عواصم-وكالات الأنباء: حث الرئيس الأميركي جورج بوش على القيام بعمل دولي لمعالجة وضع ''''مريع'' في دار فور· وقال بوش بعد اجتماع مع ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا في البيت الأبيض إن على الدول ''العمل مع الحكومة السودانية لتمكين قوة لحفظ السلام من دخول هذا البلد لتسهيل المعونات وإنقاذ الأرواح·'' وأضاف ''أنه يشاركني مخاوفي بأن الوضع مريع وأن الوقت حان للقيام بعمل·
'' من ناحيته قال مبيكي''إنه أمر ملح جدا وضروري جدا وسنفعل كل شيء لضمان أننا من الجانب الأفريقي أزلنا أي عقبات ربما تكون موجودة أمام عملية نشر أكبر في دارفور·
'' وأعرب مبيكي الذي ستصبح بلاده عضوا غير دائم في مجلس الأمن الشهر المقبل ، عن الأمل في أن ''يسارع'' هذا المجلس إلى اتخاذ خطوات·وقال ''سنقوم بكل ما في وسعنا حتى نزيل، من الجانب الأفريقي، جميع العقبات التي يمكن أن تعوق نشر قوة معززة في دارفور''·
وتطرق بوش ومبيكي أيضا إلى تدهور الوضع في الصومال الذي يشهد معارك بين القوات الموالية للحكومة الانتقالية وميليشيات المحاكم الإسلامية·وقال مبيكي ''تواجه الحكومة في الصومال وضعا صعبا، ومن الضروري دعم الحكومة الانتقالية وإعادة توحيد البلاد''، مشيرا إلى مخاطر أن يصبح الصومال ''ملجأً'' للمجموعات الإرهابية·ووصف الدعم الأميركي لحل النزاعات الأفريقية بأنه ''بالغ الأهمية على أن يكون فوريا''·
من جهته دعا ريس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الحكومة السودانية وحركات التمرد في إقليم دارفور إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق نار فورا وبصورة فعالة والالتزام بالحل السياسي للنزاع·
وتطرق بلير إلى احتمال فرض عقوبات على الحكومة السودانية في حال تواصلت أعمال العنف·
وقال ''إذا لم يحصل تقدم سريع، فسيكون علينا أن ندرس مقاربات بديلة مع شركائنا الدوليين''·
وحذر بلير في بيان نشره مقر رئاسة الحكومة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي تستخدمه جمعيات عدة من كافة أنحاء العالم لتشجيع السلام في دارفور ''أنه على حكومة السودان أن تثبت أنها تتحمل مسؤولياتها بجدية''·وأضاف ''ينبغي أن يكون واضحا للحكومة ولحركات التمرد أنها ستحاكم على أساس أعمالها وليس فقط على الأقوال''·وقال أيضا ينبغي أن تتقدم بسرعة نحو تطبيق وقف لإطلاق نار فوري ومعزز والالتزام بعملية سياسية والموافقة على قوة فعالة لحفظ السلام في دارفور''·وندد بلير بما وصفه بالانتهاكات ''الفظيعة'' لحقوق الإنسان في دارفور، لا سيما بحق النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للاغتصاب·وقال إن ''العذاب الهائل الذي يعيشه شعب دارفور طال كثيرا والوضع هناك غير مقبول بالكامل· هناك مليونا شخص في المخيمات وأربعة ملايين بحاجة إلى الطعام·وإن الهجمات المتواصلة للحكومة السودانية والمتمردين تديم هذه الأزمة الفظيعة''·
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد رفض أمس الأول انتقادات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان للخرطوم قائلا إن الأمم المتحدة تقدم مطالب غير معقولة وتغض الطرف عن أنشطة متمردي دارفور· وذلك ردا على ما قاله عنان الخميس الماضي بأن على الحكومة السودانية الرد ''بشكل فردي وجماعي'' على عدم حمايتها مواطني دارفور من جرائم القتل والاغتصاب والدمار·
ويحاول عنان دون جدوى إقناع الرئيس السوداني بقبول قوة سلام ''مختلطة'' من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور حيث قتل عشرات الألوف من الأشخاص وشرد 2,5 مليون آخرين من ديارهم منذ أوائل عام ·2003
ورفض البشير اقتراح الأمم المتحدة بإرسال قوة مختلطة مثلما رفض من قبل فكرة قوة كلها من الأمم المتحدة قائلا إن القوى الاستعمارية تريد تأكيد السيطرة على السودان·
ويقول دبلوماسيون إن البشير يشعر بأنه في موقف قوي نسبيا لأنه من غير المرجح أن تنشر الأمم المتحدة قوة في دارفور بدون موافقة الحكومة السودانية·
وقد أرسلت الولايات المتحدة مبعوثها الخاص إلى السودان أمس في محاولة أخرى لإقناع الحكومة السودانية بتغيير رأيها·
وقال مسؤول أميركي رفض نشر اسمه إن المبعوث الأميركي اندرو ناتسيوس سيزور الخرطوم ودارفور وجنوب السودان قبل أن يسافر إلى تشاد الخميس المقبل ·
عدد اليوم
