كشف ريتشارد كريجان الرئيس التنفيذي لحلبة مرسي ياس، الكثير من النقاط عن سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا -1، وأبرز محطات الموسم وطموحات حلبة ياس في المرحلة المقبلة، خلال حواره مع “الاتحاد”، موضحاً أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفاً في نشاط حلبة ياس لكي يتواكب مع الطفرة التي تعيشها الدولة في مجال سباقات السرعة، وأكد أنه بالإمكان ظهور سائق إماراتي في المستقبل القريب لينضم لسباقات الفئة الأولى. وتحدث كريجان عن النجاحات الكبيرة التي حققتها حلبة ياس واحتضانها لسباقات السيارات حتى أصبحت قبلة للرياضيين في كل العالم، وقال: “نجحنا في تثبيت سباق أبوظبي الذي أخذ شكلاً مختلفاً مع إشادة الاتحاد الدولي للسيارات والسائقين بالحلبة والتجهيزات التي تتمتع بها، فضلاً عن مسارها والعديد من التفاصيل التي جعلت ياس الوجهة المفضلة للسائقين في العالم”. وتابع: “فكرة إقامة السباق في فترة العصر وامتداده للمساء، منحتنا ميزة إضافية عن بقية حلبات العالم، كما أن الفعاليات الجماهيرية والترفيهية حوّلت السباق إلى ملتقى عائلي يستمتع فيه الجميع، صغاراً وكباراً وشباباً، بتجربة استثنائية على الصعد كافة، كما أن كثرة الفعاليات المصاحبة ساعدت على إضفاء أجواء مختلفة تناسب جميع الأذواق”. استبيان موسع ورداً على سؤال حول إقامة الفورمولا - 1 مع سباقات السوبر كارز V8 فقط دون ظهور سباقات أخرى مثل الجي بي 2 والبورش، وغيرها من الأحداث التي كانت تقام في السنوات الماضية، قال: “بعد نهاية سباق الفورمولا - 1 في الموسم الماضي، أجرينا استبياناً موسعاً للجماهير التي حضرت السباق عن الأحداث المصاحبة، وكانت المطالبة بإضافة سباقات سوبر كارز الأسترالية، وبناء على ذلك أقمنا جولة من السباقات في ياس، وحقق السباق نجاحاً كبيراً على المستويات كافة، كما أن إقامة سباق السوبر كارز أسهمت في زيادة عدد الحضور الجماهيري من أوروبا، لأن مثل هذه السباقات معروفة تماماً ولديها شعبية كبيرة”. وزاد: “نطمح في رفع شعبية السوبر كارز في الإمارات خلال الفترة المقبلة، وبخصوص سباقات البورش، كان هدفنا إقامة السباق تزامناً مع الجائزة الكبرى، ولكن عدم توافق المواعيد، حال دون ذلك، ودون شك، سيكون تحدي البورش ضيفاً في النسخة المقبلة من سباق الفورمولا-1”. نستهدف المواطنين سألنا ريتشارد كريجان عن توجه حلبة ياس نحو الجماهير الأوروبية وإهمال الجماهير الأخرى، خصوصاً الإماراتية، فقال: “هذا كلام غريب، نحن نستهدف الجماهير الإماراتية وننظم الكثير من الفعاليات لجذبها للحلبة، وعلى هذا الأساس كان همنا الأول تحويل ياس إلى واحة عائلية تناسب جميع أفراد الأسرة، وندرك في هذا الخصوص أن الجماهير يمكن أن تكون حاضرة فقط يوم الجمعة، لأنه يصادف عطلة نهاية الأسبوع، كما أن الأسرة لا تستطيع أن تقضي أكثر من ثلاث أو أربع ساعات فقط، وهذا يتطلب تكثيف النشاط الموجه لهم”. وتابع: “الإقبال الجماهيري من الإماراتيين كان رائعاً على سباقات الدراج، ونستطيع القول إن أكثر من 