أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن القوى العالمية وإيران على وشك التوصل لاتفاق مبدئي للحد من البرنامج النووي الإيراني ويجب عليها ألا تضيع “فرصة عظيمة جدا” للتوصل لهذا الاتفاق. فيما أكدت إيران أن المفاوضات النووية مع القوى الكبرى التي ستستأنف الأربعاء في جنيف بشأن ملفها النووي، ستكون “صعبة”. وجاءت تصريحات لافروف المتفائلة التي أدلى بها في مقابلة مع محطة تلفزيون “تي في تسينتر” في موسكو بعد يوم من تصريح مسؤول أميركي كبير، أن من المحتمل التوصل لاتفاق عندما يلتقي المفاوضون في جنيف ابتداء من 20 نوفمبر. وقال لافروف عن محادثات جرت في الآونة الأخيرة مع كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وفيما إذا كانت ستنجح إن “انطباعنا المشترك هو أنه توجد فرصة عظيمة جدا يجب عدم تفويتها، الخطوات التي ينبغي اتخاذها لنزع فتيل الموقف وخلق الظروف للتوصل لحل نهائي للمشكلة النووية الإيرانية واضحة لكل من الدول الست وإيران، إنها مسألة تتعلق بكتابة هذا بشكل سليم ودقيق وبأسلوب يحظى باحترام متبادل”. بدوره دعا وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند دول المنطقة إلى عدم القلق حيال احتمال حصول تحول في الموقف الغربي تجاه إيران، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عن حلفائها. وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي إن إن “الأميركية على هامش زيارته لمعرض دبي للطيران أمس “لا أحد منا يريد رؤية تداعيات سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي أو حصول نزاع في المنطقة، ولذلك نحن نقوم بأفضل ما يمكننا لتجنب حصول هذه السيناريوهات ونتحدث مع الإيرانيين لمعرفة مدى جديتهم، وأشدد على البحث عن حل سلمي لخلافهم النووي مع العالم”. ولم تسفر المحادثات التي جرت خلال الفترة من7 إلى 9 نوفمبر عن اتفاق ولكن لافروف قال إن المحادثات “أكدت لأول مرة منذ سنوات كثيرة استعداد كل من الدول الست وطهران ليس فقط لطرح مواقف لا تتقاطع في معظم الحالات، وإنما إيجاد نقاط تلاقي، هذه النقاط حددت ولا توجد الآن خلافات جوهرية بشأن القضايا التي يتعين حلها عمليا”. وفي طهران صرح مسؤولون إيرانيون بأن المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى التي ستستأنف الأربعاء في جنيف ستكون “صعبة”. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يترأس فريق المفاوضين الإيرانيين إن “المفاوضات المقبلة ستكون صعبة”. وأضاف “لن يتم التوصل إلى أي اتفاق في حال عدم احترام حقوق الأمة الإيرانية” في المجال النووي وتخصيب اليورانيوم. من جهته كرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف القول إن “تخصيب اليورانيوم يشكل جزءا لا يتجزأ من حقوق إيران بموجب معاهدة حظر انتشار” الأسلحة النووية. وكان كيري أعلن الاثنين الماضي أنهه ليس هناك حق موجود لأي بلد في تخصيب اليورانيوم. وصرح ظريف لوكالة الأنباء الإيرانية الطلابية قائلا “حقنا في التخصيب غير قابل للتفاوض، لكننا نعتبر أنه ليس من الضروري الاعتراف بهذا الحق الذي لا يمكن فصله عن الحد من الانتشار النووي، وعلى كل الدول احترامه”. وأضاف أن أيا من دول مجموعة (5+1) لم تطلب خلال المفاوضات الأخيرة “وقف تخصيب اليورانيوم”. وتابع “أن التعليق التام للتخصيب خطنا الأحمر ولن نتجاوزه”. من جهة أخرى نقلت وكالة فارس للأنباء عن المسؤول الثالث في فريق المفاوضين الإيرانيين مجيد تخت روانتشي قوله “نأمل في ألا تعرض الأمور التي طرحت في الاجتماع السابق، مجددا وأن نتمكن من دفع” المحادثات قدما. وأضاف أن المفاوضات “تقدمت جيدا وتوصلنا إلى مشروع اتفاق، لكن دولة طلبت تعديلات”. وقال “قاعدة المفاوضات بالنسبة لإيران هي النص الأولي” وليس النص المعدل لاحقا. وأعلن مسؤولون أميركيون وأوروبيون وروس في الأيام الماضية أن اتفاقا أصبح ممكنا حول الملف النووي الإيراني. وقال ظريف إن مواقف الجانبين “تقاربت” وأنه “من الممكن التوصل إلى اتفاق خطي”. وأشار إلى أن “كل الخطوات التي اتخذتها كافة الأطراف يمكن الرجوع عنها في حال لم نتوصل إلى النتيجة المرجوة” في المفاوضات ردا على تأكيدات مسؤولين أميركيين عن رفع بعض العقوبات بشكل يمكن “الرجوع عنه”. من جهة أخرى ذكر تقرير إخباري أن وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان سيزيح الستار اليوم عن أحدث طائرة بدون طيار تم تصنيعها في منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع، أطلق عليها اسم “فطرس”. نتنياهو يبلغ كيري الجمعة برفض أي اتفاق مع إيران عواصم (الاتحاد، وكالات)- بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي حملة مكثفة أمس لإقناع القوى العالمية بتشديد شروط اتفاق نووي مقترح مع إيران قبل استئناف المفاوضات في جنيف الأسبوع الحالي، مؤكداً أنه سيبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدى زيارته إسرائيل الجمعة المقبلة، أن بلاده ترفض أي اتفاق بين القوى الكبرى وإيران. فيما حذر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة نشرتها أمس صحيفة فرنسية من أنه إذا نجحت إيران في صنع القنبلة الذرية فإن كل دول منطقة الشرق الأوسط ستحذو حذوها. وقال نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، إنه سيبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور إسرائيل الجمعة المقبلة، بأن بلاده “تأمل بأن تقنع الولايات المتحدة، باقي الدول الصديقة بالتوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران”، مؤكداً أنه سيبلغ كيري “رفض إسرائيل أي اتفاق بين القوى الكبرى وإيران”. وأشارإلى أن “استمرار الضغوط على إيران يمكن أن تؤدي إلى نتيجة أفضل ضمن حل دبلوماسي عبر الطرق السلمية”، وقال “سأوضح لكيري بأنه يوجد خلافات بين الدول الصديقة في الرأي أيضاً حول قضايا مصيرية”. وأضاف “آمل أن نتمكن من إقناع أصدقائنا هذا الأسبوع وفي الأيام المقبلة بالحصول على اتفاق أفضل بكثير”. وبعد الاجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي يزور إسرائيل، سيتوجه نتنياهو إلى موسكو للاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم يعود إلى إسرائيل للاجتماع مع كيري يوم الجمعة المقبل. من جهته قال بيريز في مقابلة مع صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الأسبوعية أمس “نحن مقتنعون بأنه في حال صنعت إيران قنبلتها الذرية فإن كل دول الشرق الأوسط سترغب بفعل الأمر نفسه”. وشدد على أنه “لا يجوز رفع الضغط” عن إيران قبل أن تتخلى “على الأقل على المدى البعيد”، عن برنامجها النووي. وحول ترسانة إسرائيل النووية قال “نحن لم نقل يوماً إننا نمتلك القنبلة الذرية، ولم نهدد أحداً يوماً”. وأكد أن قدرة الردع النووي يجب ألا تمتلكها دول “سلوكها عدائي وتدعم الإرهاب وتضع استراتيجية هيمنة”.