استبعدت نورة الكعبي رئيسة إدارة تواصل بمشروع هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي، تعرض قطاع الإعلام في الدولة أو المنطقة لآثار سلبية ناتجة عن الأزمة المالية العالمية، مؤكدة أن قطاع الإعلام في المنطقة وخصوصاً في أبوظبي سيشهد ''تحولات جذرية من حيث المضمون والشكل والأداء الذي يواكب العصر ويلبي تحديات القرن الحادي والعشرين''· وأوضحت الكعبي خلال ندوة بأبوظبي، أن مشروع هيئة المنطقة الإعلامية ''تو فور ''54 في أبوظبي، يمثل جسراً حقيقياً للتواصل الحضاري بين الثقافتين الشرقية والغربية ومختلف ثقافات العالم، وذلك من خلال ما يتيحه هذا المشروع من بيئة إعلامية غير نمطية يشارك فيها عدد من المؤسسات الإعلامية المرموقة في العالم التي تدشن قنواتها ومطبوعاتها وإنتاجها الإعلامي في أبوظبي ومن خلال هذا المشروع· وأشارت الكعبي الى أن المشروع لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية ''لأن جميع الالتزامات والتعاقدات تمت مع الشركاء في فترة سبقت هذه الأزمة''، كما أن طبيعة العمل في هذا المجال الإعلامي لم تتأثر على المستوى العربي أو الغربي بصورة كبيرة نتيجة الأزمة''· وقامت أبوظبي في اكتوبر من العام الماضي بإطلاق مبادرة ''تو فور ''54 التي تهدف الى تطوير المحتوى الإعلامي في الدولة والمنطقة، الى جانب تأسيس أكاديمية للتدريب الإعلامي المتخصص، فيما يرمز اسم المشروع الى الإحداثيات الجغرافية لمدينة أبوظبي الواقعة على خط العرض 24 شمالاً ''تو فور'' وخط الطول 54 شرقاً· ويأتي ذلك فيما يعاني الاقتصاد العالمي من أزمة سيولة مالية نتجت عن مشاكل في الرهن العقاري بالولايات المتحدة الاميركية، قبل أن تمتد الى القطاع المصرفي والمالي وتؤدي الى انهيار عدد من المؤسسات المالية الاميركية، ثم تمتد الى القطاعات المالية والاستثمارية في مختلف انحاء العالم وتؤدي الى حالة من الركود والتباطؤ الاقتصادي· وتطرقت نورة الكعبي خلال الندوة، إلى أهمية المتغيرات التي يشهدها قطاع الإعلام في الدولة والمنطقة والعالم، مشيرةً الى أن هذا القطاع ظل لسنوات طويلة يعاني من المشكلات الخاصة بالأفكار النمطية التي تحكم العلاقة بين وسائل الإعلام في المجتمعات الشرقية والغربية على السواء وتضع الوسائل الإعلامية خلف تصورات تقليدية حول قيم وثقافات الآخر دون النظر الى الأصول المشتركة بينهما· جاء ذلك خلال ندوة علمية لجامعة أبوظبي، ضمن موسمها الثقافي للعام 2009 بعنوان ''دور الإعلام في الترويج للنهضة الحضارية لإمارة أبوظبي'' والتي تحدثت فيها الكعبي، وأدارتها كايلي ماكينزي، وحضر الندوة كل من علي سعيد بن حرمل الظاهري رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي، والبروفيسور نبيل إبراهيم مدير الجامعة وعمداء الكليات وعدد من الطلاب والطالبات· الاهداف وذكرت الكعبي أن من أهداف مبادرة ''تو فور ''54 أن تكون مكملة لتطور الثقافة والفن في أبوظبي، حيث إن كثرة المشاريع الثقافية في الدولة كمتحف الشيخ زايد ولوفر أبوظبي ومتحف ماريتايم وجوجنهايم أبوظبي، تحتاج لتوثيق ثقافي، وهذا ما سيوفره المشروع الذى يهدف الى تنمية وتنويع الاقتصاد المحلي بما يتلاءم مع رؤية أبوظبي الاقتصادية لعام ،2030 إضافةً الى توفير فرص عمل ومجالات الإبداع للمواطنين، وغيرهم من المبدعين· وأشارت الكعبي الى وجود عدة تحديات امام الإعلام في المنطقة، من أبرزها قلة المهارات الإبداعية والابتكارية المحلية وقلة مصادر التمويل للأفكار الجديدة· وأضافت الكعبي انه في حال وجدت المواهب المحلية فإنه لايوجد مكان ليرعى تلك المواهب ويصقلها، ولذلك عادة ما يلجأ الفنانون المبدعون العرب الى الدول الغربية لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم· وأكدت الكعبي أن ''تو فور ''54 هي جهة تشكل بيئة عمل متكاملة ومتماشية مع أحدث ما توصلت إليه تقنيات العصر، إذ تعتبر مصدر إلهام ودعم للمبدعين في جميع أنحاء الوطن العربي، فتسعى لمساعدتهم على الازدهار بأعمالهم، كما تقوم بتأمين