الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تعداد أبوظبي 2011» يصنع استراتيجيات التنمية الوطنية المنبثقة عن رؤية 2030

«تعداد أبوظبي 2011» يصنع استراتيجيات التنمية الوطنية المنبثقة عن رؤية 2030
4 أكتوبر 2011 21:39
بدأ أمس باحثو مركز الإحصاء ـ أبوظبي، الشروع في إنجاز المشروع الوطني «تعداد أبوظبي 2011»، الذي يعد أكبر مشروع لإحصاء سكان الإمارة ومعرفة خصائصهم بكل دقة، حيث سيزور الباحثون الأسر لجمع المعلومات وتدوينها بكل دقة، من خلال عملهم الميداني بزيارة الأسر وجمع البيانات فعلاً ابتداء من يوم الثلاثاء 4 أكتوبر ويستمر عملهم إلى 24 من الشهر الجاري، بعد أن قام نحو 6 آلاف باحث ومراقب وإداري بتوزيع مغلفات على أبواب الوحدات السكنية تضم الاستمارات التي تحتوي على الأسئلة وأماكن الإجابات وطريقة تعبئة هذه الاستمارات، إضافة إلى بعض كتيبات التوعية عن التعداد والمركز وإمارة أبوظبي. عن ماهية عملية التعداد السكاني وسيرها وطريقة الوصول للأسر، وعن الاستراتيجية التي وضعها المركز لتحفيز الناس وإقناعهم بالتجاوب مع هذا المشروع المجتمعي الرائد، يقول أبو بكر العمودي، المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء «وضع المركز خطة إعلامية شاملة تهدف إلى زيادة الوعي بالتعداد وأهميته وحث الجمهور على التعاون مع المركز في جهوده الرامية إلى تنفيذ التعداد، كما تهدف هذه الخطة إلى تعريف الجمهور بطرق المساعدة المتاحة، كما أكدت الخطة الإعلامية أن المشاركة فيه تسهم بالخروج بنتائج إحصائية متكاملة تساعد في صناعة استراتيجيات التنمية الوطنية المنبثقة عن رؤية حكومة أبوظبي 2030. تدريب وحملات التعداد عمل وطني يتطلب تعاون الجميع للوصول إلى بيانات دقيقة وصحيحة تهم المخططين ومتخذي القرار، فدقة البيانات أمر ضروري ومهم لرسم صورة المستقبل للإمارات. ويشير العمودي إلى أنه تم تجنيد أطر للقيام بهذه العملية، وتم تدريبهم أحسن تدريب بالإضافة لذلك فهناك متطوعون، ويضيف «لإنجاح هذه العملية فهناك متطوعون من مجلس أبوظبي للتعليم إضافة إلى متطوعين تم اختيارهم وفق معايير معينة من خلال الإعلان الذي قدمه المركز عبر وسائل الإعلام. وعن كيفية استقطاب هؤلاء الخبراء وتدريبهم وكم عددهم، يقول العمودي «لاختيار هؤلاء المتطوعين تم وضع شروط معينة للاختيار منها المؤهل التعليمي، ومدى الإلمام باستخدام التقنية الحديثة، إضافة إلى معيار العمر والخبرة السابقة في مجال العمل بالمسوح الميدانية، إضافة لقيام المركز بإجراء عدة دورات تدريبية لجميع الفئات والتي على أساسها تم إجراء عدة اختبارات نظرية وتقنية، ومن ثم تقييم واختيار جميع المرشحين لكافة الوظائف للعمل بالتعداد، ليصل عدد هؤلاء إلى حوالي 6 آلاف متطوع لكافة الوظائف سواء كانت إدارية أو فنية». وقام المركز بعدة فعاليات تعريفية بهذه العملية لتبسيط الفكرة أمام الجمهور المستهدف بالتعداد، وعن ذلك، يقول العمودي «اهتم المركز بعمل حملة إعلامية وإعلانية وتوعوية واسعة في جميع مناطق إمارة أبوظبي لتعزيز الوعي لدى سكان الإمارة، حول مشروع التعداد وأهمية التعاون مع الباحثين في جمع البيانات والمعلومات، مع أهمية الإدلاء بالبيانات الدقيقة والصحيحة، فقمنا بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة في ذلك، مثل تغليف بعض حافلات النقل العام بحملة التعداد ومحطات البترول ومراكز التسوق وماكينات الصرف الآلي للبنوك، ورسائل الهاتف المحمول ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها الكثير بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور». تلبية الاحتياجات