شركات تقام وأبراج ترتفع لتعانق السحاب وفلل وقصور تبنى لنسكن نحن البشر فيها، لم نفكر يوماً لولا عامل البناء هذا أين سنقيم؟! ومن سيؤوينا ويحافظ على خصوصيتنا؟ الغريب في الأمر ليس نحن من نسكن في ذلك المنزل أو من يعمل في تلك الشركة انما الأكثر غرابة تلك الشركات التي تفكر في القيام بمشروع ما سواء كان منتجعا أو فندقا الى غير ذلك من المشاريع دون ان توفر العمالة التي يمكن ان تقوم بعمل هذا المشروع، ودون ان تضع في خطتها ان للعمال رواتب يجب ان يتسلموها شهرياً إذا رغبوا في انجاز مشروعهم· فبينما تجلس على مكتبك ويحيط بك هواء بارد من كل صوب، هناك اناس آخرون بنفس عمرك أو ربما يكبرونك في السن يعملون تحت أشعة شمس تحرق وتلسع جلودهم ولا ترحمهم بخلاف الحوادث التي تصيبهم من جراء هذا العمل كوقوعهم من أعلى البنيان، وفوق كل ذلك لا يتسلمون رواتبهم وتؤجل الى حين ان تستفيق سعادة الشركة المسؤولة وتسلمهم رواتبهم، وابصم لك بالمليون انك لو كنت مكانه لضقت ذرعا واقمت الدنيا ولم تقعدها، ولطالبت بأجرك عن كل يوم وكل ساعة وكل ثانية، ولطالبت كذلك بمكافآت مالية، أما هذا العامل فلم يطلب سوى راتبه الشهري من دون مكافآت وانت ترفض ذلك· فيا أصحاب الشركات والمشاريع المميزة لا ننكر فضلكم وجهودكم في تحويل بلادنا الى بلاد حديثة تواكب التطور والعمارة الحديثة، ولكننا لا نريد هذه المشاريع ان كانت ستطغى على انسانيتنا وتحولنا الى وحوش بشرية غير مبالية ولا آبهة بغيرها· خولة الظاهري العين