دبي (الاتحاد) - انتهت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة “إياست” من مرحلة التصميم النهائي Q alification Model لنموذج القمر الصناعي دبي سات 2، وإتمام كافة الاختبارات الخاصة بالظروف الفضائية. ويشكل النموذج الهندسي للقمر الصناعي دبي سات 2 النموذج الثالث والنهائي، ويتضمن المكونات المعتمدة والنهائية لـ “دبي سات 2” القمر الصناعي الثاني للاستشعار عن بعد الذي تملكه دولة الإمارات العربية المتحدة، والمزمع إطلاقه إلى الفضاء الخارجي أواخر عام 2012. ويعتبر المجسم نسخة من القمر الصناعي الأصلي ولكن بمكونات أقل تكلفة. وقال أحمد عبيد المنصوري، المدير العام لـ “إياست” في بيان صحفي أمس: “نحن فخورون بما تحقق على أيدي مهندسي المؤسسة من إنجاز مرحلة التصميم للنموذج، وهو يعكس تفانيهم وحرصهم على إطلاق هذا القمر بنجاح إلى المدار الفضائي حول الأرض وتسخير الجهود من أجل تحقيق هذه الغاية المثلى”. وأضاف “تأتي هذه الخطوة لتجسد رؤية القيادة الرشيدة الهادفة إلى تعزيز واستدامة قاعدة المعرفة بين شباب الإمارات وتبوئهم أعلى المراتب في مجال البحث العلمي والتقنيات الحديثة”. يشار إلى أنه تم إخضاع النموذج الهندسي للقمر الصناعي دبي سات 2 لسلسة من الاختبارات للتأكد من سلامة إطلاقه في رحلة طويلة وشاقة إلى الفضاء، ومن أبرزها، الاهتزازات، والفراغ الحراري، والصدمات وقياس الكتلة. من جانبه، قال المهندس سالم حميد المري مدير إدارة المشاريع والمهمات الفضائية بالمؤسسة: ركز المهندسون على تصميم الاختبارات وفقا لنفس الظروف والتحديات المستقبلية التي قد يواجها أو يتعرض لها القمر أثناء رحلته إلى الفضاء، والتي تستغرق 15 دقيقة منذ إطلاقه من القاعدة”. وزاد قائلا “قد تشهد هذه الرحلة بعض الصعوبات كالارتفاع الشديد في موجات الضغط والاهتزاز والصدمة، وتحسبا لذلك، كان ضرورياً إخضاع هذا الجسم لمثل هذه الاختبارات للتأكد من سلامة سير القمر في الفضاء وتجنب أي احتمال يهدد نجاح عملية الإطلاق”. وأضاف: “يدور القمر الصناعي حول الكرة الأرضية كل 90 دقيقية، مواجهاً الشمس لـ 60 دقيقة، ما قد يؤدي إلى إمكانية تعرض القمر لتغيرات هائلة في درجة الحرارة؛ ومن هنا تأتي أهمية إخضاع النموذج لهذه الاختبارات للتأكد من قدرة القمر على التعامل مع كافة التغيرات والصعوبات التي قد تواجهه أثناء رحلته الفضائية”. وتم الانتهاء من هذه الاختبارات في أوائل شهر أكتوبر، وسيعكف المهندسون بعد ذلك على دراسة وتحليل البيانات الصادرة عن المكونات الإلكترونية قبل حلول الاجتماع المزمع عقده للتشاور حولها، ومناقشة كافة الأمور المتصلة بالانطلاق إلى مرحلة التصنيع النهائية. وبالنسبة لبعد القمر عن الأرض ومداره، فقد تم تعديل ارتفاع القمر الصناعي إلى 600 كيلو متر فوق سطح الأرض مقارنة بـ690 كيلو مترا وهو الارتفاع الحالي لدبي سات-1. وتم تعديل اتجاه دوران القمر حول الأرض ليبدأ من الشمال إلى الجنوب، الأمر الذي يسمح بتغطية شاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما له من فائدة في إجراء بعض المسوح والبحوث العلمية المختلفة. وكانت “إياست” قد وقعت في أوائل العام الماضي عقداً مع شركة الفضاء الدولية الروسية “كوزموتراس” بهدف إطلاق دبي سات-2 إلى الفضاء الخارجي. وسيتم إطلاق دبي سات -2 بصحبة مجموعة من الأقمار الصناعية التي سيحملها صاروخ “دنيبر” إلى الفضاء الخارجي من قاعدة ياسني كوزمودرم الموجودة بروسيا خلال الربع الأخير من عام 2012. يعتبر مشروع دبي سات-2 برنامجا تطويريا مشتركا بين “اياست” وشركة ساتريك إنيشيتف بكوريا الجنوبية. ويشارك في المشروع مهندسون إماراتيون يصل عددهم إلى 16 مهندساً يعملون في كوريا حالياً على تصميم القمر الصناعي الثاني وتطويره وإجراء كافة الاختبارات اللازمة لعملية الإطلاق. وقد ازدادت نسبة مشاركة الكوادر الوطنية في هذا المشروع مقارنة بمشروع دبي سات-1 بنسبة 100%.