ظل بال ماجد محمد الجوهري ـ حاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل محاسباً في شركة مقاولات خاصة بالشارقة ـ منشغلاً بفكرة ترشيد استهلاك المياه منذ نعومة أظافرة، وباتت تؤرقه سلوكيات البعض في هدر كميات كبيرة من المياه دون فائدة، وعليه حاول مراراً ابتكار جهاز للترشيد إلى أن كُتب للفكرة أن تكون واقعاً بعد سنوات طوال، واخترع جهازاً لترشيد الاستهلاك. يقول الجوهري إنه كان يستاء منذ طفولته عندما يجد أحداً يتصرف مع المياه بشكل مسرف، ولاحظ معلمه في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس محافظة المنصورة في مصر، أنه وخلال الفسحة يقوم بإغلاق جميع صنابير المياه التي يفتحها ويهمل في إغلاقها زملاؤه الطلاب. وأضاف: ´إن سلوكه في المنزل لم يكن مختلفا كثيراً عن المدرسة، حيث كان يدعوهم باستمرار إلى توفير المياه والمحافظة عليها واستخدامها بطريقة سليمة?. وأشار إلى أنه ظل طوال حياته يبحث عن طريقة يبتكر بها نظاماً لترشيد استخدام المياه في الحياة اليومية، وظل يراقب ما تتوصل إليه الشركات والأفراد من أساليب مبتكرة في الترشيد، ليصل إلى طريقة أفضل. أرض الواقع وأوضح الجوهري أن الفكرة ظلت تكبر معه طوال حياته إلى أن سافر للعمل في المملكة العربية السعودية، وبدأ يسعى الى بلورة فكرته وتنفيذها على أرض الواقع، بعد أن اطلع على نماذج متنوعة تساهم في الترشيد، إلا أنها لم تكن ترضيه بالدرجة الكبيرة- على حد قوله- وكان يسعى الى ابتكار الأفضل. ونوه إلى أنه، ونتيجة أربع سنوات من البحث، استطاع ابتكار قطعة ميكانيكية صغيرة الحجم توضع على خط المياه الداخل للوحدة قد تكون ´شقة- بناية- فندق- مستشفى- مسجد- أي مكان به تمديدات مياه?، حيث تقوم هذه القطعة بتنظيم انسياب المياه من الصنبور وتدقيقها بحيث يأخذ الماء شكل التدرج في التدفق. وذكر أن ملخص اختراعه يتضمن أنه إذا ما تم ضبط المنظم على دقيقة يحدث الآتي: ينساب الماء 20 ثانية بسرعته المعتادة، ثم ينساب 20 ثانية بسرعته المتوسطة، ثم ينساب 20 ثانية بسرعة ضعيفة، ثم يعود تلقائياً من جديد، ويمكن تعديله زمنياً ليجعل التدريج أسرع أو أبطأ حسب الرغبة، ثم يغلق المياه أتوماتيكياً. توفير الثلث وكشف الجوهري، أنه ومن خلال حسابات دقيقة مع بعض المختصين في كليات الهندسة تحقق أن المنظم الجديد يستطيع أن يوفر ثلث كمية المياه دون الإحساس بهذا التوفير، وهو ما لا يمكن أن يحققه أي جهاز للترشيد، على حد قوله. وأوضح أنه تمكن وبعد أربع سنوات من البحث والتجارب من إنتاج تلك القطعة المرشدة يدوياً وتجريبها على خط المياه الداخل دون أي تعديلات على التمديدات أو الصنابير أو الخلاطات، واستطاعت أن تحقق المطلوب منها، وخاصة أن تركيبها لا يستلزم إجراء أي تعديلات على الخطوط. وذكر الجوهري أنه ومن خلال حساب التكلفة الفعلية لصناعة القطعة المنظمة لا تتعدى مائة درهم، وأنها ستخفض إلى أقل من النصف حال إنتاجها تجارياً، وهو مبلغ زهيد إذا ما قورن بالفائدة التي ستتحقق من توفير كميات كبيرة من المياه على جميع المستويات. تسجيل الاختراع وأشار الجوهري إلى أنه قام بتسجيل اختراعه في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في القاهرة وحصل على براءة اختراع في يونيو من العام الماضي. وتمنى أن يلاقي ابتكاره القبول من أي جهة لتنفيذه والاستفادة منه وتعميم استخدامه على كافة الجهات، لتعم الفائدة على الجميع ويحقق الابتكار الهدف الذي وجد من أجله، خاصة أنه يؤمن بأن ما اطلع عليه من أجهزة ومنظمات أخرى لا يحقق نسبة الترشيد في الاستهلاك الذي يحققه اختراعه.