الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون·· بين الاحتقان الطائفي والابتزاز السياسي

15 فبراير 2007 23:29
بغداد- الاتحاد : لم تكن أزمة اللاجئين العراقيين في الخارج بمعزل عن مجمل أزمات العراقيين في الداخل· ويبدو أن هذه الإشكالية العالقة بين الداخل والخارج فيما يتصل بأزمات العراقيين هي التي جعلت رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني يدعو الى عقد مؤتمر دولي لحل هذه المشكلة· والواقع أن خشية الحكومة العراقية مضاعفة مما يحصل لعراقيي الخارج، ذلك أن عودتهم الان الى العراق قسراً، سيفتح امام الحكومة أبواب جهنم نظراً لعدم قدرتها على فرض الأمن ووضع حد لفعاليات فرق الموت وعصابات الجريمة والجماعات المسلحة· ثم أن هناك مشكلة أساسية تعاني منها الحكومة العراقية وهي مشكلة مرحلي الداخل· وهؤلاء ينقسمون الى قسمين: الأول تم ترحيلهم قسراً من مناطق سكناهم لأسباب طائفية وأصبحوا يتنقلون بحثاً عن بيئة آمنة فشكلوا عبئاً إضافياً على قدرات الدولة المحدودة· غير أن قسماً كبيراً منهم ذهبوا الى كردستان حيث اصدر الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس اقليم كردستان اوامرهما الصريحة باستيعاب اعداد كبيرة منهم داخل المحافظات الكردية· والثاني مواطنون يسكنون في مناطق هي خليط بين الشيعة والسنة وبسبب الاحتقان الطائفي فقد رحلت العوائل الشيعية الى مناطق تقطنها أغلبية شيعية سواء داخل بغداد أو خارجها، والعوائل السنية فضلت الرحيل الى مناطق تسكنها أغلبية سنية سواء داخل العاصمة أو خارجها· إن هذا الوضع وإن كان حلاً مؤقتاً لعمليات القتل على الهوية الا أن من شأن استمراره خلق مشكلة جديدة ومعقدة على المدى البعيد وهي تكوين تجمعات طائفية منعزلة داخل العاصمة· ومع أن قضية اللاجئين العراقيين قد طغت على الأحداث الأسبوع الماضي الا أنها في الواقع ليست جديدة· فهناك منذ عقدين هجرة كبيرة للعراقيين الى مختلف دول العالم بسبب سياسات النظام السابق· وقبل سقوط النظام عام 2003 كان هناك ما يقرب من ثلاثة ملايين عراقي خارج العراق· وكان هؤلاء الذين تحولت أعداد كبيرة منهم الى معارضين للنظام وسياساته ينتظرون لحظة سقوطه لكي يعودوا الى العراق· غير أن الظروف لم تتهيأ لهم للعودة بسبب السياسات التي اتبعتها سلطة الائتلاف المؤقتة برئاسة الحاكم الأميركي بول بريمر والتي أدت الى تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية مما جعل ليس أمرعودة مهجري العراق مستحيلاً فقط بل فتح الباب أمام هجرة جديدة لم تكن لتخطر على بال كل من كان ينتظر لحظة الخلاص من نظام دكتاتوري شمولي· وعندما برزت مشكلة اللاجئين العراقيين بقوة هذه الأيام عقب الإجراءات السورية، تنبه العالم الى طبيعة المخاطر التي يمكن أن تترتب على مأساة إنسانية في حال بقي مصير ملايين العراقيين في الخارج عرضة إما للابتزاز السياسي والمالي أو لتقلبات السياسة ومواقفها· ليس هذا فقط فإن الولايات المتحـــــــدة الأميركية وتحت وطأة الحاجة لإيجــــــاد حل لهذه الأزمة المتفاقمة قد جعلت وزيرة الخارجية رايس تجيز فتح حوار مع دمشق بشأن هذا الموضوع الأمر الذي عده الكثـــــــــيرون فرصة دمشق الذهبية لحلحلة الموقف الأميركي منها وهو مانجحت فيه على مايبدو الأمر الذي جعلها تعلن مؤخراً أنها باتت تبدي مرونة إزاء هذا الموضوع ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©