تكررت حوادث سقوط الأطفال من شرفات البنايات خلال الفترة الماضية بصورة ملحوظة، حيث شهدت بعض مناطق الدولة عددا من الوقائع، من بينها حادثة مأساوية وقعت في دبي في شهر سبتمبر الماضي حيث ألقت أم بنفسها من بناية في دبي بعد أن سقط ابنها من نافذة الشقة التي يقطنونها، لتلقى نفس المصير، بينما شهدت إمارة الشارقة حادثتي سقوط طفلة وطفل «3 و4 سنوات» خلال أربعة أيام فقط. وتعود أسباب معظم تلك الحوادث إلى سلوكيات بريئة ترتكب من قبل الأطفال في تسلق الشرفات كونهم لا يدركون المصير الذي ينتظرهم، والسهو أو الإهمال من قبل أولياء الأمور، وكذلك إلى عيوب قد تكون فنية في شروط البناء. وقال قول عبد الرحمن خاطر، من سكان الشارقة، إن تكرار وقوع حوادث سقوط الأطفال من البنايات المرتفعة، يتطلب انتباها أكبر من قبل الأهالي في المنازل لتحركات أطفالهم وعدم تركهم بمفردهم في الشقق السكنية حتى وإن كانوا نائمين، مشيرا إلى أن معظم الحوادث تؤشر على أن هناك سهوا من قبل الأهالي تجاه أطفالهم. وأشار أحمد سيد مرزوق، من سكان منطقة الخان بالشارقة، إلى أن حوادث سقوط الأطفال تحدث غالبا في ثوان معدودة وبصورة سريعة جداً، منبها إلى أن هذا النوع من الحوادث يزداد بصورة ملحوظة مع تحسن درجات الحرارة وقدوم فصل الشتاء ولجوء الكثير من الأسر إلى إغلاق أجهزة التكييف وفتح النوافذ والشرفات، مطالباً أولياء الأمور بالانتباه لأبنائهم وتحركاتهم العفوية غير المحسوبة والتي قد تؤدي بهم إلى الموت. وكانت بلدية الشارقة قد أكدت في السابق أن هناك لائحة شروط ومواصفات خاصة بالبناء في الإمارة، تلزم المقاولين والشركات والمهندسين والاستشاري بإتباع الاشتراطات التي تحفظ للإمارة هويتها وتحقق الأمن والسلامة في مبانيها، وتتعلق بالدفاع المدني والكهرباء والمياه والغاز الطبيعي وكذلك الشرفات والنوافذ وفتحات التهوية. وأوضحت أن من ضمن الشروط التي تضمنتها اللائحة في مجال السلامة، أن يتم تأمين النوافذ وتوفير واقيات السقوط بارتفاع لا يقل عن متر، وأعلى مستويات الأمان بالنسبة لطريقة فتح النوافذ وإغلاقها خصوصاً للنوافذ ذات المفاصل العلوية وذلك حفاظاً على الأطفال من خطر السقوط. وذكرت أن جميع المباني الموجودة في الشارقة تلتزم بتلك المواصفات، مشددة على أنها لا تمنح مقاولي الإنشاءات تصاريح الإنجاز النهائي للمباني، إلا بعد التأكد من التزامها بكافة الشروط والمواصفات التي المحددة في مجال الأمن والسلامة.