75% من الذين يمارسون الدراج إماراتيون، وهذا أمر جيد، ولهذا وجهنا بتنظيم العديد من السباقات لهذه الفئة”. الجماهير الأوروبية وفي محور آخر، تحدث ريتشارد كريجان عن الإقبال الجماهيري الذي تحظى به حلبة ياس، وأكد أنهم يستهدفون الجماهير الأوروبية والعالمية عند إقامة سباقات الفورمولا - 1، لأن مثل هذه الزيارات للجماهير من خارج الدولة تعطي انطباعاً جيداً عن الحلبة وتجهيزاتها، وتعكس الوجه المشرق لأبوظبي بوصفها عاصمة الرياضة العالمية. وقال: “شهدت استضافتنا النسخة الرابعة مزيداً من الإقبال العالمي لحضور السباق، وزادت النسبة أكثر من 11%، ما يؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح، وفي الوقت نفسه نحن سعداء جداً بالإقبال الكبير من الجماهير الإماراتية، ويكفي أن سباق ياس وللمرة الرابعة في تاريخه كامل العدد، ما يعني أهميته وترسيخ مكانته وجهة مفضلة للإماراتيين والجاليات المقيمة بالدولة”. وتحدث عن الخطوة المقبلة بعد الاستضافة الناجحة للنسخة الرابعة من سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1، وقال: “بلا شك أن سباق ياس عزز مكانته حدثاً بارزاً في أجندة موسم السرعة على المستوى العالمي، وإشادات المسؤولين في الاتحاد الدولي والسائقين تدفعنا إلى مزيد من العمل لتأكيد هذا المفهوم، وبصفة عامة، فإن الحفاظ على النجاح أمر صعب للغاية، ونطمح إلى تحويل العرس إلى احتفالية بنكهة إماراتية خالصة، نأمل أن نحقق هدفنا خلال الاستضافة المقبلة، هنالك الكثير من الأفكار والمبادرات التي تسهم في إعلاء شأن الحدث وسنشرع في تطبيقها فوراً”. تأهيل سائق إماراتي ممكن انتقلنا إلى محور تأهيل سائق إماراتي لسباقات الفورمولا - 1، خصوصاً بعد توافر حلبة على أعلى مستوى في العالم، فقال: “هذا الأمر مهم جداً، وقبل أن استرسل في تفاصيله أقول: ممكن وبكل تأكيد تأهيل سائق إماراتي للمشاركة في سباقات الفورمولا - 1، وهذا الأمر ليس حلماً وأعتقد أنه يمكن أن يصبح حقيقة خلال عشر سنوات فقط، إذا بدأنا الآن، وبالتالي يمكن أن يتحول كل هذا الأمر إلى تاريخ بعد 10 سنوات، ونقول هل تذكرون عندما كنا نتحدث عن إمكانية وجود سائق مواطن في الفورمولا - 1”. وأضاف: “كل شيء ممكن أن يتحقق بالتخطيط والدارسة، ولكنني لست الجهة التي تشرف على ذلك، ومقترحاتي في هذا الخصوص ترتكز على ضرورة أن تتبنى جهة اعتبارية هذا الأمر، ويمكن أن تكون مجلس أبوظبي الرياضي، وبعدها يتم وضع دراسة لمشروع طريق سائق إماراتي له “كاريزما” للجيل الناشئ، مثلاً أن نقول الشيخ خالد القاسمي نجم فريق أبوظبي للراليات الذي يشارك باسم أبوظبي حالياً في بطولة العالم للراليات، أو السائق الإماراتي محمد بن سليم الذي يتولى حالياً منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لرياضة السيارات، أو أي شخصية أخرى يمكن أن تجذب الشباب، وبعدها يتم توفير الدعم، كما أن حلبة ياس وشركة إدارة رياضة السيارات يمكن أن تسهم بشكل كبير في تعزيز هذه الفكرة وتطويرها وتبنيها”. وتابع: “حسب تجربتنا في حلبة ياس، فإن