أبوظبي (الاتحاد) - ينطلق معرض الوظائف الخضراء الذي يقام بالتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وشركة ريد للمعارض، خلال فعاليات الدورة السابعة من «القمة العالمية لطاقة المستقبل» التي تقام في الفترة من 20 إلى 22 يناير. وبحسب بيان صحفي أمس، يهدف معرض الوظائف الخضراء إلى توفير طرق تتسم بالسهولة والملاءمة والفعالية لإتاحة فرص التواصل الاجتماعي والمهني. وعلاوة على التقاء أصحاب العمل المحتملين، سوف يصبح بإمكان المهنيين حضور ورش عمل تتناول موضوعات تتعلق بالعمل في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من «مكتب الاستشارات المهنية» للحصول على النصائح من خبراء وأخصائيي الموارد البشرية مباشرة. وسيتضمن المعرض أيضاً فعاليات، مثل منصات لعرض فرص الوظائف المتاحة، وأماكن لإجراء المقابلات الشخصية. وقالت الدكتورة بهجت اليوسف، عميد شؤون الطلبة في معهد «مصدر»: «توفر المنصات على غرار معرض الوظائف الخضراء، للمهنيين الصاعدين في مجال الطاقة النظيفة، القنوات الصحيحة لتطورهم المهني عن طريق السماح لهم بالتواصل مع صناعات عاملة في المجال، فضلاً عن مناقشة التوجهات المستقبلية في بناء قدرات الطاقة النظيفة». وأضافت «كجهة معنية بالتركيز على بناء رأس المال البشري وتنمية المعرفة، يسهم معهد مصدر في تنمية وتعزيز قاعدة الكفاءات والمواهب التي تنتج علوم المعلومات وبراءات الاختراعات المناسبة للقطاع. ونأمل أن تكون الدورة المقبلة من المعرض خلال «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014» المنتدى المناسب لعلامات الشركات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة لتحديد واختيار المهارات الصحيحة، بما يضمن نمو القطاع». ويعد ضخ الاستثمارات في الطاقة المتجددة أحد العوامل الرئيسية المتوقعة لنمو الوظائف في هذا القطاع. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على المعماريين، والمهندسين، والمخططين الحضريين، وخبراء البيئة المتخصصين في بناء المدن والمجتمعات المستدامة، وشبكات الكهرباء الذكية، ومزارع الرياح، ومحطات الطاقة الشمسية، ومحطات توليد الكهرباء من الماء، والأنظمة الفعالة لنقل الطاقة، نظراً لأن الحكومات أصبحت تتبنى نهج الاستدامة في خططها للتنمية الاقتصادية. كما يمثل بناء المجتمعات المستدامة عبر أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أهمية حيوية اقتصادية واستراتيجية للاستدامة في المستقبل. وهنالك حاجة متزايدة للشباب لتطوير الوظائف في قطاعات الطاقة المتجددة. وتتخذ دول الخليج خطوات ملموسة على طريق تنويع مصادر الطاقة لأسباب بيئية واقتصادية. وقد قام العديد من الدول في هذا الشأن بتنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة، وتحديد أهداف بعيدة المدى للترويج لنشر واعتماد الطاقة المتجددة. وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، أن نجاح الحكومات في تنفيذ الأهداف الحالية للطاقة المتجددة يمكن أن يؤدي إلى توفير 116 ألف وظيفة سنوياً في المتوسط في قطاع الطاقة المتجددة حتى عام 2030. ويوضح التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بعنوان «الطاقة المتجددة والوظائف»، أن الطاقة المتجددة توفر حالياً وظائف لحوالي ستة ملايين شخص عالمياً. ومن المتوقع أيضاً أن تسهم مضاعفة حصة مجالات الطاقة المتجددة ضمن مصادر الطاقة العالمية، في ارتفاع هذا الرقم إلى أكثر من 16 مليون شخص في غضون العقدين المقبلين. ووفقاً للنتائج الواردة في «تقرير القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013» بعنوان «الإيفاء بوعد تنمية قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أنه في حال اعتزام المنطقة بناء قاعدة صناعية صلبة في مجالات الطاقة المتجددة، فسوف يتعين عليها تعزيز ودعم رواد الأعمال الذين سيبتكرون ويوفرون وظائف جديدة لأعداد السكان المتنامية من الشباب. وبسؤال ثلاثة من رواد الأعمال كانوا يعملون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هم باسم صالح، الرئيس التجاري لـ«عدن إنرجي جروب»؛ وجي فيشواناثان، مدير «مايكروسول»؛ وبادي بادماناثان، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور»، عن كيف يمكن للطاقة النظيفة أن تساعد على توفير وظائف وفرص عمل جديدة للخريجين الجدد، قال فيشواناثان «من الحقائق الثابتة أن أنواع الطاقة المتجددة، مع الإشارة بشكل خاص إلى التوليد المُوزَع للكهرباء، تسهم في توفير الحد الأقصى من الوظائف المحلية مقابل كل ميجا واط. وقد ثبت ذلك حتى في البلدان التي تبلغ فيها أسعار الطاقة تكلفة عالية، مثل ألمانيا واليابان. ويتعلق الأمر ذاته بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وسيتم توفير سلسلة من الوظائف المساعدة غير المباشرة كنتيجة لتركيز واحتواء التكنولوجيا في المنطقة. وفي هذا السياق قال بادماناثان: «سوف تؤدي التقنيات المختلفة إلى توفير أنواع مختلفة من الوظائف وبأعداد مختلفة، في التصنيع والإنشاءات والتشغيل والصيانة». وأعرب ناجي الحداد، مدير معرض «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، عن ثقته في أن معرض الوظائف الخضراء من شأنه أن يشكل إضافة كبيرة للمشاركين كافة فيه، والمهتمين بتوفير وظائف جديدة وفرص اقتصادية للشباب. وقال «سوف يمتلئ معرض الوظائف الخضراء بأشخاص يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في مجالات الطاقة المتجددة، ويدركون مزايا كفاءة استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة كعناصر أساسية لأي استراتيجية يقوم عليها اقتصاد أخضر. وبالتالي، فإن المعرض يمثل البيئة المُثلى للشركات والمرشحين للمجيء، واستكشاف سبل العمل سوياً». وأضاف الحداد «لا شك أن معرض الوظائف الخضراء يعد مبادرة أخرى لدعم الشباب والمجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة عن طريق إشراك الطلاب والمهنيين الشباب في فرص التقدم الوظيفي في الصناعات الناشئة لقطاعات الطاقة والمياه والاستدامة المتقدمة في دولة الإمارات والمنطقة». يذكر أن الدورة السابعة من «القمة العالمية لطاقة المستقبل» سوف تعقد بالتزامن مع الدورة الثانية لـ«القمة العالمية للمياه» والدورة الأولى الافتتاحية لمعرض «إيكو ويست» الذي تستضيفه «مصدر» أيضاً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.