عواصم (وكالات) - كشف وزير المالية التركي محمد شيمشك أمس أن بلاده أنفقت 400 مليون ليرة (220 مليون دولار) من الميزانية الحكومية على اللاجئين السوريين حتى الآن. في وقت بدأ فيه برنامج الأغذية العالمي بالاشتراك مع الهلال الأحمر التركي برنامجاً لتوزيع بطاقات الكترونية على آلاف اللاجئين السوريين في المخيمات لكي يتسنى لهم إطعام أنفسهم، ويدشن البرنامج بتوزيع البطاقات في بادئ الأمر على نحو 25 ألف لاجئ يعيشون في مخيمات كيليس وهاتاي قبل أن يتوسع لمساعدة أعداد أكبر. بالتوازي، حث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس، المجتمع الدولي على الاستمرار في مساندة جهود بلاده لتقديم الخدمات لآلاف اللاجئين السوريين، وفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي. جاء ذلك خلال استقبال العاهل الأردني في عمان وزير الخارجية البرازيلي أنطونيو باترويتا مبيناً أن عدد اللاجئين السوريين في المملكة تجاوز 200 ألف لاجئ، وأشار إلى معاناة المملكة من شح الموارد التي تعينها على توفير الخدمات الأساسية التي يحتاجها اللاجئون. وغداة إعلان الوكالة التركية لإدارة الطوارئ والكوارث أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأراضي التركية تجاوز 100 ألف شخص، أكد وزير المالية محمد شيمشك إن إجمالي المبالغ الحكومية التي أنفقتها أنقرة على اللاجئين السوريين حتى الآن بلغت 400 مليون ليرة (220 مليون دولار). ويوجد 13 مخيماً للاجئين السوريين بالمحافظات الحدودية خاصة كيليس وهاتاي. من ناحيته، بدأ برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي توزيع بطاقات الإلكترونية على آلاف اللاجئين في المخيمات التركية. والبطاقات الإلكترونية التي يمكن استخدامها في المتاجر الكبيرة، لا تفيد اللاجئين فحسب بل الاقتصاد المحلي أيضاً. وقال دالي بلقاسمي المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي إن هذه البطاقات تمكن اللاجئين من شراء الطعام دون الاضطرار إلى دفع أموال مقابل ما يشترون من سلع. وأضاف “برنامج الأغذية العالمي والهلال الأحمر التركي طورا هذه البطاقة وهي نوع من بطاقات الائتمان حيث يمكن للاجئين السوريين الذهاب بها إلى متجر كبير”. بالتوازي، ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف أمس، أنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي التخطيط لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين السوريين، حتى إذا كان تدفق المهاجرين منخفضاً حتى الآن. وانتقدت الوكالة الاتحاد الأوروبي بسبب عدم تحقيق المساواة في تطبيق قوانين اللجوء. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أدريان إدواردز، إنه “في اليونان، على سبيل المثال، لم يحقق نظام اللجوء الحماية اللازمة للعديد من اللاجئين”. وأضاف أن بعض دول الاتحاد الأوروبي ترفض أكثر من 50% من طالبي اللجوء السوريين. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله أمس، أن بلاده “على استعداد مبدئياً” لاستضافة سوريين لاجئين في تركيا، وإنما في إطار خطة دولية. وصرح فسترفيله لصحيفة “راينيتشي بوست” الإقليمية أن “برلين على استعداد مبدئياً لاستضافة لاجئين سوريين”، لكنه دعا إلى وضع خطة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات التي تساعد اللاجئين. وقال أيضاً إن “القسم الأكبر من اللاجئين يريدون البقاء في المنطقة الحدودية مع تركيا ليتمكنوا من العودة فوراً إلى بلادهم عندما تسمح لهم الظروف بذلك مجدداً”. وأضاف الوزير الألماني أن بلاده تشدد لهذا السبب على المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين في مكان تواجدهم بالمناطق التركية الحدودية. وأمس الأول، دعا الوزير التركي المكلف الشؤون الأوروبية ايجيمن باجيس الاتحاد الأوروبي إلى استضافة لاجئين سوريين، وذلك في مقابلة مع صحيفة “داي فلت” الألمانية. إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى اليزابيث بيريز فى مؤتمر صحفى بجنيف أمس أن حوالي مليون ونصف المليون سوري من النازحين فى الداخل قد حصلوا على مساعدات غذائية فى شهر سبتمبر الماضى وذلك فى 14 أقليماً سورياً بمساعدة الهلال الأحمر السورى الذى يقوم بمهمة التوزيع. وقالت المتحدثة باسم البرنامج أن عدداً آخر من المناطق السورية والتى تشهد تصعيداً للنزاع المسلح مثل المدينة القديمة فى حمص ودير الزور ودرعا وحلب مازالت تبذل محاولات لايصال بعض المساعدات الغذائية إليها وحيث لم يستطيع أحد الوصول خلال الفترة الماضية بسبب الاشتباكات وتعقيدات الظروف الأمنية. وأضافت أن فريقاً تابعاً لبرنامج الغذاء العالمى قد زار بعض المحافظات السورية للوقوف على طبيعة الوضع الغذائى. وأكدت المتحدثة أن المنظمة الدولية سوف تقوم بتوسيع عملياتها لتشمل أيضاً اللاجئين السوريين فى دول الجوار وأن المنظمة مستعدة لتقديم المساعدات الغذائية إلى أكثر من 460 ألف لاجئ سورى مع نهاية العام الحالى.