عقيل الحلالي (صنعاء) بدأت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة اليمنية والتحالف العربي، أمس، استخدام صواريخ مضادة للدروع في معركتها ضد المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في تطور عسكري قد يعجل بطرد المتمردين من تعز ثالث مدن البلاد. وقال المجلس العسكري الذي يقود المقاومة المسلحة ضد المتمردين الحوثيين في تعز (جنوب غرب)، في بيان أصدره أمس السبت، إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة بدأت، وللمرة الأولى، باستخدام صواريخ تاو المضادة للدروع في مهاجمة دبابات ومدرعات ميليشيات الحوثي والمخلوع» التي تقاتل منذ أبريل لفرض سيطرتها على المدينة الاستراتيجية في جنوب غرب البلاد. وأوضح البيان أن مقاتلي المقاومة الذين كانوا يتسلحون فقط بأسلحة رشاشة متنوعة، حصلوا على الصواريخ المضادة للدروع، الأسبوع الفائت في إنزال مظلي قامت به مقاتلات التحالف العربي. ويرى مراقبون عسكريون ومسؤولون في المقاومة، أن تسلح المقاتلين المحليين بصواريخ مضادة للدروع سيحدث تكافؤاً «نوعاً ما» بين طرفي الصراع في تعز البوابة الجنوبية للعاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحلفائهم منذ 21 ديسمبر 2014. وقال عضو مجلس تنسيق المقاومة بتعز عبدالستار الشميري لـ«الاتحاد»: «حصول المقاومة على صواريخ مضادة للدروع سيحقق بلا شك تطوراً قتالياً لها في المعارك على الأرض»، مؤكداً أن المقاومة تمكنت في اليوم الأول لدخول هذه الصواريخ منظومتها التسليحية، في تدمير أربع آليات مدرعة كبيرة، بينها دبابة بالقرب من القصر الجمهوري الذي يسيطر عليه الحوثيون في شرق مدينة تعز. وذكر أنه تم رفد مقاتلي المقاومة في معظم جبهات القتال «بهذا السلاح النوعي». وتواصلت أمس المعارك العنيفة بين المقاومة والمتمردين في مناطق متفرقة بمدينة تعز وبلدات مجاورة، فيما شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غارات عديدة على مواقع وتجمعات المتمردين في المحافظة. وأحبط الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوماً للميلشيات في «تبة الكربة» بمنطقة «الربيعي» غرب مدينة تعز، وتصدى لمحاولة المتمردين التسلل إلى محافظة لحج الجنوبية عبر جبال بلدة «الوازعية» (جنوب غرب). وقصف طيران التحالف العربي معسكر قوات الأمن المركزي الموالي للحوثيين، ويتمركز في وسط مدينة تعز، واستهدف تجمعاً للمتمردين في مدرسة حكومية قرب القصر الجمهوري. كما طال القصف الجوي مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في جبل الوعش شمال المدينة. وأسفرت المواجهات والغارات عن مقتل مالا يقل عن 30 متمرداً في غضون 24 ساعة ماضية، فيما تحدثت مصادر في المقاومة عن اعتقال قيادي حوثي ومقتل مرافقيه في كمين مسلح بتعز. وأمس السبت، أعلن ناشطون يقودون حملة شعبية لتسليح المقاومة ويرفعون شعار «لنعش بكرامة... ادعموا المقاومة»، شراء ذخائر أسلحة بمبلغ قدره 17 مليون ريال يمني، وقدموها لزعيم المقاومة الشعبية، الشيخ حمود المخلافي، في احتفالية خاصة. في سياق متصل، واصل أبناء بلدة «مشرعة وحدنان»، جنوب تعز، شق طريق ترابي في محاولة لفك الحصار عن المدينة المحاصرة من قبل الحوثيين وقوات صالح منذ أسابيع. إلى ذلك، سيطرت المقاومة الشعبية بعد اشتباكات عنيفة أمس السبت على مواقع كانت خاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين في محافظة إب المجاورة. وقال مصدر في المقاومة لـ «الاتحاد»، إن مقاتلي المقاومة استعادوا السيطرة على جبل الجاحه ومنطقتي الجميمة وقوز في بلدة «حزم العدين» غرب المحافظة، موضحاً أن المقاتلين المحليين شنوا في وقت مبكر السبت هجوماً عنيفاً على المليشيات المتمردة التي كانت تشن منذ أيام قصفاً مدفعياً على السكان في منطقة «الشعاور» في البلدة، حيث فتحت المقاومة جبهات قتال أخرى ضد المتمردين الذين اجتاحوا محافظة إب قبل أكثر من عام. وأضاف: «تدور حالياً اشتباكات عنيفة في منطقة ظهرة عدن بالقرب من منزل القيادي الحوثي شاكر الشبيبي»، مسؤول المتمردين في بلدة «حزم العدين». وتقول مصادر متعددة في مقاومة إب، إن مقاتليها انتقلوا من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم والزحف البري لطرد المتمردين من المحافظة في وسط البلاد. وقال الوجيه القبلي والقيادي في المقاومة المحلية، الشيخ فيصل الشعوري: «لن تتوقف عمليات المقاومة، ووجهتنا القادمة بعد تأمين منطقة الشعاور هي تحرير مديرية الحزم في أقرب وقت»، مشيراً إلى تنسيق جارٍ بين فصائل المقاومة في إب من أجل «تحرير محافظة إب من المليشيات الانقلابية». وفي جبهة قتال أخرى بمحافظة إب، واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها في المعارك الدائرة في مناطق حدودية مع محافظة الضالع الجنوبية. وأفادت التقارير الواردة من هناك بإحراز المقاومة تقدماً تقدماً مطرداً في المواجهات شمال الضالع، وفي شرق إب مع اقتراب مقاتليها من مركز بلدة «الرضمة» التي تعرضت ليل الجمعة لضربات جوية للتحالف استهدفت مواقع المتمردين في البلدة. كما سيطرت المقاومة بعد اشتباكات عنيفة على مواقع عدة في شمال مدينة دمت التابعة للضالع. وقتل نحو 40 مسلحاً، في مواجهات عنيفة دارت في بلدتي الزاهر وذي ناعم في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقصفت مقاتلات التحالف تجمعات المتمردين في البيضاء ومعسكر اللواء 26 ميكانيكي الموالي لصالح، في بلدة «السوادية» وسط المحافظة. وأغار الطيران العربي، لليوم الثاني على التوالي، على معسكر «اللبنات» الذي يسيطر عليه الحوثيون في محافظة الجوف شمال شرق البلاد. وسجل تبادلاً للقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا بين المتمردين وقوات الجيش الوطني والمقاومة التي تطوق منذ نحو عشرة أيام المعسكر جنوب الجوف. وكثفت مقاتلات التحالف غاراتها على تجمعات ومواقع الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة شمال غرب البلاد، ونفذت طائرات حربية 21 غارة على المتمردين في بلدة «حرض» الحدودية مع السعودية.