بكين (وكالات) - عززت السلطات الصينية أمس التدابير الأمنية في بكين، وسط دعوات أطلقتها الصحافة لتشديد مكافحة الإرهاب بعد الاعتداء الذي نفذه متطرفون في ساحة تيان آن مين الاثنين الماضي. وكتبت صحيفة “تشاينا ديلي” في مقال “أن الإرهاب يسعى الى ضرب قلب الأمة بالذات”، مشيرة الى أن منفذي الهجوم سيسجلون في التاريخ كـ”قتلة وليس كأبطال”. وكانت الشرطة أكدت أن ثلاثة اويجوريين ينتمون الى عائلة واحدة من منطقة شينج يانج ذات الغالبية المسلمة اندفعوا بسيارتهم المحملة بصفائح بنزين لاقتحام مدخل المدينة المحرمة في هجوم انتحاري أسفر أيضاً عن سقوط قتيلين و40 جريحاً. وقد تموضعت قوات خاصة من الشرطة العسكرية أمس في ساحة تيان آن مين (احد المواقع الأكثر تحصيناً في الصين والتي كانت مسرحاً للقمع الدامي في يونيو 1989 للحركة المطالبة بالديمقراطية). ونددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينج باعتداء ضد الانسانية والمجتمع، ونبهت الى انه “خطأ كبير” الربط بين الاعتداء وسياسة الحكومة في شينج يانج. بينما كتبت صحيفة جلوبال تايمز في مقال افتتاحي “ان ارهابيي شينج يانج يوسعون نطاق أنشطتهم”، وأضافت “أن تصميمنا يجب ان يكون أقوى من تصميمهم”. وحذرت الصحيفة من أن الصراع سيؤثر لا محالة على حياة سكان شينج يانج. ورفض الاويجور في بكين اتهامات الارهاب، واكدوا ان ما حصل في تيان آن مين يستخدم ذريعة لتشديد القمع في شينج يانج. وقال شخص ينتمي الى الاويجور طلب عدم كشف اسمه في حرم جامعي في بكين “لا اعتقد انه يوجد منظمة إرهابية اويجورية واحدة، لكن الصين تلصق بنا صفة الارهابيين”. بينما قال عالم سيتوف المتحدث باسم المؤتمر العالمي الاويجوري في المنفى “إن تأكيد الصين يصعب تصديقه من جوانب عدة ومشين من جوانب أخرى”، وأشار الى عدم تماسك رواية السلطات حول الوقائع التي حصلت في تيان آن مين. وحسب الشرطة فإن ركاب السيارة الثلاثة ينتمون الى عائلة واحدة: السائق عثمان حسن برفقة والدته وزوجته. وتساءل سيتوف “لماذا اصطحب السائق والدته وزوجته (في هجوم انتحاري)؟”. كما عبر عن اندهاشه لعثور الشرطة على لافتة مع كتابات دينية اصولية في سيارة تعرضت للاشتعال.