اتهم القائد العسكري المنشق، اللواء علي محسن الأحمر، أمس الاثنين، الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، بـ”التحضير لعمل عسكري واسع النطاق” ضد معارضيه الذين يطالبون بتنحيه، فيما أكدت مصادر عسكرية إعطاب مقاتلتين في انفجارات استهدفت قاعدة جوية مجاورة لمطار صنعاء الدولي، الليلة قبل الماضية، ما أدى إلى إغلاق المطار أمام حركة الملاحة الجوية لنحو ساعتين.وقال اللواء الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، الذي انشق عن النظام الحاكم أواخر مارس الماضي، إن الرئيس صالح يحضر “لعمل عسكري واسع النطاق” ضد معارضيه في العاصمة صنعاء ومدينة تعز(وسط)، ثاني كبرى المدن اليمنية بعد العاصمة.ومنذ يناير، يواجه صالح (69 عاما) أعنف حركة احتجاجية شعبية مناوئة له منذ توليه السلطة قبل أكثر من 33 عاما. وأشار الأحمر، الذي تحمي قواته، منذ مارس، آلاف المعتصمين داخل مخيم احتجاجي مناوئ لصالح بالعاصمة صنعاء، إلى أن النظام الحاكم بدء منذ الأربعاء الماضي، ب”استحداث مواقع عسكرية جديدة، ونشر قواته بكافة أسلحتها في أنحاء صنعاء، وتعز” التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الشبابية المطالبة برحيل الرئيس صالح.واتهم اللواء الأحمر، في بيان صدر عما يسمى بـ”الجيش المؤيد للثورة”، النظام بإخفاء قوات عسكرية داخل الأحياء السكنية في صنعاء وتعز، فضلا عن تغيير زي القوات العسكرية الموالية له، في إشارة إلى قوات الحرس الجمهوري، بزي قوات الأمن وشرطة النجدة “للتضليل على المراقبين وأبناء الشعب اليمني”، معتبرا ذلك “خطوة هستيرية تهدف لحشد أكبر قدر من قواته لاعتداء جديد يخطط له”.ولفت البيان إلى نظام صالح “بدأ ينحو منحى جديدا عبر تهديده للمجلس الوطني وشباب الثورة والجيش المؤيد لها”، مشيرا إلى أن إمهال الرئيس صالح المعارضة ثلاثة أيام “من أجل الرضوخ لشروطه، قبل اتخاذه إجراءات أحادية، مجرد ذر للرماد على العيون، لأنه على الأرض يجهز لاعتداء مسلح بكافة أنواع الأسلحة”.كما اتهم البيان، الذي تناقلته صحف معارضة، الرئيس صالح بالتخطيط لسلسلة اغتيالات لقادة المعارضة “وتلفيق تهم لهم كمسوغ لاستهدافهم”، وقال إنه “هدد” لجنة الوساطة بين الحكومة والمعارضة المسلحة، بشقيها العسكري والقبلي، بـ”إعطائه “المبررات لتسويغ اعتداءاته”.وأشار بيان “الجيش المؤيد للثورة” إلى أن الرئيس اليمني “يحاول القيام بخطوات تجاه الجيش والقوات المسلحة لا يحق له اتخاذها لعدم شرعيته”، حسب وقوله، لافتا إلى إقالته قادة عسكريين أعلنوا تأييدهم للاحتجاجات المناهضة له.وكان انشقاق اللواء الأحمر، وهو أبرز أركان نظام صالح على مدار 32 عاما، أوجد انقساما حادا داخل المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن، ما أثار مخاوف اندلاع حرب أهلية في هذا البلد. من جانب آخر، تظاهر آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الاثنين، في العديد من المدن للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود ونيف.وجاب آلاف المحتجين شوارع بلدة دمت بمحافظة الضالع (جنوب) للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم، الذي وصفه بـ”العائلي”.وطالب المحتجون، الذين رفعوا أعلام وطنية، بالزحف إلى العاصمة صنعاء لإسقاط النظام الحاكم، وهتفوا “لا تراجع وانكسار، يا أبناء دمت الأحرار.. وهذه رسالة من الضالع، طالع لك يا علي طالع”. وجابت مسيرة مماثلة شوارع مدينة البيضاء(وسط) للتنديد بما وصفها المتظاهرون “جرائم الاختطاف” التي يرتكبها النظام الحاكم ضد أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بالوقوف مع “مطالب الشعب اليمني العادلة”.كما جاب آلاف المحتجين عددا من شوارع مدينة تعز(وسط) التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الشبابية منتصف يناير الماضي، للمطالبة بالحسم الثوري وإسقاط النظام الحاكم. ودعا المحتجون المجتمع الدولي إلى اتخاذ “قرارات حاسمة” لإيقاف ما وصفوها بـ”مجازر صالح”. وأعلنت مصادر إعلامية في حركة الاحتجاج بمدينة تعز، إصابة أحد أعضاء اللجنة الأمنية في المخيم الاحتجاجي بالمدينة، قالت إنه برصاص قوات عسكرية موالية للرئيس علي عبدالله صالح، ومرابطة على سطح معهد صحي حكوميي.وفي مدينة ذمار (وسط)، فرقت قوات الأمن اليمنية، بإطلاق أعيرة نارية، تظاهرة للعشرات من العاملين في مستشفى حكومي بالمدينة القبلية، دون أن ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وكان المتظاهرون قطعوا الطريق الرئيسي بالمدينة، معلنين إضرابا مفتوحا على خلفية اختطاف سيارة كانت تقل ممرضات، قبل يومين، من قبل مجموعة مسلحة تتبع أحد النافذين.وفي صنعاء، نفذت المئات من طالبات جامعة صنعاء وقفة احتجاجية، مساء أمس الاثنين، للتنديد بقرار نقل الدارسة إلى مقار بديلة خارج الحرم الجامعي.كما نظم عشرات الصحفيين والحقوقيين، في وقت سابق أمس الاثنين، مسيرة تضامنية مع صحفي تعتقله السلطات اليمنية على خلفية الاحتجاجات المناهضة للرئيس اليمني, حسب مصادر بالمعارضة.