أثينا (رويترز) نظمت النقابات العمالية في اليونان أمس، إضراباً لمدة 24 ساعة، أدى إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية، وإغلاق مكاتب حكومية، والإضرار كثيراً بحركة النقل في أول تحرك نقابي كبير منذ شهور في الدولة التي تعاني التقشف. ودعا الاتحاد العام للعمال اليونانيين (جي.اس.إي.إي) التابع للقطاع الخاص، ونظيره الحكومي اتحاد الموظفين الحكوميين إلى الإضراب، احتجاجاً على قرارات تسريح مقررة وإصلاحات لمعاشات التقاعد طالب بها المانحون في الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، بعدما أنقذوا اليونان مالياً مرتين. وألغيت جميع الرحلات الجوية الداخلية والدولية، بعدما انضم موظفو المراقبة الجوية إلى الإضراب، وتوقفت خدمات القطارات والعبارات أيضا. واستخدمت المستشفيات طواقم الطوارئ، كما أغلقت مكاتب الضرائب، وغيرها من المكاتب الحكومية المحلية. وقال الاتحاد العام للعمال اليونانيين في بيان هذا الأسبوع، «يقاوم الاتحاد الهوس المتعنت للحكومة والترويكا بسياسات التقشف وزيادة الضرائب»، في إشارة إلى البنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي. واتهم الاتحاد الحكومة بمحاولة إعادة سوق العمل إلى «العصور الوسطى»، وتنفيذ سياسات تحدث «أزمة إنسانية»، وخرج آلاف اليونانيين في مسيرة إلى البرلمان أمس، في إطار مسيرات أثناء الإضراب، ونظمت النقابتان إضراباً عاماً في أبريل الماضي، وتراجعت الاحتجاجات الكبيرة بشدة منذ ذلك الحين، وتجاوز معدل البطالة 25 ?. ويقيس الإقبال على مسيرات أمس حجم المعارضة في وجه حكومة رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس التي يقودها المحافظون، وتتعرض لضغوط من المانحين في الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لاتخاذ قرارات خفض جديدة لإحداث التوازن في ميزانية العام المقبل. وفي انتكاسة لخطط رئيس الوزراء، عاد المسؤولون اليونانيون من باريس أمس الأول، دون أن يحققوا شيئا بعد يومين من المحادثات مع مفتشي الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.