المنامة - أكرم ألفي:
حققت جمعية ''الوفاق'' المعارضة الشيعية فوزاً كاسحاً في الانتخابات البرلمانية البحرينية التى اعلنت نتائجها أمس بحصولها على 16 مقعداً في مجلس النواب ( بين 17 مرشحاً) من أصل 40 مقعداً، فيما حصلت جمعية المنبر الإسلامي (إخوان) على 4 مقاعد وجمعية الأصالة (سلف) 4 مقاعد وحصل المستقلون على 5 مقاعد بينما تجرى جولة ثانية في 11 دائرة انتخابية، ويخوض الإعادة 3 مرشحين من جمعية العمل الوطني اليسارية (وعد)، وواحد من ''الوفاق'' و2 من ''المنبر'' و 2 من ''الأصالة'' ومرشح ليبرالي والباقي من المستقلين· فيما خسر 34 نائباً سابقاً مقاعدهم· ووفقا للمؤشرات الأولية فإن نسبة المشاركة في الانتخابات تجاوزت 72%·
وأظهرت النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات أن ''الوفاق'' ستكون أكبر الجمعيات السياسية في البرلمان البحريني الجديد، فيما تنتظر الجمعية نتائج الجولة الثانية، حيث في حالة فوز مرشحها السابع عشر الانتخابات بالإضافة إلى 3 من مرشحي (وعد) المتحالفة معها، ستشكل المعارضة الأغلبية النيابية، وبذلك يفتح الطريق أمام الأمين العام للوفاق على سلمان للفوز برئاسة مجلس النواب الذي يتنافس عليه مع رئيس البرلمان السابق خليفة الظهراني· وستجري جولة الاعادة السبت المقبل2 الموافق ديسمبر المقبل ·
وشهدت الانتخابات البحرينية العديد من المفاجأت، أبرزها خسارة المرشحة اليسارية منيرة فخرو أمام المرشح الاسلامي صلاح علي، وتراجع قوة ''الموالاة'' المؤيدين للحكومة وهما ''المنبر'' و''الأصالة'' حيث لم يحصلوا إلا على 8 مقاعد فقط، بينما لم يفز أي من مرشحي ''الميثاق'' المقربة من الحكومة بمقاعد أو حتى يشاركوا بمرشحين في جولة الإعادة·
ومن المفاجآت أيضاً فشل جميع مرشحي جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي (يسار) من بينهم النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبد الهادي مرهون والنائبان عبد النبي سلمان ويوسف زينل·
وصرح على سلمان زعيم ''الوفاق'' لـ''الاتحاد'' بأن الجمعية ستقبل الانضمام للحكومة في حالة دعوتها ولكنه سيرفض هو شخصياً الوجود في الحكومة، وأشار إلى أن الديمقراطية هي الأداة الأفضل لحل الخلافات السياسية وليس الشارع والعصبية· وأكد أن الجمعية تملك برنامجاً واضحاً لرفع مستوى معيشة البحرينيين، وأنها تعبر عن كل المواطنين وليس الشيعة فقط·
وأكد محمد جميل الجمري احد قادة ''الوفاق'' والفائز في الانتخابات لـ ''الاتحاد'' أن هناك انتصارا واضحا لتياره، وهذا يعبر عن رغبة الشارع البحريني في التغيير وثقتهم في أن الوفاق سيقوم بإحداث هذا التغيير·
وأوضح أن طريقة إدارة العملية الانتخابية بحاجة إلى تطوير، رغم فوز ''الوفاق'' الكاسح، وقال انه لم تحدث دعوة للجمعية للانضمام إلى الحكومة· وأوضح أن المخاوف مما يقال عن سيطرة ''الشيعة'' على البرلمان لا مبرر له وان الجميع عليه انتظار الوفاق في مجلس النواب·
وصرح عبد الرحمن النعيمي زعيم جمعية العمل الوطني الديمقراطي (اليسارية) لـ''الاتحاد'' بأن هناك تدخلا مباشرا لإسقاط مرشحي جمعية العمل وخاصة منيرة فخرو عبر مشاركة 1000 صوت من الأصوات العائمة لقلب المعادلة لمرشح الإخوان، وكان هناك قرار من سلطات عليا بضرورة نجاح بعض رموز ''المنبر'' و''الأصالة''· وقال إن الجمعية لديها مستندات تشير للتزوير وستطعن في الانتخابات· وأشار إلى تلاعب في المراكز العامة·
وقال إنه لم يحدث تزوير في دوائر ''الوفاق'' بسبب عدم وجود عسكريين في المناطق الشيعية على عكس الدوائر السنية، وان حصول ''الوفاق'' على هذه المقاعد هو دليل على الولاءات المذهبية ونتيجة طبيعية لنضالهم وتضحياتهم·
وأوضح أن هناك فرصا كبيرة لفوز مرشحي ''وعد ''الثلاثة في جولة الإعادة بالإضافة إلى المرشح الليبرالي عبد العزيز ابل، وتوقع أن المعارضة ستشكل الأغلبية في مجلس النواب الجديد·
وقال المحلل السياسي المستقل محمد حسن العرادي لـ''الاتحاد'' إن النتائج مرضية إلى حد كبير ولجميع الأطراف، وأوضح أن المجلس النيابي الجديد سيكون متوازناً، وأن البحرين ستشهد عملاً سياسياً مختلفاً حتى ممن لم ينجحوا· وأكد أن النظام الحاكم نجح في جر المعارضة إلى اللعب حسب طريقته وبشروطه·
عدد اليوم
