بطولة كأس الرابطة «حائرة» بين الصفة «الرسمية» ولقب «التنشيطية»

صبري علي (دبي) – ما بين اعتبارها بطولة رسمية هي الافتتاحية لموسم كروي احترافي جديد، وبين النظر إليها على أنها مجرد فرصة لإعداد قوي قبل بدء الدوري، تنقسم رؤية أنديتنا لبطولة كأس “اتصالات”، التي تنطلق بعد غد، الخميس، في نسختها الرابعة بحثاً عن بطل جديد بعد أن كان اللقب الأول من نصيب العين، وكان اللقب في نسخته الثانية موسم 2009 / 2010 من نصيب الجزيرة، بينما فاز فريق الشباب باللقب الثالث في الموسم الماضي 2010 / 2011. وهناك حقيقة لا بد أن نعترف بها، وهي أن بطولة “كأس الرابطة”، هي في الأساس بطولة تنشيطية كان الهدف من إقامتها استغلال فترات توقف الدوري وتجمعات المنتخبات الوطنية في خوض الفرق لمباريات رسمية بدلاً من الراحة السلبية أو خوض مباريات ودية لتحقيق أهداف بدنية وفنية للحفاظ على اللياقة بالمباريات، وحتى لا يجد اللاعبون غير الدوليين أنفسهم في حالة “بطالة”، أثناء فترات تجمعات المنتخب الوطني أو الأولمبي قبل وأثناء البطولات الرسمية الدولية. وظهر من تعامل بعض الفرق طبيعة وطريقة التفكير في البطولة وحساباتها هذا الموسم، فهناك من أراد إنهاء كل التحضيرات البدنية والفنية مبكراً من خلال معسكر خارجي، ثم معسكر داخلي ومباريات ودية محلية قبل بدء منافسات كأس “اتصالات”، وهذه الفرق هي التي تنظر للبطولة على أنها منافسة رسمية مهمة تستحق الاهتمام قبل خوض مبارياتها بحثاً عن اللقب، وهناك قسم آخر لم يكن على القدر نفسه من الاهتمام بالبطولة، فلم يشغل باله بعمل معسكر خارجي أو خوض مباريات ودية قوية قبل انطلاق البطولة، على اعتبار أن مباريات كأس “اتصالات” ستكون الإعداد الحقيقي من خلال اللعب مع فرق دوري المحترفين. وتنتقل عدوى عدم الاهتمام ببطولة كأس “اتصالات” والتحدث عنها باعتبارها بطولة تنشيطية فقط من طرف إلى آخر بصورة واضحة حتى أصبح الأمر كأنه حقيقة لا تقبل الشك، وذلك رغم المنافسة الشديدة التي ظهرت في مباراة نهائي البطولة في نسختها الأخيرة خلال لقاء العين والشباب، الذي انتهى بفوز الشباب في الوقت بدل الضائع وحصوله على اللقب بعد مباراة مثيرة جداً حضرها عدد كبير من الجماهير، ليظل التعامل مع البطولة في أحيان كثيرة على أنها بطولة “البدلاء” والعائدين من الإصابة، وأنها لا تساوي أو تقترب في أهميتها من قيمة بطولتي دوري المحترفين وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهما البطولتان الأهم والأقوى. ودفعنا تفكير بعض الفرق في خوض مباريات كأس “اتصالات” بلاعبي فريق “الرديف” أو فريق الشباب بدلاً من الفريق الأول إلى طرح التساؤل على بعض مسؤولي الفرق من خلال هذا التحقيق السريع لمعرفة حقيقة النظرة لهذه البطولة، ومدى جدوى المنافسة فيها إذا كانت النظرة إليها بهذا القصور، وذلك قبل أن تنطلق المنافسات مساء الخميس في النسخة الرابعة للبطولة التي تتألف من مجموعتين، تضم كل منهما ستة فرق تلعب ضد بعضها بعضاً طوال الموسم بنظام الدوري من دورين، ليصعد بعد ذلك أول وثاني كل مجموعة لخوض مباراتي الدور قبل النهائي، ومن بعده اللقاء الختامي بين الفائزين في نصف النهائي. عبد الله إبراهيم: ليست إعداداً للدوري دبي (الاتحاد) - أكد عبد الله