الإماراتيين لديهم الرغبة في تحقيق هذا الحلم، كما أنهم يحبون رياضة السيارات كثيراً، والبنية الجسمانية لديهم جيدة، وبالتالي يمكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة، ولكن يجب أن نبدأ من الآن”. وفيما يخص التعديلات المقترحة على سباقات الفورمولا - 1 في الموسم بعد المقبل، قال كريجان: “شخصياً، لا أرى حاجة إلى تلك التغييرات، ولا أظن أنها ستسهم في تحسين مستوى جودة السباق. لدينا الكثير من التحفظات على التأثير الذي سيخلفه مقترح تغيير المحرك، وعلى ما أرى في هذه المرحلة، فإنها مخاطرة مكلفة لا يتوجب عليهم اتخاذها، وأضم صوتي إلى الكثيرين في الرأي القائل إن هذه المقترحات سيتم إلغاؤها، والأمر في النهاية عائد إلى الاتحاد الدولي للسيارات”. توطين 23 من الكادر الإداري أبوظبي (الاتحاد) - أوضح كريجان، أن سياسة التوطين في إدارة رياضة السيارات تسير في الاتجاه الصحيح، وأعرب عن فخره بالكوادر الوطنية المميزة التي تعمل في الحلبة التي قدمت الكثير وعكست الوجه المشرف للمواطن الإماراتي وحرصه على إبراز بلده وما يتمتع به من إمكانيات وتجهيزات. وقال: “كل خططنا تم وضعها لتعزيز مكانة الكادر المواطن وتأهيله على أعلى مستوى، ليتولى مهمة الإشراف على الحلبة مستقبل،اً وأنا فخور جداً بالمجموعة التي أعمل معها، وتمثل نسبة المواطنين في الحلبة نحو 23%، وهي مرشحة للزيادة مستقبلاً”. 20 جولة كافية أبوظبي (الاتحاد) - قال كريجان إن إقامة 20 جولة في بطولة العالم لسباقات الفورمولا-1 أمر جيد وكاف جداً، موضحاً أن زيادة العدد إلى أكثر من ذلك ترهق السائقين وتؤدي إلى زيادة الأعباء، خصوصاً أن رياضة السيارات مكلفة جداً، والتنقل من دولة إلى أخرى يتطلب الكثير من الجهد. وأكد أن أبوظبي ستحافظ على موقعها في الموسم المقبل وتحتل المكان نفسه الذي كانت عليه في الموسم الحالي. المنافسة ساخنة والاحتمالات مفتوحة أبوظبي (الاتحاد) - أكد كريجان أن توقع بطل العالم لـ “الفورمولا - 1” لهذا الموسم، أمر غاية في الصعوبة، وقال: “البطولة دخلت مرحلة يصعب معها توقع النتائج، والسباق على اللقب يبدو مفتوحاً على كل الاحتمالات، خصوصاً في ظل وجود عدد كبير من السائقين يتمتعون بقدرات تنافسية تؤهلهم إلى الفوز، ولا يزال هناك سباقان يحتملان الكثير من التوقعات، ولكنني متيقن من أن المنافسة على أشدها بين فيتل وألونسو”. وتطرق كريجان إلى الانطباعات الخاصة بسائقي الفورمولا - 1 عن حلبة مرسى ياس، وقال: “إنه انطباع إيجابي جداً، فالجميع يتطلعون إلى الحضور إلى أبوظبي، وهم على قناعة تامة بأنها من أفضل جولات الفورمولا - 1 في العالم، بما يوفره السباق من تحدٍ على المستوى التقني والرياضي في بيئة آمنة جداً لكل من السائقين والسيارات. فالحلبة مجهزة بأحدث المعدات، وتصميم المسار يعمل جيداً مع نظامي “تخفيض السحب”، و”إنعاش الطاقة الحركية”، حيث يوفر ذلك فرص مناورات للتجاوز رائعة، وفي الوقت ذاته يعتقد السائقون أن جولة أبوظبي تمنحهم نوعاً من الراحة للخروج من الضغط الواقع عليهم طوال الموسم”.