الشارقة - فاديا دلا :
ضمن الفعاليات الفكرية المصاحبة لمعرض الشارقة للكتاب، أقامت الفرقة الاوبرالية الفنلندية حفلا موسيقيا على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة مساء يوم الخميس حضره عبد الله العويس مدير إدارة الثقافة والإعلام في الشارقة وبعض المهتمين وأركان الجالية الفنلندية في الإمارات ·
وقد غنى الاوبرالي ''أكي الاميكو تريفو'' مقطوعات من عيون الأغاني الاوبرالية العالمية وأداها بطريقة درامية تبعد جو الملل والرتابة عن هذا النوع من الأغاني التي تنتمي إلى تراث معظم الدول الأوروبية التي صدرت للعالم هذا النوع من الغناء والذي ساد في فترة مبكرة في كنائس تلك الدول، ولكن التحولات من إنشاد الأناشيد الدينية إلى الأناشيد الدنيوية أوالحياتية بدأت في عصر الباروك أي في القرن السابع عشر، ومنها بدأ الغناء الاوبرالي والموسيقى الكلاسيكية بالابتعاد عن أجواء الكنائس والدخول في أجواء المسارح الفنية، في خطوة أولى قربت الناس من هذا الفن وجعلت الأكاديميات والمعاهد الاحترافية في العالم تبادر إلى منح شهادات عالية في هذا النوع من الغناء، والغناء الاوبرالي يعتمد على أربعة أصوات رئيسية وهي (الباص، التينور، الالتو، والسبرانو) والمطرب الاوبرالي يتمتع بمساحة صوتية كبيرة وقوة في الحنجرة وبراعة في التكنيك الصوتي، بالإضافة إلى ثقافته الأدائية العالية وهذا ما لمسناه في أداء أكي وهو يغني بصوت كبير وحضور متقن ·
وتجدر الإشارة إلى أن المغني تريفو ظل مرتبطا منذ ثمانية أعوام تقريبا بدار الأوبرا القومية في فنلندا وكان يتردد في الوقت نفسه على مسرح مارنيسكاي في بطرسبورغ ودار الأوبرا الوطنية هناك حتى فترة قريبة استفاد منها في سد أماكن الضعف في صوته إلى أن صار أحد أهم مغني الأوبرا في أوروبا ·
وقد نال أكي الجائزة الثالثة في تيمو مسوستكاليو التي أقيمت عام ··1989ويعتبر أكي الآن فناناً ذا ذخيرة غنائية واسعة في الغناء من الطراز الباروكي وطراز موتزارت الكلاسيكي وبرز في غناء هذين النوعين في حفله الذي قدمه على مسرح قصر الثقافة ·
ورافقته في آلة البيانو العازفة البارعة ريتا أنجلين ألستو وهي خريجة أكاديمية سبليوس عام 1985 كعازفة على آلة البيانو ثم استمرت في مواصلة دراستها الاوبرالية من برلين ولم يقتصر حضور ريتا الموسيقي على العزف فقط بل يبدو أن لديها ملكات الغناء الاوبرالي إذ تعتبر ريتا مغنية سوبرانو جيدة بعد أن اجتازت اختبار المنشدين والمغنين عام 1987 وهذا جزء من تكامل الموهبة لديها ·
وشكل كل من ريتا وأكي بمرافقة آلة وترية أخرى ثنائيا متفاهما ومنسجما على خشبة المسرح حيث أتاح هذا للجمهور الذي لم يكن للأسف بحجم الموسيقا والغناء الذي قدماه من حيث الكم على الأقل، ولكن حالة التفاعل التي ساعد أكاي بخلقها مع القلة التي حضرت أضفت جوا بهيا على المكان وعلى الحفل·
عدد اليوم