البنية المتماسكة للعاملين في مجال ابتكار المضمون الإعلامي المبدع من شركات وأفراد سواء في مجال صناعة الأفلام أو البث أو التكنولوجيا الرقمية أو الألعاب الإلكترونية أو النشر والموسيقى· كما أشارت الكعبي الى حرص المشروع على عقد الشراكات المهنية والإبداعية مع أبرز المؤسسات التي تتصدر مجال ابتكار المضمون الإعلامي المبدع في العالم اليوم وهي تعرف باستعدادها الدائم لمباشرة العمل في تحقيق أهدافها· وأشارت الكعبي الى العلاقة المتينة بين الإعلام والنمو الثقافي، مشيرة الى أن نجاح الإعلام يتطلب أن يكون ذا هوية محلية، ولتحقيق رؤيتها قامت ''تو فور ''54 بإطلاق مبادرة كبرى من شأنها ان تحفز وتدعم إنشاء المحتوى العربي بأيد عربية، وتشمل صناعات الأفلام والبث التلفزيوني والموسيقى، ثم تمتد لتشمل الرسوم المتحركة والمحتوى الرقمي وسائر الفنون، مشيرة الى أن توفير بيئة دعم متكاملة يمكن أن تتعاون فيها مختلف شركات الإعلام سيجعل من أبوظبي مركزاً رائداً وحاضنة فعلية لإنشاء المحتوى الإعلامي ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه· المضمون الاعلامي وأكدت الكعبي أن الطموح الأساسي للمشروع هو تأسيس الشركات والمؤسسات التي تعنى بابتكار المضمون الإعلامي المبدع في قلب العالم العربي وتزويدها بالدعم وبيئة عمل مناسبة لإنشاء المضمون المتميز بما يتماشى مع أجود المعايير العالمية في هذا المجال· مشيرة الى أن المشروع يرتكز على 4 دعائم لتوفير البيئة المناسبة للمبدعين، وهي تشمل برامج اطلق عليه اسماء ''تدريب'' و''ابتكار'' و''انتاج'' و''تواصل''· وذكرت الكعبي أن أكاديمية التدريب المهني تعد الأكاديمية الاولى من نوعها في الوطن العربي التي تعنى بالتدريب الإعلامي والمهني في مجال ابتكار المضمون المبدع، كما تعمل على صقل المعارف وتطوير مهارات العاملين في هذا المجال والخريجين في مختلف تخصصات وقطاعات العمل الإعلامي وابتكار المضمون المبدع· وأضافت أن الأكاديمية هي حصيلة دعم مشترك بين ''تو فور ''54 ومؤسسات إعلامية بارزة مثل ''بي بي سي'' ومؤسسة تومسون وتومسون رويترز وغيرها، لذلك تقدم الأكاديمية فرصاً تدريبية متميزة في الشرق الأوسط، نظراً للخبرات العالية التي يتمتع بها المحاضرون، كما قامت الأكاديمية بتدريب أعداد كبيرة من الطلبة على تقنيات البث والتلفاز والصحافة والإعلام الرقمي والإذاعة، وسوف تقوم الأكاديمية بتقديم دورات وفق الطلب، حيث يمكنها تصميم حلول تدريبية خاصة تناسب احتياجات العملاء· الدعم والتمويل وأشارت الكعبي الى أن ''ابتكار'' تسعى الى تأمين الدعم والتمويل للأعمال المحلية الجديدة والأفكار الإبداعية الواعدة المعدة للنشر في مطبوعات أو على صفحات الإنترنت أو من خلال الهاتف المتحرك والتلفاز في الدولة، وتعمل على توسيع رقعة عملها لتحقق انتشاراً واسعاً في جميع أرجاء الوطن العربي· كما تعمل ابتكار على تطوير الأفكار الإبداعية الجديدة وتأهيل المواهب والمهارات الواعدة في المشروع، وعقد الشراكات مع المؤسسات التي تعنى بابتكار المضمون الإعلامي المبدع ودعم وتخطيط وتقديم التسهيلات المتنوعة للأعمال الجديدة وتأمين التمويل لتطوير الأفكار الإبداعية في ما يتعلق بابتكار المضمون في مختلف مجالات العمل الإعلامي· وقالت إن ''انتاج'' تؤمن خدمات الإنتاج وما بعد الإنتاج التي تواكب أحدث ما توصلت إليه تقنيات العصر وخدمات البث لشركائها والدعم التقني، كما تقدم خدمات عالية الجودة وتسهيلات بتكلفة بسيطة تعتبر مثالية للشركات المتوسطة والصغيرة التي تسعى الى أن تصبح في طليعة المؤسسات العاملة في مجال ابتكار المضمون المبدع· وأكدت الكعبي أن هدف ''تواصل'' هو توفير البيئة المناسبة للشركاء، بالإضافة الى تعريفهم بثقافة البلد· وأشارت الى أن تواصل عبارة عن نقطة اتصال واحدة تسهل عملية انتقال وتأسيس المؤسسات العاملة في مجال ابتكار المضمون· ويعد تواصل مركزاً للتميز، ولديه العديد من الشراكات العالمية ويعلن عن مشاريع ضخمة بالإمكان أن تنمي صناعة المحتوى الإعلامي·