدا أنه سيحظى بكل الدعم الكامل من قبل المجتمع الدولي. وقال بان كي مون “إن الإبراهيمي لديه مهمة هامة ومصيرية لإحلال السلام والاستقرار في سوريا وتعزيز حقوق الإنسان”. وحذر من مخاطر استمرار النزاع في سوريا، مشيرا إلى أنه كلما استمر هذا النزاع كلما قتل المزيد من الناس وكلما ازدادت المعاناة، مؤكدا أن مساهمة الإبراهيمي وقيادته بشأن هذه المسألة ستكون في غاية من الأهمية. من جهتها، دعت صحيفة “الثورة” السورية الحكومية امس الإبراهيمي الى عدم سلوك طريق سلفه عنان حتى لا تفشل مهمته، مؤكدة ان حل الازمة يمر عبر البوابة السورية. وذكرت انه في حال سلوك الإبراهيمي طريق سلفه يكون اختار أن يخوض معركته السياسية والدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي بنفس الأدوات والمعدات والأسلحة البالية والعقيمة التي خلفها له المبعوث السابق”. واعتبرت الصحيفة أن هذه الأدوات باتت لا تصلح لخوض غمار هكذا معركة، ما يعني توقع نفس النتائج والنهايات التي آلت إليها مهمة سلفه الذي آثر رفع الراية والاستسلام للضغوطات الغربية، واصفة ذلك بالاستهلال الخاطئ. ونبهت قائلة “حرصا على نجاح الابراهيمي وعدم تكرار تجربة عنان فإن المدخل الصحيح لتنفيذ أي مبادرة لحل الأزمة في سوريا لابد أن يكون عبر البوابة السورية ووفقا للأطر والمحددات التي توافق عليها دمشق”. وقالت “ان الولوج عبر البوابة السورية يعني الولوج إلى الحقيقة التي ستشكل من جهة نواة صلبة لأي مبادرة جادة للحل، والتي ستشكل من جهة ثانية قاعدة متينة للانطلاق والعمل لأي مبعوث دولي”. من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية المصري محمد عمرو امس اتصالا هاتفيا مع كل من نظيريه التركي داوود أوغلو والإيراني علي أكبر صالحي. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية بأن الاتصالين أتيا في إطار تحرك وزارة الخارجية لتفعيل المبادرة التي أعلن عنها الرئيس محمد مرسي، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مكة المكرمة مؤخرا والتي تهدف إلى التوصل إلى حل شامل للوضع المتردي في سوريا، بما يحقن الدماء ويضع حدا سريعا للعنف المتزايد في البلاد ويحفظ في ذات الوقت وحدة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©