الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشجار القديمة·· أغصان تموت واقفة أشهرها الشبهانة و الغاف و الحبيبة

الأشجار القديمة·· أغصان تموت واقفة أشهرها الشبهانة و الغاف و الحبيبة
10 مارس 2009 23:44
تحتل الشجرة مكانة متميزة، سواء في تراثنا الديني أو في منافعها الكثيرة، ومن هنا أخذت دلالتها الرمزية ''كشجرة العائلة''، وهذا يعني أن قيمة الشجرة في الطبيعة والحياة مقترنة بقيمة الإنسان وحياته، إضافة إلى أنها تشكل عنصراً جمالياً لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنه· وربما كان أبناء الصحراء يشعرون بقيمة الشجرة أكثر من سواهم، لأن اللجوء إلى ظلها بعد سفر متعب في القيظ، يجعل المسافر يشعر بهذه النعمة التي يزن الله الأرض بها وذلك لخير الناس ومنفعتهم· والأمم تهتم برعاية الأشجار القديمة كما تهتم بتاريخها· ومما يدعو إلى الإعجاب والتقدير أن دولة الإمارات تولي الشجرة بمختلفة أنواعها عناية كبيرة، وخاصة في إمارة أبوظبي التي تمتاز بملايين الأشجار من النخيل والغاف والسدر، إضافة إلى شجرة القرم التي تنبت في المياه المالحة· والجميل أن القائمين على سلامة البيئة والاعتناء بالحياة الفطرية وحماية الطبيعة أدخلوا أنواعاً جديدة من الأشجار· ومن يتأمل وفرة البساط الأخضر في الإمارات يشعر أن كل عرق أخضر يبتهل إلى الله أن يتغمد الغارس الأول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' بواسع رحمته ويبارك الأيادي البيضاء التي تواصل غرس الأشجار والعناية بها، دون أن تنسى الحفاظ على الأشجار القديمة التي يرجع عمرها إلى عشرات السنين· ومن يزور قرية التراث على كورنيش أبوظبي لابد وأن يرى ويشعر بجمال ونقاء البيئة فيها، حيث تضم مساحة هذه القرية الصغيرة أنواعاً كثيرة من الأشجار القديمة والحديثة، فقد حدثنا دلموك المهيري مدير القرية عن مدى الاهتمام بزراعة الأشجار التي تعيش في بيئة الإمارات، قائلاً: لقد جربنا غرس أشجار من بيئات مختلفة ومن بلدان متعددة ونجحت هذه التجربة، وانتشرت في الإمارات أنواع عديدة من الأشجار، سواء في المزارع الخاصة أو في الحدائق العامة، أو في الخمائل المحيطة بالفيلات· فقد أصبحت للأشجار والورود في بيوتنا أولوية خاصة وضرورية· ويعدد المهيري أسماء وأنواع الأشجار المزروعة في القرية وأهمها ''الغاف'' وهي شجرة معمرة ورقها كان يستخدم ضمن مكونات السلطة، كما يوقد حطبها، ويستعمل أيضاً في البناء· ويضيف: لقد زرعنا شجرة ''الحبيبة'' وحباتها كانت تصنع بدل القهوة وهي من الأشجار المتسلقة، كذلك عندنا من الأنواع الجديدة الموز، المانجو، الليمون، الباباي· ومن أهم ثروتنا الزراعية في هذه القرية شجرة النخيل، السدر ''النبق''· ويشرح المهيري بأن سقاية هذه الأشجار في القرية تتم بواسطة الطريقة القديمة ''اليازرة''· ويضيف بأن الاهتمام بالزراعة التي أسس لها الشيخ زايد ''رحمه الله'' ما زال متواصلاً على خطواته في الدولة، حيث أصبحت الحدائق في مدينة أبوظبي منتشرة بين الأبراج، والأمل كبير بأن تتطور الزراعة والخضرة إلى الأحسن والأفضل· ولأن بعض البلدان في العالم تسجل عمر الأشجار القديمة، فإن بعض الأشجار القديمة بالإمارات لها سجل وتاريخ كما يقول دلموك، موضحاً أنه كانت في الشارقة شجرة ''الرولة''، ولكن للأسف أزيلت، وفي دبي كانت غافة بنت ''مدغم''، كذلك اختفت وكانت قريبة من دوار ''المرابع'' في منطقة اسمها المر، هذه المنطقة، كانت مزروعة بأرض فيها ملوحة، ولهذا السبب كانت بطيئة في النمو، لذلك أزالوها· وقتها قال الخبراء الأجانب إن عمرها خمس سنوات، ولكن في الحقيقة نحن نعرف أنها قديمة جداً· ومن الأشجار المعمرة في الإمارات شجرة ''الشبهانة'' التي كانت تضرب بجذورها في عمق غابة الشبهانة في منطقة السلع، ويقدر الأهالي هناك بأن عمرها بين 150 و200 عام، وظلت الشبهانة الشجرة الوحيدة التي قاومت الظروف البيئية القاسية من تصحر وجفاف ورياح، وكانت مَعلماً يقصده الرَّحَّالة والمسافرون حيث يرتاحون ويقيلون في ظلها لتحميهم من شدة القيظ والحر الشديد
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©