ويوضح العمودي أن التعداد سيكون له مردود عال على التنمية في الدولة بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية، ويضيف «ستمكن المعلومات التي يقدمها تعداد السكان الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين من تخصيص الموارد بفعالية أكبر ومن تخطيط قطاعات السكـان، بحيث ستمكن بيانات التعداد من معرفة عدد الأفراد الذين يقطنون منطقة ما وتساعد الحكومة على توجيه الموارد اللازمة، ورسم خطة الاحتياجات في تلك المناطق، أما على صعيد التعليم، فإن التعداد سيوفر بيانات عن المستوى التعليمي للسكان وعن التحاق الطلاب بالمدارس والجامعات، وتساعد مخرجاته في رسم سياسات التعليم المرتبطة بسوق العمل وكذا معرفة حجم ظاهرة الأمية في المجتمع لوضع الخطط الملائمة لمعالجتها. ويتابع «في قطاع الصحة سيوفر التعداد لواضعي السياسات الصحية بيانات تمكنهم من تطوير وتوفير الخدمات الصحية الضرورية في المناطق التي تفتقر إليها، بمعرفة توزيع السكان وفئاتهم العمرية في المناطق الجغرافية المختلفة، وبالنسبة للإسكان فستحدد بيانات التعداد حجم الطلب الحالي والمستقبلي على الإسكان وتسهم في تخطيط الاحتياجات السكنية بشكل أفضل، وتلقي الضوء على عدد المباني ومكوناتها من الوحدات السكنية ونوع إشغالها مثل عدد الوحدات الحالية مع توزيعاتها الجغرافية». ويوضح العموي أن من بين فوائد التعداد السكاني لأبوظبي إيجاد فرص العمل، وفي هذا الصدد يضيف «بالنسبة لفرص العمل فإن بيانات التعداد ستمكن من معرفة عدد الأشخاص الذين يعملون في مختلف المهن والصناعات، كما تساعد على تخطيط الوظائف وسياسات التدريب والربط بينها وبين الخصائص التعليمية والمهنية المطلوبة للأفراد». رسم الخطط يقول العمودي إن التعداد عملية إحصائية ضرورية، والمشاركة فيه تسهم بالخروج بنتائج إحصائية متكاملة تساعد في صياغة استراتيجيات التنمية الوطنية. ويضيف «للتعداد استخدامات عديدة للحكومة منها: أغراض التخطيط للتنمية بحيث يقدم التعداد بيانات أساسية تتعلق بالخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية للسكان والمساكن التي يمكن استخدامها في التخطيط على كل المستويات، ثم تقدير المستويات والتغيرات في السكان وخصائص المساكن إذ تحدد بيانات التعداد المستويات والمعايير الموجزة علاوة على التغيرات في خصائص الديموغرافيا والمساكن، وتوافر الضروريات الأساسية والمجالات المهملة والأولويات الوطنية الأخرى». ويتابع «ومن الاستخدامات أيضا تقدير مصادر القوى العاملة، حيث يعد التعداد المصدر الرئيسي للمعلومات المتعلقة بحجم القوى العاملة وخصائصها، علاوة على جوانب أخرى متعلقة بالتعليم والتدريب على المستويات الحالية والمتوقعة والسياسات الوطنية اللازمة في هذا المجال. وتحديد دور المرأة ووضعها الاقتصادي والاجتماعي، إذ شهدت العقود الأخيرة اهتماما متناميا بدور المرأة في المجتمع وأصبحت هذه مسألة مركزية، وتعنى الحكومات في أنحاء العالم كافة بجمع الإحصائيات عن المرأة لتصميم البرامج وتحديد السياسات الضرورية لتحسين دورها بالإضافة إلى رفع مستواها الاقتصادي في المجتمع، وتسمح أيضا بالاطلاع على أوضاع المجموعات الخاصة فثمة اهتمام متزايد في مجموعات معينة من السكان من مثل الأطفال والشباب والمسنين والمعوقين وغيرهم، وتساعد المؤشرات عن هذه المجموعات في تصميم برامج وسياسات تخدم مصالحها. وأيضا استخدام بيانات التعداد لأغراض إجراء البحوث: بحيث تمثل بيانات السكان والمساكن مصدرا غنيا بالمعلومات لتنفيذ المسوح الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية. واستخدام بيانات التعداد