عواصم (وكالات) جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التأكيد على استمرار الخلافات بين المملكة وروسيا بشأن موعد ووسيلة رحيل الرئيس السوري، مشدداً على أن البلدين يتوافقان في قضايا أخرى عدة إلا بشار الأسد، معتبراً التدخل الروسي بهذه البلاد المضطربة «عقد الأمور». جاء ذلك بعد يومين من لقاء فيينا الموسع الذي استهدف إيجاد حل سياسي للأزمة المحتدمة منذ أكثر من 55 شهراً. وأكد الجبير أن مباحثات فيينا تطرقت للتدرج في إنشاء حكومة انتقالية سورية تضمن عدم الانفلات الأمني، وتمنى أن تقوم موسكو بإقناع الأسد بالرحيل. ورحب الوزير السعودي بالاتفاق النووي الإيراني واعتبره فرصة سانحة لتثبت طهران حسن نواياها، مؤكداً أن دول الخليج مدت يداً ودودة لإيران التي قامت بتهريب السلاح إلى المملكة والبحرين، وأبدى عدم الممانعة بتعزيز العلاقات بين السعودية وإيران. من جانب آخر، أجرى الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في دمشق أمس، مباحثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حيث قدم له عرضاً حول لقاء فيينا الثاني وأهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك. ونقلت وسائل الإسلام الرسمية عن المعلم قوله إنه «يعترف بأهمية» البيان الصادر عن المجموعة الدولية سعياً لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، لكنه جدد التأكيد على موقف دمشق القائل بضرورة إعطاء مكافحة «الإرهاب» الأولوية حتى يتسنى التوصل إلى حل سياسي. وقال الجبير في تصريحات لصحيفة «الرياض» السعودية أمس، «الخلاف مع روسيا في مباحثات فيينا الأخيرة متعلق بموعد ووسيلة رحيل الأسد من السلطة لكن الأمور الأخرى هناك توافق عليها»، مضيفاً «نسعى لمزيد من التشاور للوصول إلى حل في موعد رحيل الأسد». وشدد الجبير مجدداً على أن «الحل في سوريا يعتمد الآن على كيفية وموعد إبعاد الأسد ونقل البلاد إلى مستقبل جديد لا يشمل هذا الرجل، وذلك عن طريق تطبيق المبادئ التي تم الاتفاق عليها في بيان جنيف الأول». وأعرب الجبير عن أمله في أن يؤدي الاتفاق النووي الإيراني إلى «تغيير سياسات إيران تجاه دول المنطقة وأن تتبنى طهران سياسات حسن الجوار وسياسات عدم التدخل في شؤون دول المنطقة لكي نصل جميعاً إلى علاقات مميزة من أجل المساهمة في إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة». ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» عن الجبير قوله في منتدى حوار المنامة أن الاتفاق النووي الإيراني «فرصة سانحة لتثبت طهران حسن نواياها لإعادة الاندماج ولعب دور فعال في المنطقة»، متسائلاً إذا كانت إيران تنوي تغيير سياستها التي نفذتها خلال السنوات الماضية تجاه دول المنطقة. وقال إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة «ومدت يداً ودودة لطهران التي قامت من جانبها بمحاولات لتهريب الأسلحة إلى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والآن الكرة في ملعبها لتثبت حسن نواياها في المرحلة القادمة وأن تكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة». وأبدى وزير الخارجية السعودي عدم الممانعة في تعزيز العلاقات بين السعودية وإيران». وفي سياق الأزمة السورية، قدم الوسيط الأممي لدى دمشق ستيفان دي ميستورا لوزير الخارجية السوري «عرضاً مفصلاً حول الاجتماعات التي جرت في فيينا يومي 29 و 30 أكتوبر المنصرم حول الأزمة المحتدمة وأهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن تلك الاجتماعات». وبحسب وكالة الأنباء الحكومية، أعرب المعلم خلال اللقاء صباح أمس «عن أهمية العديد من النقاط الواردة في بيان فيينا لكنه أبدى استغرابه لأن البيان لم يتضمن الزام الدول المعروفة بدعمها «للإرهاب» بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». واعتبر المعلم «أي جهد لمكافحة (الإرهاب) لا يتم بالتنسيق مع دمشق، ابتعاد عن هدف مكافحة الإرهاب وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة». كما شدد على أن الأولوية يجب أن تكون لمكافحة «الإرهاب» بما يفضي إلى حل سياسي. ويعتبر النظام السوري المعارضة السورية بما فيها المعتدلة «إرهابية». الاتحاد الأوروبي يقدم 28 مليون يورو لدعم السوريين بالأردن القاهرة (د ب ا) أعلن المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس أن المفوضية ستقدم مساعدات إنسانية بقيمة 28 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن. وقال ستايليانيدس، الذي يقوم حالياً بزيارة إلى الأردن ولبنان: «سيزيد الشتاء المقبل الصعوبات على حياة اللاجئين السوريين الأكثر احتياجاً في الأردن؛ ولذلك فإننا نعمل على تسريع مساعداتنا. وسيسهم هذا الدعم في تغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين والمجتمعات المضيفة كالرعاية الصحية والمياه النظيفة والملاجئ والإيجارات والتعليم». ويعد هذا المبلغ ضمن 200 مليون يورو تعهد الاتحاد الأوروبي بها في 23 سبتمبر الماضي.