واشنطن، بغداد (وكالات) - دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مساء أمس الأول أثناء زيارته الى واشنطن المجتمع الدولي إلى شن حرب عالمية ثالثة ضد فيروس تنظيم القاعدة»، عازياً تصاعد هجمات التنظيم في العراق خلال الأونة الأخيرة إلى الاضطرابات والفراغات السياسية في عدد من الدول العربية. وقال المالكي، خلال كلمة ألقاها في «معهد السلام» الأميركي في واشنطن، «نريد حرباً عالمية ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة وفروعه الفيروس الذي ينفخ “هواء فاسداً في كل المنطقة». وأضاف «نريد حرباً عالمية ثالثة ضد أولئك الذين يقتلون شعبنا ويريدون سفك الدماء، مقترحاً أن تستضيف بلاده مؤتمراً دولياً لمكافحة الإرهاب. وجدد تأكيده على حياد بلاده في الحرب الأهلية في سوريا. وقال «كل جهودنا يجب أن تتركز على منع تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى من الانتصار في سوريا». وتحدث المالكي عن المعاناة الناتجة عن العنف في أعقاب الغزو الأميركي للعراق وإسقاط نظامه السابق برئاسة صدام حسين عام 2003. وقال «كنا شركاء وسالت دماؤنا معاً في قتال الإرهاب. هذا سمح لنا بأن ننتصر على الإرهاب في العراق». وأضاف «المشكلة عادت اليوم وتجددت هجمات القاعدة في العراق بسبب الاضطرابات في المنطقة الناتجة عن ثورات الربيع العربي التي لم تتمكن من أن تملأ الفراغ بشكل صحيح. بقي هناك فراغ واستطاعت القاعدة والتنظيمات الإرهابية أن تستغله وتنزل في الميدان مرة أخرى مستفيدة من التفكك الذي حصل في بنية الدولة. لذلك نرى الواقع الذي نحن فيه والذي تسبب في عودة الإرهاب مستفيداً من الفراغات التي حصلت». وفي إجابته على أسئلة الحضور قال المالكي إن كل شيء فعله منذ تولى منصبه جاء وفقاً للدستور العراقي وأن القيادة العراقية لها رؤية مشتركة لمستقبل العراقيين بصرف النظر عما إذا كانوا سنة أو شيعة أو أكراداً. وقبيل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض أمس عقد المالكي اجتماعاً مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن هو الثاني من نوعه خلال يومين، قال مكتبه في بيان أصدره في بغداد إنه تم خلاله بحث سبل مكافحة الإرهاب والاتفاق على سلسلة خطوات لتحقيق نقلة كبيرة في العلاقات الثنائية وتطبيق «اتفاقية الإطار الاستراتيجي» بين الولايات المتحدة والعراق.كما التقى المالكي وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل ورئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي للمرة الثانية بعدما بحث معهما أمس الأول في الوضعين السياسي والأمني في العراق وسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي الثنائي في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. وقال، في بيان أصدره بعد اللقاء، «إن الإرهابيين اليوم يضربون ويفرون ولا يستطيعون السيطرة على طريق أو مدينة ولكنهم يكمنون لقتل أبرياء عزل هنا وهناك» وأضاف «طبيعة التحديات التي يواجهها العراق والمنطقة تتطلب مستوى أعلى من التعاون والتنسيق بين البلدين، والعراق يتبع استراتيجية متكاملة للقضاء على الإرهاب وإبعاد خطره عن العراقيين الذين يتوحدون في مواجهته لأنه يشمل الجميع في استهدافاته». وتابع «إن الظروف التي نمر بها الآن خطيرة ودقيقة، لكن العراق سبق وأن مر بأوضاع أصعب وخرج منها وتجاوزها». ونقل المالكي عن هاجل قوله «إن الولايات المتحدة على علم تام بما يحتاجه العراق في مواجهة الإرهاب، ويجب زيادة التعاون والتنسيق لإلحاق الهزيمة بالقاعدة». وذكر أن ديمبسي «رحب بوضع العراق استراتيجية شاملة لدحر الإرهاب وتنظيم القاعدة، متعهداً بدعم الولايات المتحدة لهذه الاستراتيجية».