لأغراض اقتصادية إذ يتم اتخاذ القرارات الاقتصادية على الحقائق العلمية ويقدم التعداد الحقائق والبيانات الفعلية، كما تحدد بيانات التعداد إطارا شاملا لكل المنشآت النشيطة وقاعدة لتعداد مسح اقتصادي يعقب التعداد، من مثل المسوح الاقتصادية السنوية المرتبطة بتقديرات الحسابات الوطنية». دور الأسر تعتبر الأسر شريكا أساسيا في إنجاح هذه العملية المهمة في إمارة أبوظبي. عن الدور المطلوب منها، وعن تفاعلها مع أطر التعداد، يقول العمودي «يجب الإدلاء بالبيانات الدقيقة والصحيحة، إذ يجب على رب الأسرة توفير إجابات كاملة للعدادين نيابة عن كل شخص يعيش معه في نفس السكن بما في ذلك الأقرباء وغيرهم (الخدم، والسائقون) يوم أو ليلة 4 أكتوبر 2011. كما يجب عليه تقديم معلومات عن جميع أفراد الأسرة (بمن في ذلك رب الأسرة نفسه والرضع) ممن يقطنون نفس السكن معظم الوقت، ويضمّن أيضا الأشخاص المتواجدين معه ممن ليس لديهم سكن آخر دائم في يوم 4 أكتوبر 2011». ويشير العمودي إلى أن مركز الإحصاء ـ أبوظبي يدير هذا العمل الميداني الضخم من خلال 37 مركزاً موزعة على جميع مناطق الإمارة، وذلك بواقع 19 مركزاً في أبوظبي و12 في العين و6 في المنطقة الغربية. وذلك لضمان التغطية الجغرافية لجميع الأقاليم والمناطق والأحواض والأحياء والقرى بالإمارة في كل من أبوظبي والعين والمنطقة الغربية إضافة لجزر الإمارة. ولذلك فإن كل رجال التعداد خضعوا لدورات وتدريبات لتحقيق الأهداف المرجوة، إلى ذلك يقول العمودي «التدريب شمل أربعة أنواع: التدريب الأول الخاص بتدريب مسؤولي المراكز والمراقبين العامين، والذين بلغ عددهم حوالي 200 مسؤول، حيث تم تدريبهم منهجياً ونظرياً وتقنياً، أما التدريب الثاني فقد بدأ في الرابع من شهر سبتمبر واستمر حتى 15 سبتمبر، وشمل التدريب النظري والتقني أيضاً لحوالي 6 آلاف موظف في كافة مناطق إمارة أبوظبي، كما عقب ذلك تدريب المتطوعين من بعض الجهات الحكومية الأخرى خلال الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر، إضافة إلى تدريب مدخلي البيانات والمرمزين ومدققي البيانات وذلك خلال الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر، وبعد نهاية كل حصة تدريبية يقوم المركز بإجراء عدة اختبارات نظرية وتقنية لفرز واختيار الأفضل لضمان الحصول على الأهداف المرجوة». تقنيات حديثة عن التقنيات الحديثة التي سيتم استغلالها في التعداد، يقول العمودي «هذا المشروع يعتمد على مجموعة متكاملة من أحدث الأنظمة التكنولوجية في العالم، ما سيسهم في إنتاج مخرجات إحصائية أفضل، وفي فترة زمنية وجيزة، حيث يحرص المركز على استخدام أكثر من طريقة لجمع البيانات منها تقنية (كالأجهزة الكفية PDA أو أجهزة IPD أو أجهزة سامسونج جلاجسي)، إضافة إلى استخدام الاستمارات الورقية للمساكن التي تحتوي على أعداد كبيرة من الأفراد كالفنادق وسكن الطلبة، وعليه يقوم المركز بتزويد باحثي التعداد بأجهزة إلكترونية حديثة لجمع البيانات المكانية، مزودة بالخرائط الجوية، والإحداثيات الجغرافية المرتبطة بالأقمار الصناعية، بما يمكن المركز من توجيه العاملين في الميدان وتزويدهم بالإرشادات والملاحظات في الوقت المناسب، وقبل انتهاء الأعمال الميدانية ومن ثم المراجعة والمراقبة وضبط الجودة. كما صمم المركز برنامجاً إلكترونياً متقدماً وحصرياً يستخدمه باحثو التعداد من خلال الحواسيب الكفية، للحفاظ على سرية البيانات وتيسير آلية التراسل مع المركز، كما يوفر البرنامج تقارير شاملة ونظام لوحة تحكم Dashboard، يتم تحديثها بالبيانات آلياً لتعرض النتائج اليومية مباشرة على غرفة عمليات