الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كبت الخلافات الزوجية.. نار تحت الرماد

كبت الخلافات الزوجية.. نار تحت الرماد
19 أكتوبر 2014 12:13
كبت وغضب وانفعالات تتفاوت بين اللين والشدة، كلها عوامل تتسبب في إثارة النفس وتحميلها فوق طاقتها في محراب الحياة الزوجية، لكن أشد هذه التحولات تلك التي لا تجد المتنفس الطبيعي لها، وهو ما يجعل أحد طرفي العلاقة الزوجية مهدداً بالوقوع في براثن المرض، وفقد اللياقة الصحية والإحساس بجمال الحياة، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة موجودة بكثافة في المجتمع إلا أن الانتباه إلى خطورتها ودرجة تأثيراتها السلبية يجنب الكبت، ومن ثم محاولة تصريفه بطريقة تريح النفس، وتضبط إيقاع الحياة. أمراض خاملة كبت الانفعال بصورة مبالغ فيها يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تؤثر بشكل قاطع على حياة الإنسان بحسب ما تؤكده اختصاصية الأمراض الهضمية والباطنية بمستشفى النور في أبوظبي الدكتورة حكمية مناد، التي تبين أن هناك تأثيرات مباشرة على المتزوجين أو أي فرد في المجتمع في أثناء كبت الغضب، ومن ثم تفريغه داخل النفس، وهو ما يؤدي إلى نشاط بعض الأمراض الخاملة التي ما إن يلامسها هذا النوع من الانفعال الداخلي حتى تظهر على السطح بشكل قد يراه البعض مفاجئا، لافتة إلى أن أخطر هذه الأمراض يتمثل في مشكلات العصب الشرياني الذي يؤدي إلى نزيف دماغي وسكته في الدماغ، فضلاًَ عن أن الكبت بصوره المختلفة يسهم في زيادة ضربات القلب، وهو يهيء إلى وجود الأمراض القلبية بأنواعها المختلفة. وبالنسبة لأخطر الأمراض، التي تصيب النساء من جراء عمليات الكبت، توضح مناد أن فقدان الشهية عند النساء يحدث نتيجة عدم التعبير عن المشاعر العصبية، كما أن هناك بعض الأمراض العصبية الشديدة التي تصيب بعض المتزوجات الجدد قد تؤدي للوفاة، فضلاً عن أن توابع كبت الغضب تؤثر على بقاء الشعر، وحيويته في جلدة الرأس، بالإضافة إلى الهوس بنتف شعر الرأس لدى السيدات يؤدي للصلع المبكر، مؤكدة أن الحل يتمثل في ضبط الانفعال عبر حوار بناء لأن هناك نتائج عكسية وشديدة الخطورة للتعبير عن الغضب بصورة مبالغة فيها. صمت الغضب من بين الذين أصابهم «كبح مشاعر الغضب في مقتل»؛ منير العجمي، الذي اكتشف أنه مصاب بأمراض خطيرة في القلب. ويلفت إلى أنه بطبعه انفعالي لكن بعد زواجه حاول ألا يهدم بيت الزوجية باندفاعه وعصبيته فآثر أن يتعامل مع زوجته في أثناء الغضب بالصمت، لكن تكرار هذا التصرف جعله يفقد الوعي في إحدى المرات، ونقل على إثرها إلى المستشفى، وهناك اكتشف أنه بالأساس لديه مشكلات قلبية، لكنها ازدادت بسبب عدم تفريغ شحنته الانفعالية بصورة طبيعية، وهو ما جعله يشعر بزيادة في نبضات القلب، واهتزاز صدره. ويشير إلى أنه يدفع الثمن غالياً الآن من صحته التي تتهاوي شيئاً فشيئاً. ولا تخفي أزهار صالح أنها عانت كثيراً في حياتها الزوجية لكون شريك حياتها يضعها دائماً على حافة القلق بكثرة طلباته، فضلاً عن أنه شديد العصبية إذا لم يجد بعض الأشياء التي تخصه في مكانها، ولا يلتمس لها العذر أبداً كلما عبث الأطفال بأوراقه الموضوعة على سطح مكتبه. وتلفت إلى أنها منذ فترة وهي تشعر باضطرابات في المعدة، ومن ثم عدم قدرتها على تذوق الطعام بشكل طبيعي، وعندما تابعها الطبيب أخبرها بأن هذه الاضطرابات نتيجة للكبت، ونصحها بأن تحاول إخراج الشحنات الانفعالية بصورة طبيعية. ولا ينكر سعيد النيادي أن قلة الوعي بأمراض العصر التي تتسبب في تدهور صحة الإنسان نظراً للخلافات الزوجية تحديداً يؤدي إلى تفاقم هذه الأمراض. ويضاعف من مخاطرها، لافتاً إلى أنه عادة ما يكبح جماح غضبه لكنه لا يكتمه بعكس زوجته التي كلما انفعلت أكلت في أظافرها بطريقة هيستيرية، لذا فهو يستنكر منها هذا الفعل ويدعوها للحوار، لكنها تعرض عنه مفضلة أن تمارس هذه الهوية. ويشير إلى أنه في كثير من الأحيان خصوصاً عندما يستبد به الغضب من زوجته يذهب لممارسة الرياضة، أو الحديث مع أحد أصحابه حتى يساعده في حل مشكلاته بطريقة هادئة. انفعالات نفسية حول مدى تأثير الكبت الناتج عن الخلافات الزوجية، تقول الاستشارية في تشخيص ومعالجة الأمراض النفسية في مستشفى مركز الخليج للتشخيص الدكتورة دوللي الحبال إن المشكلات الزوجية بنتج عنها أنواع كثيرة من الانفعالات، وعندما يصمت اللسان يتحرك الجسد، وهو ما يؤثر على الصحة ويؤدي إلى إفراز هرمون يزيد الحموضة بالمعدة، لافتة إلى أن الكلام في حالة الغضب الشديد علاج فعال لكونه يعمل على تأكيد الذات، لذا فالحوار الزوجي مهم جداً في حل مشكلة الكبت. وتؤكد أن الاكتئاب المزمن يصاحب الأفراد الذين يفضلون عدم تفريغ شحناتهم الانفعالية إذ إن التفريغ نفسه يجب أن يكون بضوابط، لافتة إلى الفرد من الممكن أن يستثمر أيضاً وجود الرياضة في حياته لكونها تساعد في إفراز هرمون يسهم في الشعور التلقائي بالرضا عن النفس، ويخفف من حدة الضغوط النفسية. وتنصح الحبال بأن يحاول كل طرف في الحياة الزوجية أن يضبط انفعاله ويوجهه في الطريق الصحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©