الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفجيرة.. سحر المكان وعذوبة النبع و«رئة الإمارات»

الفجيرة.. سحر المكان وعذوبة النبع و«رئة الإمارات»
26 أكتوبر 2013 13:59
تترامى أطراف الدولة الاتحادية، محتضنة التاريخ، والطبيعة، والتطور، ومعهم الإنسان الإماراتي الذي هو غاية ذلك كله. وتضيف إمارة الفجيرة إلى البناء الاتحادي سحراً من نوع خاص، في جهة الشرق، بفضل موقعها الاستراتيجي، الذي جعل منها المنفذ الوحيد لدولة الإمارات إلى المحيط الهندي. ترجع الأهمية التاريخية للفجيرة إلى عصر ما قبل ميلاد السيد المسيح "عليه السلام"، حيث كانت تعرف في التاريخ القديم باسم أرض جبابرة البحار، فيما تظهر الحفريات الأثرية أن الإنسان استوطن هذه المنطقة منذ العصور الحديدية. آمنت الفجيرة كسائر إمارات الدولة، بقوة الوحدة، التي تجلت في فكر الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومن ثم وقعت على الدستور المؤقت للبلاد، كعضو في اتحاد الإمارات الذي خرج إلى الدنيا من دار الضيافة في دبي، بحضور الحكام. يمتد ساحل الإمارة على طول 90 كيلومتراً على خليج عُمان، وتبلغ مساحتها نحو 1165 كيلومتراً مربعاً، ما يضعها في المرتبة الخامسة بين إمارات الدولة من حيث المساحة. وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، شهدت الإمارة نمواً اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة. كما منحها تميّزها بالأفلاج والعيون مثل نبع الوريعة وعين مضب السياحي الذي يستخدمه القادمون للاستشفاء، بعداً سياحياً يستهوي الأفئدة. وتستقطب الإمارة الزوار والسائحين بما فيها من معالم تاريخية ومواقع أثرية، إلى جانب العوامل المناخية المتمثلة في شمسها المشرقة على مدار العام. ومنذ إقدامها على تأسيس منطقة حرة للتجارة قبل أكثر من عقد من الزمن، شهدت الحركة الاقتصادية والتجارية في الإمارة انتعاشاً وازدهاراً ملحوظين، وتغطي الشركات القائمة في المنطقة الحرة تشكيلة واسعة من النشاطات الاقتصادية، بما فيها الاتصالات، والهندسة، والصناعة التحويلية، إلى جانب الأنشطة التجارية. على صعيد آخر، تشهد الفجيرة نمواً كبيراً لمكانتها كوجهة سياحية، وذلك بفضل ما تتمتع به من جمال طبيعي، يتمثل في شواطئ نظيفة طويلة، وجبال عالية، وواحات ندية. واليوم، يفخر أهل الفجيرة بالاسم الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على الإماراة بأنها "رئة الإمارات". في بوابة البلاد الشرقية دورات متلاحقة من النمو على مدى عمر الاتحاد السيد حسن (الفجيرة) - شهدت إمارة الفجيرة على مدى عمر دولة الاتحاد، تطورات كبيرة ومتلاحقة على كافة المستويات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والسياحية والثقافية والفنية وغيرها. وكان للتوجيهات السامية الصادرة عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأثر الكبير والدور الفاعل في إحداث التطور الهائل الذي تشهده الإمارة حالياً شأنها في ذلك شأن باقي إمارات الدولة. كما كان لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، الدور المكمل لتوجيهات القيادة الرشيدة في سرعة إنجاز المشاريع، لاسيما فيما يخص تخصيص الأراضي وإقامة البنية التحتية للمشاريع الكبرى. ومنذ قيام الاتحاد، بدأ المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في توجيه عجلة النمو والتنمية في مختلف مناطق الدولة، وأمر بتعبيد طريق يصل الفجيرة والمنطقة الشرقية بباقي الإمارات الأخرى، ما مثل نقلة نوعية أتاحت للمواطنين في الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية السفر والتنقل بين إمارات الدولة. وفي مرحلة لاحقة من مراحل التنمية الشاملة بالدولة، أمر “طيب الله ثراه” بإقامة ميناءين في الفجيرة، ميناء بحري يربط الدولة بالعالم الخارجي بعيداً