الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اذهبي للنوم (.......)»!

«اذهبي للنوم (.......)»!
14 سبتمبر 2011 22:12
الابتذال في استخدامات اللغة، في العلاقات بين الأفراد، تخرج من إطار أي منظومة أخلاقية لدى أي شعب من الشعوب، وأيا تكن ثقافته، لكن في المجتمعات الغربية، خصوصا المجتمع الأميركي أصبح الابتذال جزءا متمما لمنتجه الثقافي. تجد نماذج سمعية وبصرية من اللغة المسفة في كل فيلم أو مسلسل تلفزيون، وفي كل أغنية وكل “فيديو كليب”، ووصل الأمر إلى الكتب لا فرق بين ما هو موجّه للبالغين أو للأطفال، ولا فرق بين مضمونها سواء كان جادا أم متهتكا. من بين هذه النوعية من الكتب، واحد صدر مؤخرا هو عبارة عن “قصائد” موجهة من أب إلى طفلته. عنوان الكتاب يحمل عبارة نابية، وكل قصيدة تختتم بنفس العبار. لا يتجاوز عدد صفحات الكتاب، الذي يحقق رواجا كبيرا ثلاثين صفحة، وفيه يبرز الأب المؤلف معاناته مع طفلته التي تعاني من صعوبة في النوم. لقد حقق الكتاب وعنوانه “اذهبي للنوم عليك اللعنة” أفضل مبيعات على موقع “أمازون. كوم” طوال أسابيع في نسختيه الإلكترونية والورقية أيضا، بفضل طلبات الحجز الكبيرة للنسخة الورقية، وتجري حاليا ترجمته إلى عشرين لغة، بالإضافة إلى خطط لتحويله إلى عمل سينمائي. الكتاب مكون من 14 قصيدة، كل منها لا تتجاوز الأربعة أسطر مع ورود كلمة “اللعنة” (وهي الترجمة المخففة لما يقابلها في الإنجليزية) في السطر الأخير من كل قصيدة تعبيرا عن الإحباط البالغ والدفين، لدى الأب إزاء طقوس نوم فتاته الصغيرة. مؤلف هذا الكتاب القنبلة هو أدم مانسباخ ويعمل أستاذا للأدب بجامعة روتجرز في نيوبروزنزويك، بولاية نيوجيرسي. وقال الأستاذ الجامعي (34 عاما): “الأمر ليس أني لا أحب ابنتي” لكن تلك العملية الدقيقة، عملية نوم الفتاة، تستغرق أكثر من ساعتين من الفترة الوحيدة التي يكون فيها غير مشغول، تجعل استياءه يتزايد وكان بحاجة تجعلها تخلد للنوم. وقال مانسباخ إن الأمر استغرقه ظهيرة يوم واحد لتدوين القصائد. ثم عثر على ناشر بسرعة كبيرة نسبيا. لقد أرادت دار نشر “أكاشيك بوك” في نيويورك أن تنشر الكتاب في أكتوبر، لكن مشكلة ما حدثت وأدت إلى خروج الكتاب إلى النور قبل الموعد المحدد. وبسبب طلبات الشراء الكثيرة التي تلقاها موقع “أمازون. كوم” عجلت دار الكتب بموعد طبع الكتاب. وقال مانسباخ إن الكتاب بات متاحا خلال الأسابيع الأخيرة في المكتبات الأميركية وأماكن كثيرة وسرعان ما يختفي، لقد باع مئة ألف نسخة في يومين. كانت الرواية الأخيرة للمؤلف “نهاية اليهود” فازت بجائزة كاليفورنيا للكتاب، وطبع منها 400 ألف نسخة في الولايات المتحدة، وقال مانسباخ إنه لم يكن يتخيل هذا النجاح. وقال “كل ما أعرفه هو أن الكتاب مسل”. النقاد الأميركيون يرون أن مانسباخ يخاطب الآباء من قلبه، إلى جانب كسره أحد المحظورات وهو الشكوى والتذمر من الأطفال وهو ما يجتذب الآباء. كما دافع عن قرار وضع كلمة “اللعنة” في العنوان، وقال إن الجميع يعرفون الكلمة “لماذا لا يكتبونها؟”. أتت أسرة مانسباخ من ألمانيا في الأساس، لكنه يقول إنه شب دون أن يقرأ روايات “حكايات جريم الخرافية” هي ـ سلسلة حكايات خرافية أصلها ألماني، أصدرها الأخوان جريم للمرة الأولى عام 1812، أمه كانت سويدية وكانت القصص التي تحكيها له مزيجا من الحكايات الإسكندنافية والأميركية. فيفيان في الثالثة الآن، وقد تركت مشكلات النوم وراء ظهرها، لكنها عندما كانت أصغر سنا لم تكن تحب حكايات الجنيات والأقزام. لقد كانت تطلب قصصا خاصة بها، عن دب، عن كنجارو عملاق وعن شخصية تطلق عليها العم ماكس، كما أنها كانت تسأل أباها عن حياته عندما كان صغيرا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©