الزواج في الإسلام عقد ديني صرف، تترتب عليه حقوق وواجبات، وله أهمية كبرى في رفاهية الانسان لما يحويه من نقاء وصفاء، وبالرغم من صفة القداسة لعقد الزواج فقد رأى الشرع الإسلامي في ظروف استثنائية ضرورة ترك الباب مفتوحاً لفصم عرى الزواج، مبيحاً الطلاق، واعتباره ضرورة اجتماعية، وإن كان أبغض الحلال إلى الله، ووضع شروطاً وقيوداً يجب على الطرفين الالتزام بها· صحيح أن الزواج وجد بين الزوجين على أساس الاستمرار في الحياة بينهما، ولكن لم تبق المرأة تحت سلطة رجل كرهته، وكذلك اشتراط المرأة على الرجل ألا ينفصلا ولو وصلت الأمور بينهما إلى حد الكراهية فهذا الأمر لا يجوز أبداً، فالطلاق يصبح في بعض الأحيان ضرورة اجتماعية، ولكن لا ينبغي أن يوضع تحت شروط وقواعد حيث لا يكون للعاطفة أثر فيه· فالطلاق ليس سهلاً على المرأة وقد يؤدي إلى حرمانها من أطفالها وحقها في العيش بحرية، ولقد أباحت جميع الأمم المتحضرة للمرأة أن تطلب الطلاق اذا ساءت معاملة زوجها لها، ولكن استخدام هذه الضرورة لمجرد الإساءة للرجل أو المرأة لا يعتبر عملاً صحياً نفسياً واجتماعياً حيث تهدر إنسانية المرأة· إذ إن الطلاق والزواج قضيتان ضروريتان اجتماعياً، يتصلان ببعضهما اتصالاً وثيقاً، ولا يمكن إهمالهما، ويجب كشف النقاب عن المشاكل الاجتماعية الناجمة عنهما· علي با وزير