تامر عبد الحميد (الفجيرة)

كرم مهرجان «الفجيرة الدولي للفنون» في دورته الثالثة عصر أمس، نخبة من نجوم الوطن العربي الذي حلوا ضيوفاً على المهرجان، خلال جلسة بعنوان «طاولة النجوم»، حيث تحدثوا عن أهمية المهرجان لكونه حاضناً للثقافة والفن، ويجمع فنون العالم في مكان واحد بإمارة الفجيرة، وبعدها قام محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، بتسليم شهادات التكريم والتقدير لمجموعة من نجوم الفن، أبرزهم أحمد عبد العزيز ورانيا يوسف ومحمد المنصور وهاني رمزي وأشرف زكي وشيماء سبت وسوزان نجم الدين وجمال سليمان ونهال عنبر وسامح الصريطي.
وقد استقبل الجمهور عاصي بحفاوة كبيرة لحظة صعوده إلى خشبة المسرح، ثم بدأ سهرته الغنائية بأداء مجموعة من أغنياته الشهيرة وسط حماس كبير من الحضور، منها «بحبك وبغار» و«يا طير» و«الوطن» و«ضل حدي ضل» وأغنيته الجديدة «بويا محمد»، كما دعا ابنه «الوليد» لأداء بعض أغنياته على شكل دويتو وسط تفاعل كبير من الحضور.
واعتبر الحلاني «الفجيرة الدولي للفنون» من المهرجانات الرائدة التي جمعت كبار الفنانين في الوطن العربي والذي أتاح فرصة للقاء ثقافات العالم في مكان واحد ورائع في إمارة الفجيرة التي أصبحت بهذا المهرجان وغيره من الأنشطة الثقافية والأدبية قِبلة لكل المبدعين، وقال: «بهذا المهرجان أصبحت الفجيرة قبلة للفن وإمارة الفرح التي تولي اهتماماً كبيراً بمجالي الفن والثقافة من مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت ذات موقع متميز».

ليلة تراثية
وفي الليلة نفسها، احتضن مسرح القرية التراثية في دبا، حفلاً آخر أحياه الفنان الإماراتي فيصل الجاسم الذي اختار نحو 13 أغنية من التراث الإماراتي خصيصاً لهذه المناسبة، لاسيما أنه يؤديها على خشبة مسرح القرية التراثية، ومنها «هيمان يالمحبوب» و«الله يا دار زايد» و«الرجال المخلصين»، إلى جانب تأديته أغنية خاصة من كلمات محمد سعيد الظنحاني وألحانه بعنوان «يا حمايم».
واعتبر الجاسم أن «الفجيرة الدولي للفنون» من أهم المهرجانات العالمية والعربية في الوقت الحالي، خصوصاً أنه يعمل على مزج جميع الفنون من العالم تحت منصة واحدة، موضحاً أنه يحرص دائماً على وجوده في المهرجان والمشاركة في فعالياته بشكل مستمر، لاسيما أنه يهتم بشكل خاص بالثقافة والفنون، ويسلط الضوء على مجالات متنوعة من جميع أرجاء المنطقة.

محلي بطابع عالمي
وقد وضع الفنان والمخرج السوري ماهر صليبي بصمة فنية متميزة ومتفردة في أوبريت «الفجيرة تجمعنا - من التراب إلى السحاب» الذي افتتح به فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «الفجيرة الدولي للفنون»، حيث قدم مجموعة من الفقرات التي تعبر عن جماليات المكان والغنى الثقافي برؤية استعراضية سينمائية جاذبة وفريدة، ترافقها موسيقى أوركسترالية مع استخدام أفضل التقنيات الحديثة المماثلة لها والمستخدمة في أكبر مسارح العالم.
وعبر صليبي عن سعادته البالغة لمشاركته في تنفيذ أوبريت الافتتاح للمهرجان هذا العام، وقال: «أنا دائماً مع (الفجيرة الدولي للفنون)، هذا المهرجان الذي يجمع بين الثقافة والفن والتراث، ويربط الماضي بالحاضر، ويجعل من إمارة الفجيرة عرساً ثقافياً فنياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد حاولت في الدورة الثالثة من المهرجان أن يكون حفل الافتتاح مختلفاً عن دورته الثانية، لذلك استعنت بمجموعة من الممثلين إلى جانب فرقة (سمة) للاستعراض المسرحي المكونة من 40 راقصاً وراقصة، بالإضافة إلى التقنيات التي استخدمت للمرة الأولى على خشبة (الفجيرة الدولي للفنون)، مثل (الهولوغرام) وتقنية (ثري دي مابينج) ضمن الديكور العام، بما خدم الفكرة الدرامية التي تعبر عن المراحل الثلاث لتطور الإمارات حتى وصلت للفضاء، فكان (من التراب إلى السحاب) عمل محلي بطابع عالمي».

نشر ثقافة السلام
احتضنت إمارة الفجيرة أمس اجتماع المكتب التنفيذي للهيئة الدولية للمسرح «يونيسكو» الـ 151، تحت رعاية الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وترأس الاجتماع المهندس محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح بحضور أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة، الذي أكد أهمية الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في استضافة الفعاليات الثقافية والفنية الإقليمية والدولية، عبر استقطابها للعديد من المهرجانات والمؤتمرات التي تساهم بدور فاعل في نشر ثقافة السلام.
واقترح الأفخم أن يكون الاجتماع المقبل للمكتب التنفيذي للهيئة الدولية للمسرح، بالتزامن مع توزيع جائزة الشيخ راشد للإبداع، مشيراً إلى إقرار اللجنة التنظيمية العليا للهيئة، بأن يعقد اجتماع الكونجرس المقبل للهيئة في الإمارات، واستعرض الاجتماع تفعيل اتفاقيات التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في الهيئة وخطة عمل الهيئة للسنوات المقبلة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا المتعلقة بتطوير الحراك الثقافي والفنون الأدائية على مستوى العالم.