السيد سلامة (أبوظبي) - تدشن كليات التقنية العليا في 10 فبراير المقبل عدداً من البرامج الأكاديمية والتطبيقية التي يتم تدريسها للطلبة بفروعها الـ 17 على مستوى الدولة، وفقاً لإستراتيجية “التعلم بالممارسة”، وتنفذ الكليات، وفقاً لهذه الإستراتيجية، منظومة واسعة من طرق وأساليب التدريس المبتكرة، ويتم التركيز من خلالها على توظيف التقنيات النقالة كأدوات تعليمية لجميع طلبة السنة الدراسية الأولى في برامج البكالوريوس بالعلوم التطبيقية بجميع تخصصاتها. وأكد الدكتور طيب كمالي مدير مجمع كليات التقنية العليا لـ”الاتحاد” أن هذه الإستراتيجية ترسخ من تميز المخرجات التعليمية للكليات في جميع التخصصات العملية التي ترفد من خلالها الوطن بكوادر ذات درجة عالية من التأهيل العلمي والتقني، بما يلبي احتياجات إستراتيجية التمكين للحكومة الرشيدة، كما تعزز إستراتيجية التعلم بالممارسة من جاهزية الطالب وكفاءته في مواجهة متطلبات سوق العمل، وما يشهده السوق من تغير مستمر في طبيعة الوظائف المطروحة به ضمن تطور اقتصاد الدولة والتوجه نحو مجتمع المعرفة. وأشار إلى أن الكليات ستنظم ملتقى أكاديمياً لمجموعة من المدرسين المؤهلين، الذين تم اختيارهم من بين المتخصصين من الكليات الـ 17 كافة، ويستهدف الملتقى تطبيق أساليب تدريبية في دبي خلال الفترة من 5 إلى 7 فبراير 2013، وذلك لتطوير مهاراتهم ومعارفهم وممارساتهم المتصلة بطريقة التعلم بالممارسة، إضافة إلى تمكينهم من تبادل هذه المعلومات مع زملائهم. وأوضح د. كمالي أن التوسع في استخدام التقنيات النقالة ما هو إلا مبادرة بناءة لتحسين التجارب التعليمية للطلبة، وتعزيز نقاط القوة التي تتميز بها الكليات، ومن خلال تنظيم الأنشطة التدريبية حول التعليم الإلكتروني لأعضاء هيئة التدريس سيلعب المدرس دوراً حيوياً في تسهيل مشاركة الطالب وتفاعله مع التقنيات الجديدة، والإشراف على عملية التعلم، وتقديم المساعدة والإرشاد للطالب. وقال: “إن هذه الخطوة تواكب احتفالات الكليات بمرور 25 عاماً على تأسيس كليات التقنية العليا، ومن مؤشرات نجاح مبادرة التقنيات النقالة زيادة حافزية الطلبة نحو التعلم”. من جانبه، قال الدكتور مارشال دراموند نائب مدير كليات التقنية العليا، إن التطبيقات الحديثة التي تنفذها الكليات، فيما يتعلق بالتعليم بالممارسة، تعزز من قدرة المعلم والطالب معاً على توظيف التقنيات المتطورة، ودمج التعليم النقال بصورة تدريجية مع المناهج الدراسية في كليات التقنية العليا، وإثراء التجربة التعليمية للطالب من خلال فتح قواعد معلومات غير محدودة أمامه للتواصل مع المادة العلمية المتخصص بها، وزيادة معارفه العلمية والتطبيقية حول المحتوي الأكاديمي لكل موضوع في التخصص الذي يدرسه. وأكد أهمية هذه المرحلة التي يتم فيها استخدام التقنيات النقالة في البرنامج التحضيري، وجميع برامج البكالوريوس، موضحاً أن التعلم بالممارسة هو طريقة تعليمية تعتمد على إكساب الطلبة المعارف والمهارات الأساسية من خلال المشاركة، والتفاعل وإجراء التجارب في الفصل الدراسي وخارجه، ما يضمن تعلم وتذكر المفاهيم والمعلومات، واستخدامها في مواقف تطبيقية تتعلق بالتخصص الذي يدرسه الطالب، وتواكب التطور في طبيعة الوظائف المطروحة في سوق العمل بالدولة. وقال محمد عبدالخالق عضو هيئة تدريس في برامج تكنولوجيا الهندسة في كلية رأس الخيمة للطلاب، إن الحماس الذي يتميز به طلبته وتعطشهم للعلم يدفعانه كل يوم للتدريس بصورة أكثر فاعلية. وأكدت جريس