إبراهيم مدير فريق الشارقة أن ناديه ينظر لبطولة كأس “اتصالات” على أنها بطولة رسمية ضمن بطولات الموسم الثلاث، والتي يستعد لها “الملك” بكل بقوة من أجل دخول أجواء الموسم بشكل مختلف عما كان عليه في الموسم الماضي، وقال: لا يمكن أن نعتبر هذه البطولة مجرد إعداد للدوري؛ لأن الفريق يستعد حالياً للموسم بشكل كامل، وبالتالي يتعامل مع كل المباريات والبطولات على أنها متساوية في الأهمية سواء كانت بطولة كأس “اتصالات” أو الدوري وكأس رئيس الدولة؛ لأنها جميعاً مهمة للفريق الذي يبحث عن ذاته بعد الابتعاد لسنوات عن منصات التتويج. أضاف مدير فريق النحل أن المنافسة على لقب كأس “اتصالات” حق مشروع للشارقة مثلما هو مشروع لكل الفرق، وقال: من حق فريقنا أن يبحث عن المنافسة والصعود لمنصة التتويج نظراً لأن جماهير “الملك” متعطشة للبطولات بشكل كبير، ونأمل أن تكون افتتاحية الموسم مبشرة لنا؛ لأن البداية سوف تحدد أشياء كثيرة، ورغم ظروف الفريق الصعبة وتغيير الجهاز الفني سنبذل أقصى جهد من أجل الظهور بصورة جيدة واللعب على اللقب، ونحن متأكدون من إمكانات اللاعبين والروح والحماس التي تدفعهم للدفاع عن شعار النادي. محمد عمر: عجمان يتطلع لتكرار مشهد 2010 عجمان (الاتحاد) - شدد محمد عمر عضو مجلس إدارة نادي عجمان رئيس اللجنة الرياضية على أهمية بطولة كأس “اتصالات”، والتي تعد بكل المقاييس بطولة رسمية بمشاركة جميع الأندية من منظور أنها تعد الاختبار الأول لمعرفة جاهزية كل الفرق بعد عودتها من المعسكرات الخارجية قبل خوض تحدي النسخة الرابعة لدوري المحترفين. وأشار عمر إلى أن توقيت إقامة البطولة يعتبر مناسباً بدرجة كبيرة، حيث يخدم مسيرة الأندية دون استثناء ومن ضمنها عجمان في أعقاب وقوف الجهاز الفني على إمكانات اللاعبين الجدد الذين استقدمهم “البرتقالي” خلال الفترة الماضية ومعرفة مستواهم الحقيقي خاصة على صعيد المحترفين قبل المشاركة في الدوري على اعتبار أن هذه المرحلة تعد الأخيرة لتجريب اللاعبين حتى يصل مدربنا عبد الوهاب عبد القادر إلى التشكيلة المثالية التي سيلعب بها مباريات الدوري. وقال عضو مجلس الإدارة: وضع عجمان استراتيجية واضحة المعالم بعد عودته مجدداً للعب مع الكبار في دوري المحترفين وتعد مشاركته بقوة في منافسات كأس “اتصالات” ضمن الأهداف التي يسعى لبلوغها خاصة أن القائمين على أمر الفريق يطمحون للوصول إلى مراحل متقدمة من المسابقة وتكرار مشهد بلوغه النهائي خلال وجوده في دوري المحترفين في 2010 حينما وصل المباراة النهائية وخسر اللقب أمام الجزيرة. وأشار محمد عمر إلى اختلافه مع الرأي القائل إن هذه البطولة هي مجرد بطولة تنشيطية، وقال: ينبغي التعامل مع مباريات البطولة على أنها رسمية ستعود بالعديد من المكاسب على الأندية قبل المشاركة في دوري المحترفين، مؤكداً أن استعدادات عجمان وصلت لمرحلة جيدة استعداداً للظهور الأول في الأضواء عبر بوابة هذه المسابقة، وأن كل الأمور تسير وفق النهج المرسوم. عادل عبد الله: «الجوارح» عازم على الاحتفاظ باللقب دبي (الاتحاد) - اعتبر عادل عبد الله “كابتن” فريق الشباب أن فرقة “الجوارح” تولي أهمية كبيرة لمسابقة كأس “اتصالات” التي فاز الفريق بلقبها الموسم الماضي، لذلك فإن التعامل معها