الأربعاء 1 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فقر في الإبداع

2 أكتوبر 2013 22:31
للأمانة أشفق على الإيطالي كارلو أنشيلوتي وأنا أتنقل بين الصحف الرياضية الإسبانية والمواقع الإلكترونية المهتمة بالدوري الإسباني «الليجا» راصداً ما كان من قراءات نقدية ومن ردة فعل في أعقاب السقوط التاريخي لريال مدريد بمعقله سانتياجو برنابيو أمام الجار أتليتيكو مدريد. وبعد السقوط تاريخياً لأن الريال تنازل عن النقاط الثلاث للجار في مباريات الليجا للمرة الأولى منذ أربع عشرة سنة، وقد أشفقت عليه برغم أنه لا يحظى إلا بالقليل القليل من ظروف التخفيف، لأن الرجل دخل مجرة كبيرة، ورث فريقاً متصدعاً، ليس له ما يكفي من الوقت ليرتب الأشياء التكتيكية كيفما يشاء أو كيفما تسمح كاريزميته ومرجعيته الفنية والأهم من كل هذا أنه يقود مركباً تركه للتو مورينيو، ومن يعرف مورينيو، فكراً وثقافة رياضية وكيمياء يقدر أن من يخلفه لا يرث النعيم حتماً. شاهدت ريال مدريد بعين العاشق أولاً ثم بعين الناقد ثانياً وأنا أعترف بأن من الصعب على أي منا أن يخرج من جلباب العاشق بتلويناته العاطفية ليلبس جلباب الناقد بكل تطريزاته العقلانية، ووقفت على مدى المعاناة التي يستشعرها كارلو أنشيلوتي في تقديم فكره الثوري الهادئ لفريق لا يريد أن يستنزف كل وقت يحتاجه التغيير، الجهد والقدرات في ملاحقة مكوك برشلونة اعتباراً للصراع الأزلي الذي حكمت به السيادة بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة. وإذا كان الكل يقف الآن عاتباً ومؤنباً أنشيلوتي على أنه لم يحسن تحفيظ فكره التكتيكي بالسرعة والنجاعة التي يقتضيها الظرف، بل إن من المتشددين في توجيه عيارات النقد انتهى إلى حكم قيمة يقول إن كارلو أنشيلوتي مدرب ليس من مقاس ريال مدريد، فهل نتفق على أن الإيطالي الكاريزماتي لم يكن هو البديل الأمثل للمثير للجدل مورينيو؟. بالقطع لن نكون جميعاً على نفس الخط في الجزم أو عدم الجزم بأن أنشيلوتي هو من يصلح للريال، لا لشيء إلا لأننا لو نقلنا الرؤية من زاوية إلى أخرى معاكسة لوقفنا على حقيقة التضاريس الفنية الصعبة التي هي من طبيعة فضاء ريال مدريد ولو وقفنا أكثر على حقيقة أن هذه التضاريس تصبح أكثر تعقيداً عندما يكون قد مر عليها مدرب بفكر وأسلوب عمل مورينيو، فمن يعود لقراءة حال تشيلسي وإنتر ميلان عندما تركهما مورينيو بعد سنتين من إدارتهما يدرك أن «اسبيشل ون» يعصر جيداً الفرق التي يدربها، يستهلك كل الرحيق ويتركها بعد ذلك تعيش السنوات العجاف. والمؤمل أن يقدر أنشيلوتي الذي ليس من طبعه إطلاق اللسان للترويع أو حتى لتبرئة الذمة على إغاثة ريال يشكو من فقر الرحيق ومن فقر الإبداع. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©