أجرى مستشفى القاسمي بالشارقة ثلاث عمليات لمرضى من مواطني الدولة تراوحت أعمارهم بين السبعين والثمانين عاماً، لزراعة صمام في القلب دون الحاجة لعملية جراحية، وذلك من خلال تقنية تستخدم لأول مرة داخل الدولة. وقام معالي عبد الرحمن العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وزير الصحة بالإنابة صباح أمس، بزيارة الحالات الثلاث للاطمئنان على أوضاعهم الصحية بعد نجاح هذا الأسلوب المتقدم في استبدال وتركيب صمام القلب والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، مثمناً جهود الفريق الطبي، وجهود التعاون مع الخبراء الأجانب الذين شاركوا في إجراء هذه العمليات في إطار تنفيذ برنامج الأطباء الزائرين الذي تنفذه الوزارة. وأعرب العويس عن سعادته بالقدرة على القيام بهذا النوع من العمليات الدقيقة داخل الدولة، وتجنيب المرضى السفر إلى الخارج، خاصة أنها عمليات ترتبط أكثر بكبار السن ممن لا يستطيعون تحمل عناء السفر وتكاليفه. وقال الدكتور عارف النورياني مدير المستشفى خلال مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر أمس، وحضره المهندس خالد لوتاه وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسة والمساندة، إن العمليات كانت لثلاثة حالات مواطنين من كبار السن “70 و80 و84 عاماً”، واستغرقت الحالة ما بين ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين، وجميعهم في حالة مستقرة بعد أن أجريت لهم العمليات صباح يوم الاثنين الماضي. وذكر أن الفريق الذي قام بإجراء العمليات لجأ إلى زراعة صمام في القلب دون إجراء جراحة، وهو نظام لم يتم استخدامه من قبل داخل الدولة، ويساعد في استقرار حالات التي تعاني تضيقات في الصمام الأورطي باعتباره من أهم الصمامات التي تضخ الدم لأجزاء الجسم كافة. وقال “إن تلك التقنية معروفة عالمياً خلال سنوات قليلة، وتم استخدامها مع قرابة 25 ألف حالة فقط في العالم طوال السنوات القلية الماضية، وإنه وبالتنسيق مع الشركة صاحبة الصمام، تم إجراء تلك العمليات في الدولة للمرة الأولى”. وتابع “كان في السابق يتم إجراء عمليات جراحية لمرضى القلب الذين يعانون ضيقاً في الصمام الأورطي، وهم في الغالب من كبار السن، وذلك نظراً لخطورة حالتهم الصحية، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة الوفاة بين الحالات التي تصاب بالتضيق في الأعمار المتقدمة تصل إلى 50% في السنة الأولى”. وأوضح النورياني أن تكلفة الصمام الواحد تصل إلى 200 ألف درهم، وأن الوزارة تحملت النفقات كافة الخاصة بالمرضى الثلاث، كما أنه من المزمع إجراء عمليتين أخريين لاحقاً لمرضى من لمرضى من المقيمين الذين يعيشون على أرض الدولة، حيث يتلقون دعماً مادياً من جمعية أصدقاء المرضى بالشارقة نظراً للتكلفة الكبيرة لتلك الصمامات. وأشار إلى أن الحالات الثلاث مستقرة طبياً وسوف تغادر المستشفى بمجرد الاطمئنان على حالتهم بصورة نهائية بعد فترة المتابعة، كما أنهم يستطيعون لاحقاً الحياة بشكل طبيعي ومن خلال أدوية بسيطة جداً. بدوره، أكد المهندس خالد لوتاه وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسة والمساندة، أن الوزارة تحملت التكاليف المادية لتلك العمليات، كما أنها على أتم الاستعداد لتقديم مساعدات لأي حالة أخرى من مواطني الدولة تتطلب حالتها الصحية إجراء تلك العملية. وأضاف “أن مريض القلب يكلف الدولة من 600 إلى 800 ألف درهم حال تسفيره للعلاج في الخارج غير عناء السفر الذي يتحمله المريض وأهلة، وأن وجود فريق مهني يقوم بمثل هذا النوع من العمليات داخل الدولة أمر مشرف للجميع”. من جهتهم، أكدوا المسؤولون من الشركة المعنية بإنتاج الصمام الجديد، أن الإمارات تعتبر الدولة الثانية عربياً التي تستخدم تلك التقنية بعد السعودية “30 عملية أجريت في المملكة العربية السعودية”، وأن ارتفاع سعر الصمام يعود لارتفاع كلفة الأبحاث التي أجريت عليه وأن الصمام الواحد يستغرق أكثر من عن 18 ساعة عمل لتخاط أسلاكه.