حوارـ سلمان كاصد: ''هو خالد المحمود في ارتباكه ووحدته الفسيولوجية ·· يأتي ببعض المتع ليعيش دائما بطريقته وشكله وحضوره ·· كما الظل يركن عالمه، ويدخّن الضرورات مع سيجارته الكوبية، ويلفظ عبر الأرق شكل الاختلاء، وصمته الدائم بينما العالم فم مفتوح ·· هنا نجده كي يبدأ اللحن ونتعمد البقاء بصمت'' هكذا وصف السينمائي الإماراتي خالد المحمود نفسه حين التقته ''الاتحاد'' حيث دار معه الحوار التالي: شعرية السينما ؟ كيف يمكن أن تصف لنا مفهومك لشعرية السينما أو السينما الشعرية التي رأيت أن تؤصلها كمفهوم عملي في أعمالك؟ ؟؟ السينما الشعرية تعبر بشكل أكثر بالصورة وتعمقها يبدو أكثر في الأشياء، فالأفلام العادية هي أكثر دراما ومباشرة في واقعيتها بينما الشعرية تتعمق في الأحاسيس وتفاصيل الأشياء بالصورة والألوان، أما إذا كان هناك حوار فيجب ألا يكون عادياً، بل هو كلام يضعنا في عالم آخر وبشكل بسيط هي السينما التي تدعوك لمشاهدة فيلم شعري وكأنك تبحر في سفينة وفي جولة تبحر في عالم آخر وكأنك تعيش لحظتها· ؟ لو حاولت أن تنقل لنا مسيرتك الإبداعية·· كيف تصفها؟ ؟؟ إلى الآن أرى مسيرتي في بدايتها وأتمنى أن يكون القادم أكثر، فلا زلت أجرب في الأشياء لأجد امكانياتي وكثير من الذين يقولون إن هذه الأفلام تشبهني أم لا، فأنا لم أجد ذلك· أما عن أفلامي فكان لدي فيلم تخرجي ''عملي وشخصي'' من أميركا·· وكان هو أول فيلم ثم بعد ذلك أخذت كورساً في صناعة السينما انتجت وأخرجت (شارع الأحلام المحطمة) وأخرجته في أكاديمية نيويورك التي تعمل ورشاً لصناعة الأفلام وكان بـ 16 ملم، ثم رجعت إلى الإمارات ومع مسابقة أفلام من الإمارات كان التشجيع مستمراً لنا لنقدم الأفضل ونستمر في هذه الصناعة وهذا المجال· أحاسيس وحالات ؟ ما القضايا التي تعالجها سينمائياً؟ ؟؟ بعض الأشياء التي عملتها كانت عبارة عن أفكار تدور في بالي وهي مثل ما قدمته في شارع الأحلام المحطمة واحتفال بالحياة· هناك أحاسيس وحالات تبنى على شيء بسيط شخصي أحاول أن أبني الفيلم عليها· إذ أعد ''احتفال بالحياة'' فيلماً تجريبياً وكان عبارة عن فكرة حاولت تجريبها بينما الأفلام الأخرى تعبر عن موقف· مثلاً عمل مثل (الحلاق) كان أكثر تجاربي الذي تناول موضوعاً واقعياً ومحاولة طرح الواقع هو البحث الجاد بينما الأفلام الأخرى كانت عبارة عن الواقع الممزوج بالخيال· ؟ ما العوائق التي يجب تذليلها لتفعيل دور السينما في الإمارات؟ ؟؟ إن الكثير من الشباب يشتكي أن أحد أهم العوائق هو الإنتاج وأنا أعتقد أنه الأكثر الذي نحتاجه هي الأدوات الاحترافية والتقنية العالية التي تساعدنا على تنفيذ أعمالنا بشكل أكثر حرفية، وبصورة إبداعية أفضل، وهذان العاملان هما أساس صناعة السينما فنحن لا نبتغي المال فقط، وإنما نريد أن نحصل على أرقى الأجهزة التي نصنع منها طموحاتنا وتسهل لنا هذه الصناعة· وأكيد اننا نحتاج ما نمول به باقي جوانب صناعة الفيلم من أجور للممثلين والعاملين والديكورات وغيرها· ويمكن أن نقول إن أهم شيء هو أن نحصل على اهتمام الدولة· ؟ كيف تنظر إلى مستقبل السينما الخليجية؟ ؟؟ السينما الخليجية وحتى الآن هي في بداياتها وهي في ظل التجارب ولكننا نرى عدة أعمال تبشر بالخير والكثير الذي لا يشجع كونه يسيء للسينما الخليجية والإماراتية تحديداً· وللأسف فإن هناك الكثير من الذي يسيء إلى هذه الصناعة والعاملين فيها من الشباب الخليجيين والإماراتيين· وأعرف الكثير الذين باستطاعتهم أن يعملوا أفلاماً طويلة أفضل بكثير من الأعمال التي ظهرت· ؟ ''شارع الأحلام المحطمة'' و ''أحلام في صندوق'' و ''فطور'' و ''الحلاق'' أفلام تشكل جزءاً من مسيرتك الإبداعية·· ما الجديد لديك؟ ؟؟ الجديد لدي هو قصة خيالية ''امرأة وولد'' وهو عبارة عن (حدوتة) أو قصة شعبية نوعاً ما وأسلوب الطرح فيها يختلف قليلاً عن السائد من الأفلام التي تتناول هكذا موضوعات· وكأننا قد صغنا طرحها للأطفال ولكنه ليس كذلك تماماً· قصة فيلم ؟ ما قصة فيلم ''قصة خيالية: امرأة وولد''؟ ؟؟ أرجو أن تعفيني من الإجابة حتى يبقى للفيلم طعمه الخاص، وهو سيعرض قريباً· ؟ حصلت على شهادة تقديرية في مسابقة أفلام من الإمارات كيف تنظر الى هذا المهرجان وما الذي يقدمه للسينما الإماراتية؟ ؟؟ الجوائز والشهادات اعتبرها حافزاً للناس كي يقدموا أفضل ما لديهم حتى يطوروا أنفسهم وأدواتهم وهذا يعطيك جو التنافس بين الشباب والاطلاع على ما أنتجه المبدعون من الشباب وهو مكان للالتقاء مع الآخرين الذين يشتغلون في نفس المجال ويلتقون بنفس الاهتمام وهو ما يجمعهم مع البعض· وهكذا تكون العلاقات التي من الممكن أن تساعدنا في أعمال مستقبلية مشتركة· ؟ هل استفدت من السينما الإيطالية ومن بازوليني وفيلليني تحديداً وكيف وظفت رؤيتهما في أعمالك؟ ؟؟ أستطيع أن أقول إن أول التقائي بالسينما بشكلها الصحيح كان من خلال كورس في إيطاليا وأنا أعتبر هذا الكورس أفهمني تجارب بازوليني وفيلليني ورؤيتهما وهو الذي أشعل الشرارة التي فيّ ورأيت فيها الأفلام بشكلها المختلف وليس مجرد تسلية ومطاردات وضحك وهذه الأشياء التي نراها عادة· لقد كان طرحها مختلفاً طبعاً، أنا أتمنى أن أعمل جزءاً من عمل هذين المبدعين الكبيرين· ؟ قلت في حوار سابق لك إن السينما الحقيقية هي التي تنخفض فيها نسبة الصوت ومن المهم هو الصورة·· هل ترى في الصورة أداة للقول وهل يقترب هذا المفهوم من '' كلود لولوش'' الفرنسي في ''رجل وامرأة''؟ ؟؟ أنا لم أر ''رجل وامرأة'' وقد مر علي اسم هذا الفيلم وليس الفيلم غريباً علي، فأنا أعرفه وهو في قائمة مشاهداتي المقبلة للتعرف على السينما العالمية التي تقدم الكثير من التجارب والطروحات· وفي هذا الموضوع أتفق تماماً مع هذه الفكرة بأن الأساس لابد أن يكون الصورة· ودائماً ما نقول إن المسرح يمتلك لغة الخطاب فإن السينما تمتلك اللغة البصرية·