بدأت الفنانة فاطمة الحوسني العمل الفني في بداية تسعينيات القرن العشرين في أعمال مسرحية وتلفزيونية عديدة، إلا أن نجاحها ظهر بعد مشاركتها في مسلسل دارت الأيام، قدمت خلال مشوارها الفني أدواراً كثيرة، تنوعت ما بين الفتاة المراهقة والأم والمرأة الشريرة، وهي أكدت أنها تحجز مكانها بين نجوم الصف الأولي، وترى العناصر النسائية مطلوبة في الدراما بطريقة أكثر من الرجال. تعطي فاطمة اهتماماً كبيراً للأعمال الدرامية التراثية التي تنتمي للأعوام القديمة، وعن سبب كثرة اختيارها لهذه الأدوار، قالت: لقد ولدت وترعرعت في بيئة تراثية وأفتخر بالانتماء إليها، فالإنسان لا يجب أن يتبرأ من أصله، خاصة أننا في أمس الحاجة إلى تصوير تراثنا، من خلال أعمال تركز على القيم والعادات والتقاليد، في ظل هذا التطور الذي صاحبه ابتعاد عن القيم، وتفكك أسري يسود مجتمعاتنا، وللأسف البعض، ومن دون ذكر أسماء، عاشوا في بيئة تراثية لكنهم تنكروا لها. وأضافت: من خلال هذه الأعمال يمكننا إيصال رسالة حول الفرق بين الحياة قبل وبعد عصر العولمة، الذي أصبح فيه الابن لا يهتم بوالديه ولا يطيعهما، ومستعد لارتكاب جريمة من أجل الحصول على ما يريد، لذلك فأنا أحب المسلسلات التي تتناول تلك الفترات، لأنني عشت جزءاً منها، وأتذكر أن الأم كانت تخاف على أبنائها، واشتهر الناس بالمصداقية والأزواج بالإخلاص، وكانت هناك مودة، لذلك أحببت دور «أم سليمان» في مسلسل القياضة، زوجة حكيم القبيلة، التي تطلع زوجها على كل شيء. اللهجة الكويتية وعن الآراء والردود على مشاركاتها القوية في الدراما الكويتية، قالت: الكثير من الناس أشادوا بقدراتي التمثيلية خلال مشاركتي بالأعمال الكويتية، وإجادتي للهجة، حتى إن بعض الناس ظنوا أنني من الكويت، وبالمقابل اعترض البعض من أهل بلدي على تحدثي بالكويتية وأنا إماراتية، لكن جوابي كان بأن دوري يتحتم علي التحدث بلهجة العمل، والآن أقولها صراحة أنا أخذت من الشهرة بما فيه الكفاية، ولا أنكر رغبتي منذ البداية بالعمل في الخارج لأحقق النجومية التي أريدها، ولكن الآن أفضل العمل ببلدي وبين أهلي. تعدد الظهور وفيما إذا كان تعدد الظهور على الشاشة هو جيد للفنان أم غير جيد، أوضحت عندما تكون المشاركات كثيرة من المهم التنوع في الأدوار، وأنها لا يهمها كثرة الأعمال بقدر قوة الشخصية التي تعرض عليها، وأنها لن تقبل تجسيد شخصيات مكررة في أكثر من عمل، وظهورها بأكثر من مسلسل دليل على قدرتها الكبيرة بتقمص الشخصيات، مشيرة إلى أن الممثل البارع هو الذي يظهر بشكل مختلف في كل مسلسل. كما أشارت إلى أنها شاركت في شهر رمضان الماضي بخمسة أعمال، منها «حبيبة» في الكويت، ومسلسل «بركان ناعم» الذي عرض على قناة أبوظبي الإمارات، وكانت مشاركتها في 15 حلقة فقط، و«القياضة» الذي صوّر في الفجيرة بالإمارات، و«محال» في دبي، وأخيراً مسلسل «هذا حنا» الذي عرض على القناة الأولى السعودية، وقد صورت 6 حلقات منفصلة منه مع الممثل السعودي عبد الله السدحان، وكان معنا سعد الفرج من الكويت، وفي بعض حلقاته سعد الملا من قطر. الفنانون الإماراتيون عن وضع الفنانين الإماراتيين، حسب وجهة نظرها، لفتت إلى أن الممثل الإماراتي مظلوم، ومن حقه أن يشعر بالغضب والحزن على تهميشه وعدم الاهتمام به، وأنا أتساءل هنا لماذا الفنان الإماراتي غير موجود على شاشته على غرار ظهور الآخرين؟