يوسف العربي (دبي)

أكد خبراء ومسؤولون بقطاع الأغذية العالمي أن الإمارات تشكل البوابة التجارية لنفاذ المنتجات الغذائية إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدوا أن التفوق اللافت للبنية التحتية للمطارات والموانئ في الإمارات، فضلاً عن توافر الطاقات الاستيعابية للشحن والخدمات اللوجستية، وتنافسية البيئة الاستثمارية عزز مكانة الدولة باعتبارها مركزاً إقليمياً لتوزيع المنتجات الغذائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت البيانات الأخيرة للهيئة الاتحادية للجمارك إلى أن حجم تجارة الدولة الخارجية من المواد الغذائية بلغ 320 مليار درهم خلال خمس سنوات ونصف السنة، حيث بلغت قيمة الواردات منها نحو 238.4 مليار درهم، بينما بلغت قيمة الصادرات 41.6 مليار درهم، وإعادة التصدير نحو 40 مليار درهم.
وبلغت قيمة منتجات المواد الغذائية ضمن المملكة النباتية 140 مليار درهم، في حين بلغت قيمة منتجات صناعة الأغذية 83.7 مليار درهم، والحيوانات الحية ومنتجاتها 79.8 مليار درهم، والدهون والزيوت الحيوانية أو النباتية ومنتجاتها 16.4 مليار درهم.

إعادة التصدير
وقال جمال بن مرغوب، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في «دافزا» لـ«الاتحاد» إن الإمارات باتت مركزاً عالمياً لإعادة تصدير المنتجات الغذائية إلى باقي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في انعكاس واضح لفعالية المنظومة واللوجستية في الدولة.
وأضاف أن قطاع الأغذية والمشروبات يعد أقل القطاعات الاقتصادية تأثراً بالتحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، حيث يعتمد القطاع على تلبية متطلبات أساسية تنمو على نحو مطرد نتيجة التوسع والنمو السكاني بدول المنطقة، ولفت إلى أنه في الأداء القوي لقطاع الأغذية في منطقة الشرق الأوسط وانسجاماً مع استراتيجية الإمارات في تعزيز مكانتها في قطاع التجارة الخارجية ورؤية دبي لتكون عاصمة للاقتصاد الإسلامي قامت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي «دافزا» بطرح العديد من التسهيلات لجذب الشركات العاملة في صناعة المنتجات الغذائية الحلال التي تشهد طفرة حقيقية في معظم دول العالم.
وحول التسهيلات التي تقدمها سلطة المنطقة الحرة لمطار دبي «دافزا» للمستثمرين في الوقت الراهن لاستقطاب المزيد من الشركات، أوضح ابن مرغوب أن السلطة قامت بتخفيض رسوم حزمة تأسيس الشركات بنسبة 65% وهي الحزمة التي تشمل التأسيس والتأجير والتأشيرات وغيرها، وأضاف أن حزمة التسهيلات المشار إليها تأتي بهدف تمكين العلامات التجارية ضمن القطاع العالمي للأغذية والمشروبات من الوصول إلى الفرص الواعدة المتوفرة ضمن الأسواق الإقليمية».
وأوضح أن عدد الشركات المسجلة بالمنطقة الحرة لمطار دبي بلغ 1900 شركة، 7% منها تعمل في مجال صناعة المواد الغذائية والمشروبات، ومن ضمنها مجموعة من أبرز العلامات التجارية الرائدة عالمياً في مجال الأغذية والمشروبات.

النمو السكاني
ومن جهته، قال جلين فليدمان، مدير المبيعات بشركة «أندرسون وتس للأغذية»، الكندية إن شركته التي تعمل في قطاع الصناعات الغذائية تستهدف من خلال مشاركتها في معرض «معرض الخليج للأغذية» توسيع عملياتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تعد الإمارات البوابة التجارية لنفاذ المواد والمنتجات الغذائية لباقي دول المنطقة.
ولفت إلى أن معرض «جلفود 2019» يعد بمثابة فرصة تجارية لاستكشاف الشركاء وتعزيز التواصل مع العملاء ورصد أحدث الاتجاهات والتعريف بالعلامة التجارية التي يمثلها، وقال إن قطاع الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط مايزال يسجل معدلات نمو كبيرة نتيجة الخطط الحكومية الطموحة والتوسعات القائمة وقبل كل ذلك الزيادة المطردة في أعداد السكان.
ومن جانبه قال أنتون بانكال مدير تطوير الأعمال بشركة «ستيلا بيرنريان» إن الإمارات بها موانئ ترتبط مع شتى أنحاء العالم بالإضافة إلى أنظمة لوجستية متطورة مكنتها من أن تصبح المركز الإقليمي الأهم في قطاع التجارة العالمية ولاسيما في مجال الأغذية والمشروبات.
وأكد بانكال أن قطاع الأغذية والمشروبات من القطاعات الاقتصادية النشطة، مشيراً إلى أهمية الإبداع والتجديد والابتكار لضمان تعزيز التنافسية واستدامة النمو من خلال مواكبة الطلب على المنتجات أو استحداثه من خلال طرح منتجات جديدة كلياً.
وأشار إلى أن شركته العائلية التي تم تأسيسها في سويسرا منذ 90 عاماً والمتخصصة في منتجات «الشيكولاته» تشارك في معرض «جلفود 2019» لعرض مجموعة واسعة من منتجاتها المخصصة لمرضى السكري والمخصصة للذين يعتمدون على أنظمة غذائية نباتية، فضلاً عن هؤلاء المهتمين بالمنتجات الغذائية الصديقة للبيئة والتي تراعي معايير الاستدامة.

تعزيز التواصل
ومن جهته، أكد زيفانكو سيركزرفيك، المدير العام لشركة «فريدرش انجريدينت» الألمانية المتخصصة في الصناعات الغذائية أن الإمارات تعد بوابة نفاذ المنتجات الغذائية لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال إن معرض «جلفود» يعد الفعالية الكبرى بالقطاع لتعزيز آفاق التواصل مع العملاء وتوسيع شبكات التوزيع بالمنطقة حيث تتطلع الشركة إلى عقد شراكات جديدة مع موزعين لها لاسيما في المملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن المشاركة في المعرض الذي يستقبل كل عام ما يزيد على 98 ألف زائر من 193 دولة مختلفة، ويقدم لهم طيفاً واسعاً من المعارض والأجنحة ومنتجات الأغذية والمشروبات، على مساحة عرض تفوق مليون قدم مربعة، يسهم بشكل مباشر في تطوير العمليات التجارية للشركة.