فور بريان، عضو هيئة تدريس في برنامج التربية في كلية أبوظبي للطالبات أن التعلم بالممارسة يدفع بالطالب نحو فهم أكثر عمقاً للمادة العلمية وينقله من المراحل التقليدية في الاستذكار إلى نماذج حديثة في التعامل مع المادة العلمية من خلال الفهم والاستيعاب. وقال د. نيل هانت من برنامج التربية في كلية العين للطالبات، إن ممارسة التدريس ضمن برنامج التدريب العملي للطالبات لمدة 16 أسبوعاً في المدارس المختلفة يساعدهن على تطوير كفاءاتهن إلى حد كبير، وكنتيجة طبيعية لذلك، تعتبر خريجات البرنامج أكثر كفاءة واحترافية في هذا المجال بالدولة. وأشارت زينب الحسيني، مدرسة التعليم العام في كلية العين للطالبات، إلى أن أبرز مزايا التعليم بالممارسة تتمثل في تعميق معرفة الطلبة بالعالم من حولهم، وتنمية ثقتهم بأنفسهم في حل المشاكل العملية، وتطبيق مهارات التفكير الناقد، وتشجيع مشاركة الطلبة وتفاعلهم من حيث اقتراح واكتشاف طرائق جديدة لتحسين النظام. وأعرب باري نايدو عضو هيئة التدريس في برنامج الكمبيوتر وعلوم المعلومات في كليات الفجيرة، عن سروره لتطبيق التعلم بالممارسة، حيث تساعده هذه الطريقة في تغطية المنهاج الدراسي عن طريق تشجيع الطلبة على مواجهة تحديات واقعية، ما يساعدهم على تذكر الكثير من المعلومات. وأوضحت هيلين دوناهيو مدرسة التعليم العام في كليات الشارقة، أن هذه الطريقة ستسهم في إعداد الطلبة الإعداد الأمثل للالتحاق ببيئة العمل الفعلية، كما يتحقق المدرس من خلال هذه الطريقة من مدى نجاح الطلبة في إنجاز المهام والواجبات المسندة إليهم. وأكد ستيفن زاي عضو هيئة التدريس في برنامج العلوم الصحية في كليات دبي أهمية الابتعاد عن الطريقة التقليدية في التعليم، حيث يتجه الطلبة في بيئة التعليم بالممارسة نحو حل المشكلات بجاهزية وكفاءة علمية وتطبيقية تعزز من قدرة الطالب على مواجهة المتغيرات العلمية التي يشهدها العالم.. وقال د. نجمي جنيد عضو هيئة التدريس في برنامج إدارة الأعمال في كلية الفجيرة للطلاب، إن الطلبة ينجزون الكثير من خلال المشاهدة والعمل التطبيقي والتفكر، ويساعدهم ذلك على تطوير مهاراتهم القيادية، وقدرتهم على حل المشكلات من خلال العمل الفاعل ضمن مجموعات، كما أنهم اعتادوا إيجاد الإجابات على الأسئلة التي يطرحونها دون مساعدة المدرس. نماذج لمشاريع تطبيقية في الكليات تطرح كليات التقنية العليا عدداً من المشاريع التعليمية في مختلف التخصصات ضمن إستراتيجية “التعلم بالممارسة”، وتعتمد هذه المشاريع على رؤى تطبيقية تدفع بالأداء الطلابي نحو الابتكار، ومحاكاة تطبيقات حديثة لكل مشروع، وتوظيف أساليب علمية وعملية في تطبيق مثل هذه المشروعات ميدانياً. ومن هذه المشروعات، مشروع طلبة برنامج التربية في كليات الشارقة لاستحداث التعليم النقال في المدارس الحكومية، ومشروع طلبة برنامج العلوم الصحية في كليات دبي للقيام بتمارين تطبيقية لغرض توقع الهياكل ثلاثية الأبعاد للجزيئيات غير المعروفة، ومشروع طلبة برنامج الكمبيوتر وعلوم المعلومات في كليات الفجيرة لتصميم كراسي ذكية متحركة لمساعدة المكفوفين، ومشروع آخر لتصميم نظام منزلي بيئي ذكي للتحكم باستهلاك الكهرباء، ومشروع طلبة السنة الأخيرة في برنامج الكمبيوتر وعلوم المعلومات في كليات الشارقة لتصميم كتب إلكترونية لطلبة البرنامج التحضيري، وتصميم موقع إلكتروني يتضمن صوراً متحركة لحياة الطيور في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع مركز الحياة البرية في الشارقة.