شروق عوض (دبي)- شكـا مستخدمو طرق في دبي من تهور بعض سائقي سيارات الأجرة، والقيادة بسرعة جنونية؛ ما يعرض حياتهم، وحياة الركـاب وعـابري الطـرق للخطـر.
وطالبوا في تصريحات لـ”الاتحاد” هيئة الطرق والمواصلات بضرورة إخضاع سائقي الأجرة التابعين لأسطولها لرقابة مشددة، ومواجهة ما سموه استهتارهم بحياة البشر.
بالمقابل، أكدت هيـئة الطرق وجود نظام متابعة لجميـع سائقـي مركبـات الأجرة العاملة بالإمارة تنفذه إدارة الامتيـاز والرقابـة على مدار 24 ساعـة يومياً، مطالبـة الجمهور في حال مصادفتهم سائقاً متهوراً بالاتصـال على الـرقم المجاني للهيئـة، التي ستأخـذ الشكوى على محمـل الجـد وتقـوم فـوراً بالخطـوات اللازمة.
بداية، قال سالم المري إنّ مشهد “رالي سيارات الأجرة” بات متكرراً طوال أيام الأسبوع، وهو خير دليل على انعدام الرقابة من قبل هيئة الطرق والمواصلات. وأعرب عن قلقه مما وصفه باستهتار السائقين بالقوانين المرورية وعدم الالتزام، مشيراً إلى محاولاته الدائمة تفاديهم، لافتاً إلى أن شارع الشيخ زايد وجسر القرهود باتا مكاناً لسباقاتهم الجنونية.
وأضاف: كدت ارتكب حادثاً مرورياً أثناء محاولتي تفادي أحد سائقي الأجرة وتجاوزه من اليمين؛ لأتيح له فرصة المرور؛ الأمر الذي كاد يتسبب باصطدامي بسيارة أخرى، مؤكداً ضرورة فتح المجال أمامهم حين يمرون، حتى لو اضطر الأمر إلى إيقاف المركبة الخاصة على كتف الطريق. في السياق ذاته، عبرت موزة آل علي “ربة أسرة” عن مخاوفها من ملاقاة سيارات أجرة في الطرقات، حرصاً منها على سلامتها وسلامة أطفالها الذين تقوم بإيصالهم إلى مدارسهم. وقالت: أغرب ما في الأمر تهور سائقي الأجرة في أوقات الذروة، علما أنهم ليسوا ملتزمين بمواعيد كالموظفين، ولا أعلم سبب سرعتهم الجنونية وكأنهم في سباق مع الزمن. وطالبت موزة هيئة الطرق والمواصلات بانتقاء سائقي الأجرة الأكفاء وإخضاعهم لبرامج تدريبية مطولة قبل السماح لهم بالخروج إلى الطرقات العامة التي يرتادها الأبرياء، وانتقاء الأكبر سناً؛ كونهم أكثر نضجاً وخبرة وحرصاً على حياتهم قبل الحرص على حياة الآخرين، على النقيض من السائقين الصغار الذين يتسمون بالطيش والتهور وعدم الاكتراث بمسؤولياتهم وواجباتهم.
عدم السماح بالمرور
أما أيهم عمران فقال: اتبعت مع سائقي سيارات الأجرة سياسة عدم السماح لهم بتجاوزي وإزعاجي بقيادتهم الجنونية والتنقل بين المركبات وكأنهم يمارسون لعبة إلكترونية، مؤكداً أن هذه الطريقة حققت نتيجة إيجابية مع من صادفهم، فباتوا بعد عدم السماح لهم بالتعامل مع الطريق وكأنه ملك خاص، أكثر التزاماً بالقوانين. وبسؤاله عن اتباعه ذات الطريقة التي يمارسونها وبالتالي إزعاج الآخرين، أجاب: لا أستطيع التحكم بأعصابي لحظة مشاهدة أحد قائدي الأجرة بمرآة سيارتي وهو يتجاوز بطريقة عشوائية، وهو ما يدفعني إلى ممارسة ذات السلوكيات لا شعورياً كنوع عن التعبير عن غضبي.
سرعات جنونية
من جانبها، أوضحت فرح بسام: أنها تضطر يومياً إلى مشاهدة رالي سيارات الأجرة على الطرقات؛ لاستخدامها مرتين يومياً في ذهابها وعودتها من عملها؛ كونها لا تملك سيارة خاصة، مضيفة: غالباً ما أطالب سائقي مركبات الأجرة بالتمهل، فمنهم من يتجاوب مع مطلبي، ومنهم من يغلق أذنيه. وأكدت فرح من خلال مشاهدتها اليومية أنّ قيادة بعض سائقي الأجرة المتهورين تدفع بسائقي المركبات العادية إلى تقليدهم في سرعاتهم الجنونية، في حين يقوم زملاؤهم من قائدي سيارات الأجرة الأخرى بممارسة ذات السلوك وكأنهم متفقون على السباق فيما بينهم. ووجهت فرح اللوم إلى هيئة الطرق، التي قالت: إنها تمنح رخص القيادة لأشخاص غير مؤهلين أو مدربين جيداً، داعية إلى تعليمهم آداب التعامل مع الطريق واحترامه قبل إخضاعهم لتدريبات القيادة.
البعض ملتزم
في المقابل، اعتبـر حسن الغفلـي أن التعميـم بأنّ معظم سائقـي سيـارات الأجرة متهـورون غير صحيح، فهناك سائقون يلتزمون بالسرعات المحددة ويقودون مركباتهم بهدوء ويحترمون السائقين الآخـرين، ويتيحون لهـم أولويـة المرور على النقيض من بعـض سائقـي السيـارات العاديـة الذيـن لا يسمحـون للآخرين بتجاوزهـم.
مخالفات وعقوبات
من جانبه، أكد طارق الغيث مدير إدارة الامتياز والرقابة بالإنابة في مؤسسة المواصلات العامة بهيئة الطرق والمواصلات بدبي وجود نظام متابعة لجميع سائقي مركبات الأجرة، تشرف عليه إدارته يومياً، حيث ينتشر مفتشون ميدانيون يعملون بنظام 24 ساعة لمراقبة أداء السائقين، ويتم تحرير مخالفات حضورية بحق الذين يتم رصدهم أثناء القيادة على الطرقات العامة، إضافة إلى مراقبة السرعات عن طريق مركز الحجز والتوزيع التابع لمؤسسة المواصلات العامة. كما أكد إخضاع السائق لدورات تدريبية مكثفة من ضمنها القيادة الآمنة والتأكد من الإلمام بجميع القوانين وتمكنه من القيادة الآمنة قبل البدء بقيادة المركبات على الطرقات العامة. وطالب مستخدمي الطرق في حال صادفهم سائق متهور بالاتصال على الرقم 8009090 أو الدخول إلى موقع الهيئة والإبلاغ عن نوع الشكوى، مع ضرورة توفير الرقم الجانبي للمركبة والموقع والتاريـخ والوقت واسم الشركة. وختم بالقول: هنالك العديد من خطط المؤسسة المستقبلية في هذا المجال، من ضمنها ربط سرعة مركبة الأجرة بسرعة الشارع الذي تسير فيه المركبة.
عدد اليوم