سيكون بجدية وحرص كبيرين على الاحتفاظ باللقب. وأضاف أن فريقه استعد جيداً من خلال دورة ودية بالرياض ومباريات ودية محلية بهدف تحقيق انطلاقة إيجابية وضمان الظهور القوي في الموسم الجديد؛ لأن الشباب عازم على دخول الموسم من الباب الكبير، مشيراً إلى أن كل الظروف مواتية أمام “الأخضر” للمنافسة بجدية في جميع الاستحقاقات سواء المحلية أو الخارجية . وعن نية الجهاز الفني التي كانت تتجه في البداية للتعويل على البدلاء في مسابقة كأس “اتصالات” اعتبر كابتن الشباب أن الاتجاه تغير وفقاً للمعطيات الجديدة والاستراتيجية التي تم رسمها داخل النادي، موضحاً أن الفريق يملك صفاً جيداً هذا الموسم، ولا يوجد فرق بين التشكيلة الأساسية والبدلاء، خاصة أن الفريق بحاجة إلى عدد كبير من العناصر الجاهزة للمنافسة في جميع البطولات. واعتبر عادل عبد الله أن ظروف الشباب مواتية للمنافسة في أكثر من جبهة بفضل الاستقرار الذي يعيشه من استمرار اللاعبين الأجانب والجهاز الفني البرازيلي بقيادة باولو بوناميجو والعديد من اللاعبين المواطنين في التشكيلة الأساسية، الأمر الذي ساهم في إيجاد حالة من الانسجام والتفاهم، مؤكداً أن هذا التفاهم سيكون له انعكاس واضح على أداء الفريق في مبارياته ويساعد على تحقيق النتائج الإيجابية التي يسعى إليها. «وصل مارادونا» يعتبرها تجريبية دبي (الاتحاد) – يعتبر نادي الوصل أكثر فرق دوري المحترفين تجاهلاً لبطولة كأس “اتصالات”، وهو الفريق الأقل اهتماماً بالاستعداد للبطولة، حيث لم يخض الفريق أي معسكر خارجي، ولعب مباراتين وديتين محليتين فقط أمام اتحاد كلباء ودبا الفجيرة، وذلك في ظل النظرة التي يتعامل بها الأسطورة الأرجنتينية مارادونا مدرب الوصل مع الحدث بناء على اتفاقه مع إدارة النادي وشركة الكرة الوصلاوية. وأكد مروان بن بيات رئيس شركة الوصل لكرة القدم أن “الإمبراطور” يعتبر بطولة كأس “اتصالات” مجرد إعداد للدوري، وقال إن الوصل يركز فقط على بطولتي الدوري والكأس ولا يشغل باله بمنافسات كأس “اتصالات”، وذلك قبل خوض مباراته الأولى في البطولة أمام الجزيرة، وهو اتفاق بين الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، ولذلك اكتفى مارادونا بتجربتين فقط خلال فترة الإعداد على أن يكمل الإعداد من خلال مباريات كأس “اتصالات”. هدف البقاء أهم من البطولة عند «الصقور» دبي (الاتحاد) – تعتبر إدارة نادي الإمارات الأكثر وضوحاً في التعامل مع البطولة من حيث تقدير أهميتها، وذلك بالإعلان عن خوض مباراتي دبي والوصل في الجولتين الأولى والثانية لبطولة كأس اتصالات بفريق الشباب، وذلك لوجود الفريق الأول في معسكر خارجي استعداداً للدوري، وهو قرار يبدو غريبا من الفريق العائد هذا الموسم لدوري الأضواء. وفضلت إدارة نادي الإمارات استمرار الفريق الأول في معسكره التونسي على خوض المباراتين الأولى والثانية في البطولة، رغم أن البعض قد يرى أن اللعب أمام دبي ثم الوصل في الجولتين الأولى والثانية لكأس “اتصالات” قد يكون أكثر فائدة من الناحية الفنية للفريق، الذي يبدو أنه يرفض فكرة المنافسة على البطولة، وأن هدفه سيكون الاستعداد القوي للدوري لضمان عدم الهبوط مجدداً لدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل.