تامر عبد الحميد (أبوظبي) - خطف المخرج السوري سامر نصر الله الجائزة الكبرى 11000 ألف دولار «40.3 ألف درهم» عن فيلمه «العداء»، وذلك في حفل توزيع جوائز مهرجان «تروب فست أرابيا» في دورته الثالثة التي أقيمت على كورنيش أبوظبي مساء أمس الأول، بعد منافسة قوية بين 16 فيلماً آخرين تم اختيارها من بين 400 فيلم من 22 دولة لعرضهم في «تروب فست أرابيا»، وهو النسخة العربية بتنظيم من twofour54 لمهرجان «تروب فست العالمي» الذي يعتبر أضخم مهرجان للأفلام القصيرة. وتهدف إلى تطوير صناعة الأفلام العربية والخليجية عن طريق توفيره منبرا مهما لصانعي الأفلام الشباب العرب والخليجين لعرض أعمالهم السينمائية على شاشة هذا المهرجان، وذلك لإعطاء الفرصة للمخرجين والممثلين الواعدين والمبدعين في صناعة السينما للظهور على الساحة الفنية، وإعطائهم دفعة للأمام من أجل الإبداع والابتكار في عالم الفن السابع، وإثراء الساحة بأفلامهم الجديدة والمختلفة. جوائز خاصة بعد إعلان مقدمة الحفل الإعلامية ريا أبي راشد عن الفائز الأول، عُرض فيديو قصير لحامل اللقب المخرج سامر نصر الله يعتذر من خلاله للحضور عن مشاركته واستلامه الجائزة نظراً لبعض الظروف الخاصة، بعدها أعلنت ريا عن الأفلام التي فازت بجوائز المهرجان الأخرى، حيث ذهبت «الجائزة الثانية 6500 دولار، وسفره لمهرجان كان السينمائي في دورته المقبلة»، إلى فيلم «البيجامات الثلاث» للمخرجة الكويتية خلود النجار. وفاز بالجائزة الثالثة 4000 دولار، إضافة إلى تدريب خاص في محطة أم بي سي لفيلم «أزمة وقت» للمخرج المصري أندريا زكريا، وحصل إلياس رزق الله من سوريا على جائزة أفضل ممثل 1500 دولار، عن دوره في الفيلم الفائز «العداء»، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثلة 1500 دولار إلى تقى مكاوي من مصر عن دورها في فيلم «ضي»، وتم التنويه من أعضاء لجنة التحكيم الخاصة على أربعة أفلام هي: فيلم «يدي بردان» للمخرجة الإماراتية فاطمة الظاهري وفيلم «للكبار فقط» للمخرج محمد الأصبحي وفيلم «المشوار» للمخرج الجزائري محمد إسلام و«لم تزر بعد» للمخرج اللبناني جيلفير قهواتي. 16 فيلماً واستقبلت ريا أبي راشد في بداية حفل توزيع الجوائز أعضاء لجنة التحكيم على السجادة الحمراء التي ضمت المخرج الإماراتي علي مصطفي والفنان السوري باسل خياط والممثلة درة التونسية والممثل الكويتي خالد أمين، والمنتجة الأردنية رولا ناصر، وكذلك المشتركون الشباب الذين ساروا على السجادة كأربع مجموعات الأولى تكونت من المخرج الجزائري محمد إسلام فيلم «المشوار» والمخرجة المغربية فوزية حسن فيلم «الحذاء الأحمر» والمخرج فاروق قاسم من مصر فيلم «نوستا لجيا» والمخرج المصري عمر كمال فيلم «أرقام». أما المجموعة الثانية فتكونت من المخرجة المصرية هايدي بهجت فيلم «أمل» والمخرج المصري محمد منصور فيلم «واحد زائد واحد يساوي واحد» والمخرجة الكويتية خلود النجار فيلم «البيجامات الثلاث» والمخرج بيتر عزيز من مصر فيلم «ضي». وضمنت