مع نهاية أبريل الماضي كشفت حكومة أبوظبي عن مشروع ''جزر الصحراء'' السياحي المبتكر والفريد من نوعه، حيث سيشكل المشروع وجهة سياحية متعددة الاستخدامات توفر تجربة متكاملة، ويعتبر امتدادا لرؤية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيٌب الله ثراه، في الجمع بين الثروات الطبيعية والسياحة البيئية، وتتألف ''جزر الصحراء''، الواقعة قبالة الشواطئ الغربية للإمارة، من ثماني جزر بالإضافة إلى مرسى في منطقة جبل الظنة، يشكل البوابة للانطلاق إلى هذه الجزر، وسيضم المشروع مجموعة واسعة من المرافق السياحية، تشمل متنزهات طبيعية ومواقع أثرية ومعالم تراثية للسياحة البيئية، بما فيها ''المتنزه العربي الوطني''· ومن المتوقع أن تستقطب ''جزر الصحراء'' أكثر من 250 ألف زائر سنوياً لدى اكتمال المرحلة الأولة من المشروع عام ،2010 على أن يتجاوز الإقبال عليها حاجز المليون زائر سنوياً بحلول عام ،2017 وسيجري تطوير هذه الوجهة الفريدة حسب مراحل محددة، ويقدر إجمالي الاستثمارات من الجانب الحكومي والقطاع الخاص بما يفوق 11,5 مليار درهم (3 مليارات دولار)· ويتوقع أن تساهم ''جزر الصحراء'' في تعزيز مكانة أبوظبي على خارطة السياحة العالمية، بوصفها وجهة عالية الجودة والتميز تضاهي مقاصد عالمية عريقة عملت على الاستفادة من جزرها الطبيعية مثل جزر الكاريبي والمالديف، ويضم مشروع ''جزر الصحراء'' جزيرة ''صير بني ياس''، التي ذاع صيتها عالميا كمحمية طبيعية أسسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجزيرة دلما وست جزر صغيرة ستعرف باسم ''ديسكفري آيلندس''، وتقع هذه الجزر قبالة شواطئ المنطقة الغربية لأبوظبي، وسترتبط جميعها بشبكة من النقل البحري من بينها العبارات وخدمات النقل العاملة بالطاقة المائية والتاكسي البحري بالإضافة إلى اليخوت الفاخرة، والطائرات الصغيرة والمائية· وتتمتع جزر ''ديسكفري آيلندس'' والمناطق المحيطة بها بثراء الحياة البحرية النادرة، ويرمي المشروع إلى تقديم تجربة ناجحة للتعايش بتناغم وسلام بين الحياة البرية والمخيمات والسياحة البيئية، وتوفر هذه الجزر موطناً طبيعيا للأحياء البحرية النادرة، كما أنها تقدم أجواء مثالية لمتخصصي الأبحاث البيولوجية البحرية والبعثات الاستكشافية ودراسة سلالات نادرة من السلاحف وحيوان الأطوم والدلافين وغيرها من الأحياء البحرية· وإننا سنلتزم باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الكفيلة بالمحافظة على المحميات الطبيعية الخاصة بالأنواع النادرة من الطيور والسلاحف لضمان استمرار الحياة البحرية المميزة في موقع المشروع· وتطرح جزر ''ديسكفري آيلندس'' صياغة جديدة لمعايير الجودة والتفرد لمفهوم الجزر الصحراوية، حيث سيتم تخصيص جزيرتين كمنتجعات راقية توفر أعلى مستويات الخدمة والإقامة· ويستطيع الزوار الوصول إلى الجزر إما باستخدام العبارات أو الطائرات البرمائية، في حين سيتم عدم المساس بجزيرتين أخريين والمحافظة على طبيعتهما كموطن للطيور والسلاحف المائية·وستقدم جزيرتان أخريان مفهوم ''المخيم'' الذي يتيح المجال للاستمتاع بأصالة وسمات الجزر النقية المنعزلة عن ضغوط الحياة المعاصرة· ولن تتضمن الجزيرتان مرافق ومنشآت عديدة، لتشكل واحة من الخصوصية والتميز وسط مياه الخليج·وستتمتع ''جزر الصحراء'' بخيارات واسعة ومتنوعة من مرافق الإقامة، من فنادق الخمس نجوم إلى منتجعات العائلات الصغيرة، بسعة ستتخطى الـ4000 غرفة فندقية· ويجري حالياً أعمال تشييد الفندق الأول على جزيرة ''صير بني ياس''، بسعة 64 غرفة، على أن يتم افتتاحه بنهاية العام الحالي ·2007 وتعتزم شركة التطوير والاستثمار السياحي تعيين شركة عالمية متخصصة لإدارة هذا الفندق، حيث يتوقع الإعلان عنها خلال شهر يونيو المقبل· وستضم الجزيرة أيضاً منتجعا سياحيا يقع في الجهة الجنوبية من الجزيرة ويجمع بين حدائق مائية وإطلالات خلابة على منظر غروب الشمس· وسيتضمن المنتجع، المصمم وفق أعلى معايير التميز والجودة، ناديا خاصا وممرات للمشي وبحيرة· كما سيتم تطوير مرسى ''دلما'' الحالي لتزويده بمطاعم ومقاه ومراس لليخوت الفاخرة·ويشكل ''مرسى جبل الظنة'' مدخلا لـ''جزر الصحراء''، وهو يقع في منطقة جبل الظنة على بعد 250 كلم من أبوظبي، حيث سيتضمن فندقاً شاطئياً بسعة 150 غرفة· وتعتبر هذه المنطقة نقطة الوصول والمغادرة والتوريدات اللوجستية في المشروع· كما أنها ستتميز برصيف يمتد داخل مياه الخليج العربي بطول كيلومترين، وستنتشر المحلات التجارية والمقاهي ومرافق الضيافة على امتداد الرصيف لخدمة السياح والزوار أثناء انتظارهم عبارات الانتقال إلى ''جزر الصحراء''، إلى جانب مرسى يتسع لعشرين يختاً·وتعد ''جزيرة صير بني ياس''، التي تبلغ مساحتها 87 كلم مربعا وتبعد 8 كلم من الشاطئ، المحور الرئيسي للمشروع، وتستوطن سلالات من الدلافين والسلاحف البحرية الضخمة، المياه المحيطة بجزيرة ''صير بني ياس'' إلى جانب العديد من أشكال الحياة البرية النادرة التي نشأت في بيئة طبيعية مفتوحة وآمنة· وتتضمن هذه الأحياء قطعان الظبي العربي وبقر الوحش والوعل الأسود والغنم البري وغزال الصحراء العربية والوعل العربي والماعز البري، وهو من الأحياء المهددة بالانقراض في المنطقة· وتشتمل الجزيرة أيضاً على طيور وحيوانات من مناطق أخرى مثل النعام والزراف واللاما وطائر الإمو·