عبر عبدالله بن حريز بطل الإمارات للراليات عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في رالي داكار الدولي للمرة الاولى وتحقيق العديد من الإنجازات خلال الرالي الأكبر والأشهر عالمياً بإنهاء السباق كاملاً، الذي تبلغ مسافته 9600 كيلو متر على اعتبار أن ذلك هي المرة الأولى لطاقم إماراتي وعربي وخليجي كامل في وجود خالد الكندي دون وجود مساعد أجنبي مع طاقم العمل. ورغم سعادته بالإنجازات التي حققها في السباق الدولي الشهير كشف بن حريز عن معاناة كبيرة شهدها في طريق تحقيق هذه الإنجازات، وقال: نجحت ومعي خالد الكندي كطاقم إماراتي خلال رالي داكار في تحقيق المركز الرابع في فئة “تي 2” التي شاركنا فيها والمركز الـ 26 في مجموع السيارات المشاركة، التي بلغت 156 سيارة بخلاف الدراجات النارية والسيارات الثقيلة، وأيضاً حصلنا على المركز الثالث في فئة سيارات الديزل وحصلنا على شهادة تقدير من إدارة الرالي، التي فوجئت بمستوى الطاقم الإماراتي وقدرته على تحقيق هذه الإنجازات التي لم يسبق أن تحققت منذ انطلاق الرالي عام 1979. وأضاف: كل ما تحقق حدث بجهد ذاتي مني دون أن أجد المساندة أو المساعدة من أحد سواء من الرعاة للحصول على تغطية للتكلفة العالية التي يحتاجها رالي داكار أو الدعم المعنوي من اتحاد السيارات أو المسؤولين عن الرياضة الإماراتية، الذين يهتمون فقط بكرة القدم وينفقون عليها الملايين. وقال: أنفقت مبالغ كبيرة جداً لتمثيل ورفع علم الدولة في السباق العالمي، رافضاً الكشف عن قيمة ما أنفقه في سبيل ذلك مكتفيا بالقول “إنه يكفي لبناء بيت كامل في دبي”، في تسديد رسوم المشاركة وتأجير السيارة التي شاركنا بها وكل المصروفات الأخرى. وأضاف: أنا أعشق سباقات الراليات منذ فترة طويلة، وسبق وأن شاركت في بطولات محلية كثيرة ابتداء من عام 2006، وحققت بعض المراكز المتقدمة في رالي الإمارات الصحراوي في 2008 و2009 بالإضافة للمشاركة في رالي حائل لثلاث دورات متتالية حتى العام الماضي، وشعرت بعد ذلك بالرغبة في التقدم والتطور في هذا المجال فقررت المشاركة في رالي داكار، الذي هو الأغلى والأصعب في العالم وحلم كل المتسابقين في عالم الراليات. وقال: بحثت عن شركة راعية فلم أجد ولم يهتم بي أحد، وتعلل مسؤولو اتحاد السيارات بالحالة الاقتصادية وعدم وجود موارد، فقررت ومعي زميلي خالد الكندي الاعتماد على الجهود الذاتية والإنفاق من جيبي على أمل أن تتغير نظرة الناس بعد ذلك وسافرت إلى بوردو الفرنسية وأنهيت إجراءات تأجير السيارة التي شاركت بها في السباق وهي من نوع برادو موديل 2009، وسافرت قبل موعد السباق إلى الأرجنتين، وكانت المفاجأة الوحيدة السعيدة لي هناك أن محمد بن سليم الأب الروحي للعبة في الإمارات قد أبلغ اللجنة المنظمة بوجود مشارك إماراتي في الرالي وكذلك علمت السفارة بحضورنا. وأضاف: كان اهتمام محمد الزعابي سفير الدولة لدي الأرجنتين بيونس أيرس أمراً رائعاً وكان لنا بمثابة الأب واستضافنا في بيته وسهل لنا العديد من الأمور، لكن السباق نفسه كان صعباً جداً بعد أن عانينا التعب والإرهاق وكان هدفنا فقط هو إنهاء السباق وإكماله حتى النهاية دون النظر إلى تحقيق أي مركز، وكان علينا أن نقود السيارة لمدة تتراوح بين 10 و13 ساعة يومياً وقطع مسافة حوالي 800 كيلو يومياً في أماكن صعبة لا نعرفها من قبل، ووجدت نفسي أتقدم وأتعامل بطريقة جيدة مع السباق أبهرت المنظمين والمشاركين الذين أطلقوا علي لقب “ثعلب الصحراء”. وشرح عبدالله الحريز الفرق بين مشاركته ومشاركة القطري ناصر العطية بطل الراليات المعروف، وقال: العطية يشارك بمساعد أجنبي ولديه رعاية شاملة من سيارات “فولكس” الألمانية، وهو يمثل نفسه في الراليات رغم الرعاية التي يحظى بها من مسؤولي الرياضة القطرية. وأضاف: بعد الإنجاز الذي تحقق عدت سعيداً ولكني شعرت أنني غريب وأنا في مطار دبي لأنني لم أجد أحداً في انتظاري وشعرت بأن أحداً لا يدري عنا شيئا، ولكني سعدت بفرحة الأهل والأصدقاء، ولدي الأمل في أن يصل صوتي للمسؤولين عن رياضة الإمارات، وقد قررت عدم المشاركة في السباقات المقبلة حتى أجد التقدير الأدبي وأيضاً المعاونة المادية بعد أن أنفقت الكثير جداً في رالي داكار ولم أعد مستعدا لإنفــاق المزيد. البطل في سطور الاسم: عبد الله حمد محمد الحريز. العمر: 34 سنة. الحالة الاجتماعية: متزوج، ولديه ثلاثة أبناء حمد وحريز وغلا. رجل أعمال، ويعمل مديراً لمجموعة من الشركات الخاصة. درس في مجال إدارة الأعمال بالولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى دراسة ميكانيكا السيارات. سبق له خوض سباقات الرالي في أميركا قبل خوضها في الإمارات.