أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس اعتقال 615 من قياديي حزب البعث المنحل أغلبهم من محافظات الوسط والجنوب، مؤكدا عزم مجلس الوزراء رفض طلب محافظة صلاح الدين بتشكيلها إقليما مستقلا، وسط مساعي محافظات البصرة وذي قار والمثنى وميسان لتشكيل إقليم واحد مستقل، كما تبحث الأنبار إعلانها إقليما مستقلا. فيما قتل 7 أشخاص وأصيب 14 آخرون في أعمال عنف بعدة مدن عراقية. وقال المالكي في لقاء مع قناة “العراقية” الحكومية “لا بد من الفرز بين البعثيين الذين يعملون في دوائر الدولة ومؤسساتها، وانسجموا مع العملية السياسية وتصدوا للإرهاب وبين البعثيين الصداميين الذين يتعاونون مع القاعدة ويعملون على إسقاط العملية السياسية”. وأشار المالكي إلى أن “الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية مؤخرا تمت بناء على معلومات وأدلة كثيرة، وشملت الذين يستهدفون أمن الدولة واستقرارها وقد وصل عددهم إلى 615 شخصا من جميع المحافظات، أغلبهم من محافظات الوسط والجنوب”. وأضاف “من يتحدث عن استهداف مكون معين في هذه العملية هو من يخطط لانقلاب طائفي وبعض شركاء العملية السياسية كانوا غطاء للبعث الصدامي وفيهم من لا يعلم أنهم مستهدفون بالمؤامرة”. وقال إن “حزب البعث حزب محظور بموجب الدستور، لأنه حزب مجرم أسقط السيادة الوطنية واستهدف عموم أبناء الشعب العراقي”. ورأى المالكي أن “عقلية البعث هي عقلية المؤامرة والانقلابات وليس له طريق غير ذلك”، مؤكدا أن “هذا ما لا يمكن تحقيقه في ظل النظام الجديد الذي أصبح قويا ومدعوما من قبل الشعب”. ونبه إلى أن “حزب البعث يريد أن تكون محافظة صلاح الدين ملاذا آمنا لهم ولكن هذا لن يحصل بوعي أهالي المحافظة”. وبخصوص إعلان صلاح الدين إقليما، أقر المالكي بأن “الفيدرالية قضية دستورية”، ولكنه أكد أن “مجلس محافظة صلاح الدين ليس من حقه إعلان هذا الأمر، إنما هو يطلب ذلك ويقدمه إلى مجلس الوزراء ليخضع إلى الإجراءات الدستورية”. وأعلن أن “مجلس الوزراء سيرفض طلب مجلس محافظة صلاح الدين بإعلان إقليم لأن الهدف من الإعلان هو حضانة حزب البعث”. وكانت صلاح الدين أعلنت الخميس تحويل المحافظة إلى إقليم منفصل إداريا واقتصاديا. من جهة أخرى ذكرت مصادر سياسية من محافظة البصرة جنوب العراق لـ”الاتحاد” أن مجلس المحافظة سيعقد اجتماعا اليوم لمناقشة الطلب الذي قدم سابقا لإعلان البصرة إقليما مستقلا إداريا واقتصاديا. وأضافت أن شوارع البصرة امتلأت ومنذ الخميس وبعد إعلان صلاح الدين إقليما مستقلا، بلافتات تطالب بإقامة إقليم البصرة. وأكدت وجود مشاورات لانضمام محافظات ذي قار وميسان والمثنى لتكوين إقليم يضم أربع محافظات مع البصرة. من جانبها دعت جماعة علماء العراق في الجنوب الأطراف السياسية إلى المزيد من الحكمة في معالجة الأحداث التي تطرأ على البلد، خاصة فيما يتعلق بالاعتقالات الأخيرة. واعتبرت إعلان إقليم محافظة صلاح الدين بأنه “قضية قانونية” . وفي محافظة الأنبار أكد زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة أن “مجلس محافظة الأنبار سيعقد اجتماعا طارئا لمناقشة إمكانية اتخاذ قرار بشأن الفيدرالية الإدارية ومنح الصلاحيات الواسعة للمحافظة”. وبين أن “المجلس سيدرس إمكانية إقامة إقليم فيدرالي كما نص عليه الدستور العراقي دون الحاجة إلى التصويت”. وأضاف أن “الفيدرالية ليست تقسيما، وإنما ممارسة لصلاحيات واسعة تتيح للمحافظة البناء والإعمار وفقا للدستور الذي وضعه من هو موجود الآن في رئاسة الحكومة والجمهورية”، مؤكدا أن “الأنبار ومجلس صحوات العراق يقفان بشدة ضد مشاريع تقسيم العراق”. وأوضح أن “المجلس سيناقش أيضا اعتقالات ضباط الجيش العراقي من قبل قوات أمنية واقتيادهم إلى بغداد”، معتبرا أن “الحكومة المركزية تجاوزت في هذا الأمر على صلاحيات المحافظة التي تمتلك قوات أمنية ومحاكم ومجلس قضاء”. وأكد أن “الأمور تسير بطريق مسدود مع بغداد”. وكان محافظ الأنبار قاسم الفهداوي أكد أن وزارة الداخلية تعهدت بإطلاق سراح المعتقلين من أهالي المحافظة خلال 48 ساعة، وأشار إلى وجود اعتصامات في مدن المحافظة وغضب شديد في الشارع تجاه الحكومة. ميدانيا قتل مسلحون مجهولون اقتحموا محلا لبيع المجوهرات صباح أمس فتيين (14 و17 عاما) كانا في المحل أثناء غياب والدهما باستخدام أسلحة كاتمة للصوت. وفي بغداد قتل موظف في وزارة العلوم والتكنولوجيا بانفجار عبوة لاصقة على سيارته في حي الإعلام. وأصيب اثنان من المارة بانفجار عبوة لاصقة على سيارة شرطي في نفس الحي. كما أصيب شرطي ومدنيين اثنين بانفجار قنبلة على الطريق في حي السيدية. وفي محافظة ديالى قتل صاحب محل لبيع المشروبات الكحولية بهجوم مسلح أمام منزله في ناحية دلي عباس شمال بعقوبة. وفي الموصل بمحافظة نينوي قتلت امرأة في الثلاثينيات بهجوم مسلح لدى تواجدها في سوق شعبي بحي الرفاعي وسط المدينة. كما أصيب طفل باشتباكات بين الشرطة ومسلحين مجهولين في منطقة الزنجيلي. وأصيب ثلاثة من الشرطة في غرب الموصل بانفجار قنبلة. وفي محافظة الأنبار أصيب جنديان عراقيان بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة جنوب الفلوجة. كما قتلت الشرطة مسلحا يقود سيارة مفخخة حاول تفجير نفسه على دورية للجيش العراقي في إحدى المناطق جنوب الفلوجة. وفي محافظة صلاح الدين قتل ضابط شرطة وأصيب ثلاثة آخرون بهجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في بلد.