الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أدبيات القاسمي» تعيد تشكيل ملامح الوعي العربي

«أدبيات القاسمي» تعيد تشكيل ملامح الوعي العربي
8 نوفمبر 2014 23:57
الشارقة (الاتحاد) أكد خبراء ومتخصصون بالشأن الثقافي المحلي والعربي، أن الصور العديدة التي يرسمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خلال مجموعاته الشعرية والتاريخية والأدبية والثقافية والفنية، وكذلك من خلال حواراته ورعايته للفعاليات الثقافية والمهرجانات الفنية الهادفة الأخرى تعيد تشكيل ملامح ومدارات الوعي الثقافي العربي في هذه المرحلة المهمة التي تحفل بالأحداث المتسارعة، وتفرض معها واقعاً يحتاج الى حلول ثقافية عاجلة.كما أكدوا أن تجربة معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يقام حالياً في دورته 33، أثبت بشهادة كبار الشخصيات، والعديد من الشعراء والأدباء والكتاب والإعلاميين الذي حضروا فعالياته، وبما لا يدع مجالاً للشك أن حاكم الشارقة ماضٍ قدماً في مشروعه الثقافي العملاق لتأسيس ملامح الوعي العربي للمرحلة القادمة، وأن نظرته العميقة للواقع، تستشرف معالم المرحلة القبلة، بما يعزز حضور الثقافة العربية أمام جمهور العالم العربي والعالمي بخطى واثقة وتجارب راسخة ومتطورة على الدوام. جاء ذلك، لدى ندوة «قراءة في أدب القاسمي» التي أدارها الأديب والكاتب المعروف عبد الرزاق الدرباس، وحاضر فيها الدكتور والأديب والناقد والأكاديمي بهجت الحديثي ضمن فعاليات المقهى الثقافي الذي يستضيف متخصصين بالشؤون الثقافية المحلية والعربية والعالمية للحديث عن التجارب الأدبية في المنطقة، وقراءة واقع الثقافة الحالية وسبل التواصل الثقافي مع العالم بما يكفل مساحة ثقافية عربية أوسع حضوراً في المحافل الدولية والعطاء الأدبي الإنساني.وبين الحديثي أن المدخل الصحيح لقراءة أدبيات القاسمي كشأن أي مدخل صحيح آخر لقراءة تجربة مهمة تنطلق في البداية من فهم معنى القراءة بالدرجة الأولى، حيث لا تقتصر على تتبع مجرد تتبع المكتوب، وإنما تستهدف التعرف إلى الدلالات والأدبيات والأساليب الكتابية للمؤلف لا على طريقة النقد، وإنما القراءة في حدود النص «من النص وإليه»، وهذا يعزز مفهوم القراءة الواعية التي إذا تعرضت للخلل في أي من جزئياتها انسحب هذا الخلل على المنهجية العامة للقراءة، ومن ثم الخلل في أمانة الفهم والأداء.واستعرض الحديثي مستويات القراءة المتبعة ضمن 3 مجالات «تأويلية، وتحليلية، واستنتاجية»، حيث يستطيع القارئ أن يحدد التوجه المطلوب لكي يقف على نتاج قراءاته، ويستخلص منها الدلالات والقيم الحضارية والإنسانية، ومن هناك، يمكن تحديد مسارات متميزة للدخول الى أدبيات القاسمي التي تراوح بين الإصدارات المتنوعة -لاسيما الثقافية والأدبية والفنية والتأريخية والسير الذاتية وتوثيق الأعمال والإنجازات التي أسهم بها في الشارقة وغيرها-، وفهم آفاقها، وتحليل النتائج الحالية لقراءة المستقبل القادم.وبين الحديثي أن الحديث يتشعب جداً عن إنجازات القاسمي الأدبية، واختار تسليط الضوء على جوانب الرسائل والكلمات التي ألقاها سموه في محافل عدة بالشارقة والدولة والعالم العربي والعالم، ومنها: في حفل توزيع جائزة الشيخ زايد «رحمه الله» للكتاب 2011، ومحاضرات أخرى لسموه في الجزائر، والقاهرة، ورسائله للمسرحيين في باريس، والصين، والعديد من محافل الشارقة كمهرجانات ثقافة الطفل، وبينالي الشارقة، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، واتحاد أدباء وكتاب الإمارات، ومنتدى الاتصال الحكومي 2013 وغيرها.واختتم الأكاديمي والناقد والباحث الدكتور بهجت الحديثي فعالية المقهى الثقافي باستعراض الحس الوطني والقومي في أدبيات القاسمي، مبيناً أن أصالة سموه، وترعرعه في بيت عريق، وثقافته الواسعة، ووعيه واستيعابه لطبقات التأريخ ماضياً وحاضراً، أثراً كبيراً وبالغاً في تكوين شخصيته الثقافية والقومية والإنسانية، ودوره المتميز في بناء الشارقة، والإمارات، ولمّ الصف العربي بجميع الوسائل الفاعلة كتأسيس جمعيات حماية اللغة العربية، والمؤسسات والمعاهد، وغيرها حتى أصبح قدوة للناس في القول والفعل والتوجه والأصالة التي تجلب الفخر والعرفان والخلود، وتتيح المزيد من الفهم لتجربته الأدبية الكبيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©