المجموعة الثالثة كلا من المخرج المصري أندريا زكريا فيلم «أزمة وقت» والمخرجة المصرية نوهان سامي فيلم «لحظة أمل» والمخرج اليمني محمد الأصبحي فيلم «للكبار فقط» والمخرج اللبناني باتريك رزوق فيلم «ذبابة سوداء»، وبينما تكونت المجموعة الأخيرة من المخرج اللبناني جيليفر قهواتي فيلم «لم تزر بعد» والمخرجة الإماراتية فاطمة الظاهري فيلم «يدي بردان» والمخرج السوداني سامي الجلابي فيلم «حتى حين». من خلال شاشة المهرجان الكبيرة عرضت الأفلام الـ 16 أمام الحضور، وبعد استراحة 10 دقائق هي مدة اختيار أعضاء لجنة التحكيم للفائزين، وعرض خلالها بعض الأفلام القصيرة التي عرضت في الدورة الثانية من مهرجان «تورب فيسا أرابيا» صعدت ريا أبي راشد بصحبة أعضاء اللجنة على خشبة المسرح للإعلان عن أسماء الفائزين، كما أعلنت عن الشعار الرسمي للمهرجان العام المقبل والذي تم اختياره ليكون «دبوس» أو «Pin». صناعة السينما أكد الممثل الكويتي خالد أمين عضو لجنة تحكيم المهرجان أن «تروب فيست» من أهم مهرجانات الأفلام القصيرة التي تساعد المواهبة الشابة على إظهار مواهبها في صناعة السينما وقال: الواعدون هم المستقبل، فيجب على المهرجانات العربية والخليجية وكذلك الفنانون أنفسهم دعمهم في إظهار أعمالهم إلى النور، من أجل تحفيز الحركة السينمائية، وتعزيز صناعة الأفلام، بإنتاج أعمال الشباب حتى لو بميزانية ضعيفة، لرؤية الأفكار والرؤى الجديدة. «تروب فست أرابيا» في الميزان كان لرأي أعضاء لجنة التحكيم دور مهم في تقييم أداء المشاركين الـ 16، ومنهم: المخرج الإماراتي علي مصطفى الذي يعلق بدوره عن مشاركته في لجنة التحكيم وقال: يعد ابتكار الأفلام القصيرة خطوة البداية الجوهرية في مجال صناعة الأفلام، وعليه يعتبر مهرجان «تروب فست أرابيا» فرصة رائعة لصناع الأفلام المبتدئين، مشيراً إلى أنه لو عادت به الأيام للوراء في بداية مشوارة الإخراجي، لما تردد لحظة في المشاركة في «تروب فست أرابيا» لاسيما كون المهرجان منصة مهمة للعرض والتواصل مع مشاهير صناعة السينما. وتابع: سعدت كثيراً بمشاهدة الأفلام الـ 16 التي تم اختيارها، نظراً للأفكار الجديدة والرؤى المختلفة، موضحاً أن الاختيار بينها كان صعباً جداً، لكنه وبمساعدة أعضاء اللجنة الآخرين أنصفوا في إعطاء كل فيلم ما يستحقه، متمنياً مشاركات عديدة لمخرجين إماراتيين في الدورات المقبلة لهذا المهرجان. يسرا.. الغائب الحاضر غابت الفنانة المصرية يسرا المديرة المشاركة لدورة المهرجان هذا العام، مع مؤسسه المخرج العالمي جون بولسون، عن حضور حفل توزيع جوائز «تروب فست أرابيا»، لكنها قامت مهمة اختيار الأفلام المرشحة للجولة النهائية من جوائز المهرجان، لتقوم بعد ذلك لجنة التحكيم باختيار الفيلم الفائز من بين الأفلام المرشحة، لكنها حضرت أمام الجمهور من خلال تسجيل فيديو قصير لها عرض على شاشة المهرجان الكبيرة لتعتذر للحاضرين عن حضورها وقالت: للأسف لم استطع الحضور في حفل توزيع الجوائز، نظراً لبعض الظروف العملية المتعلقة بتصوير أحد الأفلام في مصر، لكن أفكار الأفلام الـ16 كلها متميزة وعظيمة، تقدم العديد من الأفكار الجديدة التي تحوي قضايا لمشكلات اجتماعية وشبابية مهمة، إضافة إلى محاولات المخرجات الجدد في عالم السينما، فيرجى تقبل اعتذاري، متمنية لكل الشباب العربي المبدع التوفيق وتحقيق كل النجاح. نجم الحفل شارك نجم البوب رامي عياش في فعاليات مهرجان «تروب فست أرابيا» في دورته الثالثة، حيث أحيا حفلاً غنائياً فور الإعلان عن الأفلام الفائزة، وقدم باقة متنوعة من أغنياته القديمة والجديدة منها «خليني معاك» و«بحب الناس الرايقة» التي قدمها دويتو مع الفنان محمد عدوية، كما أدى أغنية «الأسمراني» لعبد الحليم حافظ. وتعليقاً على مشاركته قال عياش: من الرائع أن أكون جزءاً من هذا الحدث المميز الذي يوفر لشباب منطقتنا منصة لإظهار مواهبهم وتحقيق طموحاتهم، ويشجع على الابتكار والإبداع، مشيراً إلى أنه يعد من الفعاليات التي بحاجة إلى مزيد منها في الشرق الأوسط لتطوير صناعة الإعلام والأفلام والترفيه. حب الأفلام القصيرة كشف باسل خياط عن حبه للأفلام القصيرة منذ دخوله عالم الفن وقال: أصعب فئات صناعة الأفلام هي القصيرة سواء من ناحية الإخراج أو التمثيل، لاسيما أنها تظهر قدرة المخرج في توصيل رسالة ما للمشاهد بشكل موجز وخلال وقت قصير لا يتعدى الأربع دقائق، الأمر الذي يشجعه على مشاهدة أغلب الأفلام القصيرة في أغلب المهرجانات السينمائية التي يذهب إليها. وحول اختياره للأفلام الفائزة في المهرجان أوضح خياط أن أغلب الأفلام التي عرضت في المهرجان متميزة وتحمل أفكاراً جريئة وجديدة لمخرجين وممثلين واعدين، استطاعوا إظهار رؤيتهم وإبداعاتهم في استخدام «الوقت» الذي يمثل شعار المهرجان في هذه الدورة، الأمر الذي كان صعباً على أعضاء اللجنة في الاختيار، مشيراً إلى أنه اختار الموهبة الحقيقية عن طريق إبداعه وعدم تكلفه وبذل المجهود في تجسيد الشخصية. ولا يخفي باسل أن الميزانية من أحد أهم عوامل نجاح أي عمل، لكنه وصف الشباب العربي الواعدين الذين شاركوا في هذا المهرجان بالناجحين، لاسيما أنهم استطاعوا برغبتهم وشغفهم الفني في إظهار أعمالهم حتى لو كان التصوير بكاميرا الموبايل. دماء جديدة أوضحت الممثلة التونسية درة زروق وأحد أعضاء لجنة التحكيم أنها لم تتردد لحظة واحدة للمشاركة في «تروب فست أرابيا» وقالت: بمجرد أن عرض علي مسؤولو المهرجان أن أكون عضوة لجنة التحكيم وافقت على الفور، لاسيما أن «تروب فست» يهتم باكتشاف المواهب السينمائية الواعدة من مخرجين وممثلين، مشيرة إلى أن الساحة السينمائية في حاجة إليهم، من ظهور دماء جديدة على الشاشة. وحول المعايير أو الأسس التي اختارت على أساسها الأفلام الفائزة أكدت درة أنها اهتمت بفكرة الفيلم والرسالة الموجهة من خلاله، وكذلك الإحساس الصادق النابع من الممثلين، لافتة إلى أنها لم تول اهتماماً بالتكنيك كثيراً، خصوصاً أن جميع الأعمال المشاركة لمبدعين شباب لم تتوافر لهم ميزانية ودعم كبيرين.