المشروع، ومن ثم متابعة كفاءة وإنجاز فرق العمل المنتشرة في مختلف مدن وقرى وأحياء الإمارة، والعمل على إزالة كافة المعوقات». وضوح الرؤية من جهته، يقول نجيب المدني موظف بشركة حكومية في أبوظبي إن الناس مطالبون بالتفاعل مع هذا المشروع الضخم، والذي سيسهم في رفع مستوى العيش للمواطنين والمقيمين، وسيعمل أيضا على معرفة احتياجاتهم من جميع النواحي. ويضيف «هذا المشروع سيفيد الحكومة في الدرجة الأولى في معرفة احتياجات المدينة من الناحية الاجتماعية والتعليمية والصحية، والبنية التحية التي ستوفرها بناء على المعطيات التي سيتم توفيرها، لهذا فالأسر مطالبة بالإجابة بكل دقة عن الأسئلة المتواجدة بالاستمارة، فمثلا هناك تفاوت في بعض الأحياء، بحيث تكون هناك وفرة للمدارس وللمستشفيات، بينما هناك أماكن أخرى تحتاج لذلك، وعلى صعيد بسيط يهم الأسر فهناك بعض الأحياء التي لا تتوافر فيها بقالات، أو مراكز تجارية، بينما تتركز في أماكن أخرى، وهذه أمثلة مبسطة على بعض الاحتياجات اليومية للناس، وكذلك الشأن بالنسبة للمدارس، وغيرها من الخدمات». ويضيف «الحكومة تحتاج لمعرفة نوع السكان على أرضها واحتياجاتهم من التغذية، وبناء عليه تعمل على توفير مخزونها الغذائي، كما أنه من المتعارف عليه تواجد عدة جنسيات على جغرافية أبوظبي، وهذا التنوع يلزمه تعامل معين، وتوفير مدارس معينة وغيره من الاحتياجات، وبذلك فالتعداد يمكن من وضع استراتيجية واضحة المعالم للمستقبل». وعن توقيت زيارة فرق التعداد، يرى عصام الدين صلاح، موظف بجهة حكومية «زيارة البيت من الساعة الرابعة إلى التاسعة مساء مناسب جداً، بحيث يكون رب الأسرة موجوداً في المنزل، وهذا سيساعد على التفاعل مع الأطر، ومن جهتي سأكون دقيقا في إعطاء كل المعلومات، كما أطلب من كل معني بالأمر أن يقدم المعلومات الدقيقة، لتتحقق النتيجة المرجوة من التعداد، وفي نظري سيمكن هذا التعداد من معرفة عدد النساء، الرجال الكبار والصغار من مختلف الجنسيات، والدرجات العلمية، المستويات العلمية، والعاطلين عن العمل وأعدادهم، وهذا سيمكن من وضع خطة تطويرية، يتم تنفيذها بناء على هذه المعلومات القيمة. ثقة واستعداد للتفاعل يقول عبد المؤمن عبد العزيز موظف إنه يؤمن بما تقوم به حكومة أبوظبي، وإنه مستعد للتفاعل مع كل الأسئلة وتقديمها في إطارها الصحيح. إلى ذلك يقول: كمواطنين فإن هذا التعداد سيفيد حكومة أبوظبي بالنهوض بالبنية التحتية وتطوير بقية الخدمات، وفي وضع خطط مستقبلية للبنية التحية ومعرفة احتياجاتنا من كل الجوانب، ولذلك فإننا نؤمن بأن حكومتنا ستقوم بكل ما هو مهم لفائدتنا، لهذا فإننا سنجيب عن كل التفاصيل وبكل دقة، بحيث نؤمن أن هذه المعلومات سيتم توظيفها بالشكل الجيد. مواعيد زيارة الأسر درس مركز الإحصاء أبوظبي كل الجوانب وراعى خصوصية بيئة أبوظبي، بحيث قرر وقتاً محدداً لزيارة الأسر، وذلك حفاظاً على خصوصية كل بيت، واختار وقتا يناسب جدا الأسرة بحيث يكون رب الأسرة موجودا في المنزل ليجيب عن كل الأسئلة. في هذا الإطار يقول أبوبكر العمودي «سيتم جمع البيانات على مدى أسبوعين كاملين اعتبارا من تاريخ 4 أكتوبر 2011 وحتى 24/10/2011 أي 14 يوم عمل، وستتم زيارة الأسرة عادة من الساعة 4 مساء وحتى 9 مساء، وفي حالة عدم توافق هذا الوقت مع الأسرة تقوم هذه الأخيرة بتحديد الوقت المناسب للزيارة». ويشار إلى أنه عقب انتهاء التعداد، سيتبع ذلك بمراحل عمل أخرى داخل المركز حتى يتم إعلان النتائج المبدئية في الـ 25 من ديسمبر المقبل، على أن تعلن النتائج النهائية أواخر مايو 2012.?
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©