الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كارين ارمسترونج في «الإمارات للآداب» مارس المقبل

كارين ارمسترونج في «الإمارات للآداب» مارس المقبل
4 ديسمبر 2010 21:36
تشارك الكاتبة والباحثة في علم الأديان المقارن، البريطانية من أصول إيرلندية الدكتورة كارين ارمسترونج في «مهرجان طيران الإمارات للآداب» المقرر عقده في مارس المقبل. وفضلاً عن السيرة الشخصية لارمسترونج التي اتسمت بمعاناة من نوع فكري حادّ، فالمرأة تكتسب أهميتها بالدرجة الأولى من طرحها أفكاراً مغايرة حول الإسلام وكذلك شخصية النبي محمد (ص)، فقدمت للقارئ الغربي، وهو ما يشغلها فعلاً، صورة غير نمطية عنه وعن الإسلام بجوهره وبالتالي العرب. تُرجم لها العديد من الكتب إلى العربية من بينها: كتاب «تاريخ الأسطورة»، أو «التاريخ القصير للأسطورة»، الصادر بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بترجمة للأكاديمي اللبناني وجيه قانصو عن الدار العربية للعلوم – ناشرون في مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط. والحال أن الكتاب نتاج خبرة في حقل محدد وواضح، هو العلاقة التناقضية بين ما تسميه ارمسترونغ بالأديان الإبراهيمية الثلاثة، من وجهة نظرها بالطبع، لكن ما هو خطر على مستوى إنتاج الأفكار في هذا الكتاب يأتي في الجزء الأخير منه، فهي حاسمة وواضحة وتعلن على الملأ موت الأسطورة. وتتأتى أهمية هذا الأمر من موقع المرأة كباحثة في حقلها بالدرجة الأولى ثم من متابعتها الحثيثة لما يجري في المنطقة من صراعات قائمة على أسس «دينية» من وجهة نظرها وليس كولونيالية كما هي الحال. لكن هذا ليس أمراً بإزاء الجهد العلمي الأكاديمي الذي قدمته وما زالت تقدمه. بمنأى عن السيرة الروحية للباحثة وباقتراب من جملة الأفكار التي تطرحها وما قد تركته من تأثيرات في إدراكها لسيرورة الأديان في المنطقة، فإن ما تُعلن عنه هو الأكثر لفتاً للانتباه في هذا الكتاب: موت الأسطورة. تتكئ ارمسترونج في أطروحتها هذه على أن نشأة الولايات المتحدة الأميركية، أو أن فكرة هذه النشأة، قد ألغت الأسطورة من الوعي البشري، وبالتالي التجربة الروحية البشرية، بحيث بات الاقتصاد هو محور وعي العالم بذاته دينياً ومذهبياً. وبالطبع من حيث وعي قد تنازل عن أي فاعلية للأسطورة في الحياة اليومية التي يخوضها البشر بشتى الأعراق، مع أن الأمر من وجهة نظر موازية وبحسب ما تقوله الأحداث وكيفيات تفسيرها يختلف كثيراً عن ما تذهب إليه ارمسترونج. وما يُحسب لآرمسترونج أنها تدافع عن الأسطورة أنْ لا تموت لكنها ترى ذلك من منظور سياسي راهن أو شبه راهن، بل ينتمي إلى القرن العشرين في نصفه الأول، لجهة أن الفنون والإبداع التي يجري إنتاجها في الغرب هي التي باتت تحمل الأسطورة وعبئها وليس المجتمعات الأخرى أيضاً. تذكر ارمسترونج أن التجربة الغربية بتطرفها غير المسبوق نحو العقلانية قد أخذت التجربة البشرية برمتها بعيداً عن الأسطورة، لكن ما تشير إليه عن الحضارة الصينية أمر لافت للانتباه، فالمرء لا يمكن إلا أنْ يوافقها الرأي في أنهم كانوا الأعلى ثقافة والأبلغ شأناً في أمر الأسطورة، فما من قصص لديهم عن الآلهة أو أي صراع بينها وما من هياكل مكرسة لعبادتها، ثمة أصحاب تعاليم ولديهم رؤية لكنهم لا يتحدثون مع العامة في شأن الما وراء، فهذا أمر متروك لأصحابه، في حين تعيد ارمسترونج ما يُعرف بالأدب الآسيوي «الاجتماعي» الراهن إلى هذا النوع من الثقافة. في آخر الأمر، فإن كارين ارمسترونج من أهم الباحثين الغربيين في علم الأديان المقارن وأنظمة الاعتقاد، على الرغم من ما قد يختلف أو يتفق المرء مع ما تطرحه من قراءات قد تحمل أحياناً طابعاً سياسياً راهناً، غير أن هذه القراءة تحمل طابعاً منصفاً ونزيهاً لوجه المعرفة وخالصاً من الأهواء وما ترغب به أن يكون الواقع عليه، بل بحسب ما هو الواقع كائن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©