عن مضيق هرمز، ومطار الفجيرة الدولي، وتوالت مشاريع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في الفجيرة، لتطال كافة المرافق الصحية والتعليمية والكهرباء والماء. ثمّ أمر “رحمه الله” بإنشاء المدارس في كل منطقة والمستشفيات والمراكز الصحية في المدن والمناطق النائية، وشبكة طرق داخلية وخارجية تربط المدن بضواحيها، كما أمر بإقامة محطة قدفع 1 للكهرباء والماء لتوصيل الكهرباء والماء لكافة المناطق. وواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مسيرة والده القائد المؤسس في إحداث التنمية الشاملة والمستدامة في كافة الإمارات ومن بينها الفجيرة. وتم خلال السنوات الأخيرة تشييد عدد كبير من المساكن الشعبية في الفجيرة، باعتبار أن السكن هو الأهم في حياة المواطن، إضافة إلى عمل الصيانة اللازمة لمئات من بيوت المواطنين في الضواحي، خاصة مسافي والبثنة والبليدة ومربض وغيرها. ويُجرى حاليا تشييد مجمع خليفة السكني في منطقة الرفاع بمدينة دبا الفجيرة، ويضم ما يزيد على 400 مسكن للمواطنين، ضمن مشاريع برنامج زايد للإسكان والتي وجه بإقامتها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله. ولا تتوانى الدولة في دعم ملف الطرق الرئيسية والداخلية في الفجيرة، فقد نفذ عدد من الطرق الحيوية والهامة، منها طريق الطويين الذي يربط مدن دبا الفجيرة ودبا الحصن بمدن الذيد ورأس الخيمة والإمارات الأخرى، وطريق الشيخ خليفة بن زايد في الفجيرة، والذي يعد نقلة نوعية هائلة في حركة السفر والتنقل ما بين الفجيرة ومدن الدولة الأخرى، وتبلغ تكلفة الطريق ما يزيد على 1.7 مليار درهم، واستغرق تنفيذه 5 سنوات متواصلة ونفذ على 4 مراحل، الأولى من بداية الطريق وحتى وادي اصفيني بطول 22 كيلومترا وبكلفة 370 مليون درهم، والثانية من تقاطع اصفيني وحتى منطقة الفرفار على الطريق وبلغت تكلفة تلك المرحلة 670 مليون درهم، بينما تبدأ المرحلة الثالثة من تقاطع الفرفار وحتى مدخل مدينة الفجيرة بكلفة 420 مليون درهم. واعتمدت لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، قبل شهور خطة شاملة لتشييد 68 سدا وحاجزا وقناة مائية في الفجيرة، وفق دراسة ميدانية قامت بها اللجنة بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، وتهدف إلى حماية كافة المناطق الواقعة خلف الجبال وفي مجرى الوديان من سيول الأمطار، والعمل على تأمين وصول المياه إلى المخزون الجوفي، والحفاظ على هذا المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية العذبة من التشتت والضياع في الوديان والسهول والبحر. وشهدت الفجيرة تطورا كبيرا على مستوى التعليم، حيث زاد عدد المدارس من 10 مدارس خلال السنوات العشر الأولى من قيام دولة الاتحاد، إلى أن وصل إلى 62 مدرسة وروضة حكومية وخاصة حتى الآن في الفجيرة. وضمن خطة شمولية أعدتها إدارة التخطيط الحضري بوزارة الأشغال العامة بالتعاون مع منطقة الفجيرة التعليمية، من المقرر زيادة عدد المدارس مع بداية العام 2030 لتصل إلى 150 مدرسة وروضة في مختلف مدن ومناطق الفجيرة البعيدة. واستجابة لخطة تطوير التعليم وبنيته الأساسية في إمارة الفجيرة، وجه صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بتخصيص 5 قطع أراض لإحلال مدارس قروية قديمة واستحداث أخرى. وأولت القيادة الحكيمة وحكومتها الرشيدة، دعما فائقا للمشاريع الصحية في الفجيرة، وتم خلال السنوات الماضية انجاز عدد من المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة، كما تم دعم ملف التوطين داخل المنشآت الصحية باستقطاب العديد من الكوادر الوطنية في مختلف الوظائف الطبية والفنية والإدارية، وإتاحة الفرصة أمامهم لاستكمال تعليمهم العالي. وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وضمن مبادراته الرائدة