الناس مشغولون بالنصوص وليسوا مشغولين بمعانيها ومراميها.. مشغولون بالقوانين وليسوا معنيين بتطبيقها.. مشغولون بالمظهر ولا يهتمون بالجوهر.. مشغولون بالنظرية وليسوا مكترثين لتطبيقها.. وكثيرون جداً لا يلتزمون من تلقاء أنفسهم ولابد أن يتم إلزامهم.. وقليلون جداً يلتزمون بالقواعد السلوكية والقيم من تلقاء أنفسهم حتى إذا لم يكن هناك قانون.. هناك من يكسرون القواعد ويخرقون القوانين وهم على علم بوجودها وهناك من يحترمون القواعد والقوانين حتى إذا لم يكونوا يعلمون بها.. هناك من تردعهم القوانين وهناك من تردعهم ضمائرهم وأخلاقهم وقيمهم.. وهؤلاء قلة قليلة جداً.. وهناك دول كثيرة تعيش بلا دساتير وبلا ترسانات قوانين لكن الأعراف والقيم والضمائر هي التي تحكم حركتها وتضبط إيقاعها.. وهناك دول فيها قانون لكل فرد.. بها ترسانات هائلة من القوانين والقرارات واللوائح ومع ذلك ينخرها سوس الفساد وتعمها الفوضى ويحكمها قانون الغاب وتظل فيها القوانين والقرارات واللوائح مجرد حبر على ورق.. وتظل تعزف على القانون لحناً لا يسمعه أحد!! أبو فاطمة - دبا الحصن