، وربما أكون أنا الممثلة الوحيدة التي أشارك بقوة في أعمال كثيرة، وفي هذا الصدد لا أنكر أن العنصر النسائي الإماراتي مطلوب في الدراما أكثر من الرجل، ومن جانب آخر نحن بحاجة إلى إشراك الشباب ومنحهم الفرصة للمشاركة بأعمال درامية. وعن المكانة التي ترى نفسها بها بين نجوم الدراما الخليجية، قالت أترك الكلمة للقائمين على التلفزيون وللمشاهد، والحمد لله خلال 22 سنة في الفن لم أتعرض لانتقادات تذكر، ثم أضافت قائلة بالتأكيد أنا في الصفوف الأولى. التقدير وأوضحت فاطمة الحوسني أنها تتمنى بعد أن قضت أكثر من عشرين عاماً في الفن تتمنى أن يتم تقديرها قائلة: أريد أن يكون هناك تقدير للفنان عندما يكبر بالسن، ولكن للأسف نفتقر لهذا الشيء، فقد رحل الكثير من الممثلين ولم يذكرهم أحد ولهذا أتمنى أن يتم تقديرنا بعد سنوات كثيرة من العطاء والعمل في الدراما التي تعالج المشكلات وتسلط الضوء على سلبيات وإيجابيات المجتمع. وعن الدور الذي تتمنى تجسيده ولم تحظ به حتى الآن، تقول: أتمنى تقديم دور المعاقة لأنه دور مركب وصعب جداً، ولم يسند إليَّ حتى الآن بالشكل الذي أريده بمساحته ومشاهده. أما عن المسلسل أو الدور الأقرب إلى قلبها، فقالت: لا أستطيع أن أمثّل في مسلسل لا أحبه، أو مجاملة لأحد، أو في سبيل الحصول على المادة فقط، لذلك أحب كل أعمالي، ولكن “القياضة” الأقرب إليّ من بين المسلسلات الأخيرة الذي قدمتها. وحول جديدها فأوضحت أنها تقرأ مجموعة من الأعمال الجديدة، وأنها قررت في بعضها وتفكر في الأخرى، خاصة وأن لديها أعمالاً تتوقع أن تلاقي نجاحاً بين الجمهور، مؤكدة أنها دائماً ما تختار أعمالها بعناية واهتمام شديدين، لأنها في النهاية فنانة وتحمل رسالة تريد أن تصل إلى الجمهور من جميع جوانبها. المنافسة والدراما العربية عن منافساتها من الفنانات الخليجيات، قالت فاطمة الحوسني : لا أستطيع القول إن أحداً ما ينافسني، فكل ممثل له جمهوره الذي يحبه ويتابع أعماله، وبالمقابل هناك أناس لا ترغب في مشاهدته، بالنهاية الفن رسالة، وما يهمني هو رضى الناس عن أعمالي. وعن رغبتها في الانتقال إلى الدراما العربية، أضافت: لا يوجد مانع، بشرط أن لا أغير لهجتي، لأن المشاهد الآن مثقف وواعٍ ولا ينطلي عليه وجود ممثلة ليست من بلده بعمل درامي معين تتحدث فيه بغير لهجتها، وبعض التجارب الحية أثبتت عدم جدوى ونجاح هكذا تجارب مثلما حدث مع روعة ياسين ودينا هارون ورنا أبيض عندما عملن في الدراما الخليجية، وهذا الأمر دليل شيوع ظاهرة تسويق المسلسل ببلد معين من خلال إقحام ممثلين من هذا البلد في العمل.