بإيصال المياه المحلاة إلى جميع مناطق الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية، حيث يتم حاليا وتنفيذا لتلك التوجيهات السامية، تشييد محطة جديدة ينتهي العمل بها في شهر ابريل من العام القادم، وتبلغ تكاليف المحطة وإمدادات الخطوط ما يقارب 550 مليون درهم. أقامت الفجيرة ميناء متعدد الاستخدامات لا تهدأ فيه الحركة، لا سيما وأنه يتيح مزاولة نشاطات متنوعة، مثل مناولة الحاويات (الكونتينرات)، ونقل المواشي الحية، وخدمات تموين السفن وصيانتها وإصلاحها، إلى جانب تزويد السفن بالوقود. يجدر بالذكر هنا أن ميناء الفجيرة يعتبر بالنسبة لحركة الملاحة العالمية واحداً من أبرز ثلاث محطات للتزود بالوقود على مستوى المعمورة برمتها، ويشاركه في هذه المكانة المتميزة كل من ميناء سنغافورة وميناء روتردام. وافتتح مؤخرا أول خط بترولي قادم من منطقة حبشان بإمارة أبوظبي إلى الفجيرة، لتصدير 1.5 مليون برميل من النفط الخام يوميا عبر ميناء إمارة الفجيرة، وبذلك يمكن لأبوظبي أن تصدر أكثر من 79 في المئة من الطاقة الإجمالية لإنتاجها من النفط عبر الفجيرة من دون المرور بمضيق هرمز. من ناحية أخرى، ارتفع عدد الفنادق ليصل إلى 16 فندقا العام الجاري، وبلغ عدد الغرف 2279 غرفة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الفنادق بحلول العام القادم إلى 20 فندقا وحوالي 4000 غرفة، كما قدرت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار عدد السياح الذين زاروا الفجيرة العام الماضي 1.5 مليون سائح، من المتوقع أن يصلوا إلى 2 مليون سائح خلال العام المقبل. ينابيع تحت الجبال لم تثبت رواية أكيدة حول تسمية إمارة الفجيرة بهذا الاسم.، غير أن أرجح ما يعتقده المؤرخون أن التسمية جاءت نسبة إلى تفجر الينابيع المائية من تحت الجبال. وتعتبر الفجيرة هي المديـنة الوحيدة التي تطل بكاملها على خليج عمان؛ ما أكسبها مناخًا ألطف من مدن الساحل الغربي، وتنقسم إلى جزءين منفصلين بشريط ساحلي طوله 70 كم من الجنوب، وحتى مدينة دبـا في أقصى شمال الإمـارة، حيث يفصلهما مدينـة كلباء التابعـة لإمارة الشارقة. وتعد الفجيـرة مقصدًا للاستجمام والاسترخاء بعيدًا عن ضجة المدن المزدحمـة، ويقصدها الكثير من الناس بغرض السباحة والغوص وركوب الزوارق السريعة والجيت سكي. تقع في حضن المحيط الهندي على الساحل الشرقي، تستعرض أميالا طويلة من الشواطئ الرملية الذهبية والبحر الأزرق الساحر المتلألئ تحت أشعة الشمس. تتميز الفجيرة بتضاريسها الطبيعية الخلاّبة، فسلسلة جبال "هاجر" التي تقسم الإمارات الى قسمين وتمتد من رأس الخيمة الى العين هي التي تعزل الفجيرة عن باقي الإمارات. كما تحيط بها الوديان من اسفل التي بدورها تحتضن الحصون والقلاع التاريخية القديمة ويحيط بها النخيل من جميع جوانبها. وتتميّز الإمارة بأفلاجها وعيونها مثل نبع الوريعة وعين مضب السياحي الذي يستخدمه القادمون للاستشفاء من أمراض الروماتيزم. يوجد في الإمارة منتجع عين الغمور الذي يقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً جنوب مدينة الفجيرة ويقصده الزوار من مختلف أنحاء الإمارات وبعض الدول المجاورة. ويعتبر وادي حام أكبر وأطول الوديان الجارية، وهو ينبع من منطقة مسافي ويجري مسافة 30 كيلومترا الى السد المقام عليه. أما وادي زكت فيق في منطقة ضدنا على بعد ثمانية كيلومترات من الشاطئ وفيه أكبر سدود الفجيرة. كما يعد وادي الوريعة مقصداً سياحيا هاما بمناظره الطبيعية الساحرة على بعد 45 كيلومترا شمال مدينة الفجيرة. وتتكون شلالات مسافي من ينابيع في منطقة مسافي وتصب في وادي سيجي، فيما يبعد وادي الطويان نحو 45 كيلومترا من مدينة الفجيرة ويمكن الوصول اليه من طريق جبلي بسيارات الدفع الرباعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©