الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يودع الوزير الجميّل اليوم

لبنان يودع الوزير الجميّل اليوم
23 نوفمبر 2006 00:38
بيروت - ''الاتحاد'': يشيّع لبنان الرسمي والشعبي اليوم الخميس الوزير والنائب الراحل بيار الجميل إلى مثواه الأخير في تظاهرة ضخمة، يتوقع أن تكون حاشدة، دعت إليها قوى 14 مارس، في مسعى لإظهار قوتها في الشارع· وفيما لا تزال التحقيقات جارية لكشف الجناة ذكرت مصادر أمنية أن الجناة كانوا ثلاثة أشخاص وفروا بعد ارتكاب جريمتهم إلى جهة مجهولة· وأوضحت المصادر أن التحريات ناشطة لمعرفة هوية الجناة، وأن التحقيق يجري مع شاهد واحد كان في ساحة الجريمة ورأى وجوههم، حيث كانوا غير مقنعين، وبدأ العمل لرسم صور تشبيهية لهم بناء على إفادته تمهيداً لنشرها وملاحقتهم· ويبدو أن الأكثرية التي سبقت المعارضة إلى الشارع، خططت بعناية لجعل مأتم الوزير الجميل مؤشراً لقوتها، ووجهت في دعوات جماعية ومتفرقة دعوات إلى أنصارها وحلفائها للمشاركة في تظاهرة التشييع اليوم الخميس على غرار ما فعلته في مأتم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 فبراير عام ·2005 فالجريمة أربكت الشارع السياسي في لبنان، وارتفعت دعوات من قبل قادة المعارضة تحمل السلطة الحاكمة مسؤولية الاغتيال، الذين استنكروا بشدة حصول جريمة في وضح النهار وبأسلوب يختلف عن جرائم الاغتيالات السابقة·واعتبرت مصادر سياسية مراقبة أن الحادث الأليم من شأنه أن يعيد خلط كل الأوراق لصالح فريق الأكثرية، وخصوصاً أن المعارضة بدأت تتهيب من مخاطر الشارع، وبات عليها التفكير في خطوات عملية غير الاحتكام إلى الشارع للضغط في سبيل تحقيق مطالبها، فيما الأكثرية بدأت بدورها الإعداد لمعركة قد تكون قاسية تحت شعار إسقاط رئيس الجمهورية· وكان جثمان الوزير والنائب الجميل قد نقل من المستشفى إلى منزل العائلة في بكفيا أمس وسط أجواء من الحزن ونثر الأرز والورود على نعشه، واستقبل على طول الطريق الممتدة من ساحل المتن الشمالي والقرى والبلدات المتنية وصولاً إلى مسقط رأسه بكفيا من قبل رفاقه ومحازبيه والأهالي، حيث أنزل النعش ملفوفاً بالعلم الكتائبي عند مدخل بكفيا قرب نصب مؤسس الحزب بيار الجميل (الجد)، وحمل على الأكف وصولاً إلى منزل والده الرئيس أمين الجميل، وقد ازدانت الطرق بالشرائط البيضاء، وصور الوزير على وقع قرع أجراس الكنائس ونحيب النسوة وصراخ الأهل والدعوة إلى كشف الجناة، وإنزال أشد العقوبات بحقهم· وتقبلت عائلة الفقيد التعازي وألقى المعزون نظرة الوداع الأخير على جثمانه الذي سينقل اليوم الخميس إلى كنيسة مار جرجس في وسط بيروت لإقامة الصلاة على جنازته بمشاركة ممثلين عن الرؤساء الثلاثة وكبار المسؤولين وممثلي الدول، حيث سيكون الحشد الجماهيري لقوى الأكثرية قد اكتمل، ثم ينقل مجدداً إلى بكفيا ليدفن في مدافن العائلة·وكان منزل الرئيس أمين الجميل في بكفيا قد غص بالمعزين، ومن ضمنهم وفود تمثل القيادات الروحية، ووزراء ونواب وقادة أحزاب، وسط إضراب عام وحداد رسمي يستمر حتى مساء بعد غد السبت· وأكد الرئيس اللبناني إميل لحود أن الذين خططوا لهذه الجريمة ونفذوها أرادوا إحباط كل المحاولات والاتصالات التي نشطت من أجل معالجة الوضع الحكومي الذي نشأ بعد استقالة الوزراء الستة، وقطع الطريق أمام المساعي التي بذلت على غير صعيد وكادت أن تؤدي إلى نتائج إيجابية تعيد الاستقرار إلى الساحة السياسية وتخفف حدة الاحتقان· واعتبر أن المتضررين من عودة التلاحم الوطني والتواصل بين مختلف القيادات السياسية واستئناف عملية التشاور بينها سارعوا إلى تفويت الفرصة التي كانت ستسنح خلال لقاءات عيد الاستقلال، إلاَّ أن المواقف الحكيمة التي صدرت عن عدد من القيادات اللبنانية لا سيما من والد الشهيد الرئيس أمين الجميل، والدعوات التي أطلقها للتعقل وضبط النفس أحبطت محاولات إشعال الفتنة وأفشلت المخططات التي تريد للبنان شراً· وأكد لحود الذي تابع سير التحقيقات الجارية أنه لن يسمح بأن يكون مصير هذه الجريمة كمصير الجرائم السابقة، ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى تحمل مسؤولياتها كاملة· ووصف البطريرك الماروني نصرالله صفير جريمة اغتيال الوزير الجميل بالمصيبة، وقال أمام وفد كتائبي ''إنها ليست مصيبة المسيحيين بل البلد كله··· ودعا اللبنانيين إلى التفكير بالأمر وضبط أهوائهم، واتخاذ الحيطة والحذر· ودان رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي جريمة الاغتيال، وتقدم من الرئيس أمين الجميل وعائلته بالتعازي، داعياً السلطة إلى اتخاذ كل التدابير التي تحفظ أمن لبنان· ووجه رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع من معقله في الأرز في شمال لبنان، عبر وسائل الإعلام المحلية دعوة إلى محازبيه وأنصارهم في قوى 14 مارس للمشاركة الكثيفة جداً اليوم الخميس في تشييع الوزير الجميل·وقال جعجع: على قوى الأكثرية أن تظهر لأعدائها قوتها وتضامنها في هذا الظرف الاستثنائي جداً في لبنان· وكرر جعجع دعوته إلى الوزراء الشيعة الخمسة المستقيلين للعودة عن استقالاتهم، أسوة بالوزير حسن السبع الذي عاد عن استقالته كوزير أصيل لوزارة الداخلية والبلديات، شعوراً منه بالواجب القومي والوطني في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد· واعترف جعجع بحصول تقصير لدى الأجهزة الأمنية، ولكنه دعا إلى عدم نسيان المجرم· ورفض الرد على سؤال عما إذا كان المشاركون في تشييع الجميل سيتوجهون إلى القصر الجمهوري في بعبدا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©